02-أكتوبر-2019

الترا فلسطين | فريق التحرير

أكد نادي الأسير، أن 95% من الأسرى الفلسطينيين يتعرضون للتعذيب منذ لحظة الاعتقال وخلال التحقيق، موضحًا أن التعذيب أدى لاستشهاد 73 أسيرًا منذ احتلال الضفة عام 1967، وفق تقرير نشره اليوم.

6 شهداء نتيجة التعذيب بعد الاعتقال منذ عام 2013، و73 شهيدًا منذ الاحتلال الكامل عام 1967

وأشار التقرير إلى استشهاد الأسير عرفات جردات عام 2013 في زنازين معتقل "مجدو" تحت التعذيب، ثم استشهاد الأسير رائد الجعبري بعد تعذيبه من قبل قوات "النحشون" في عام 2014.

وفي عام 2018، ارتقى ثلاثة معتقلين شهداء بسبب التعذيب، أولهم ياسين السراديح الذي قتله الجنود لحظة اعتقاله وبعد تعذيبه، ثم الأسير عزيز عويسات الذي تم تعذيبه في زنازين معتقل "ايشل" قبل أن يُفارق الحياة في المستشفى، تلاه الأسير محمد الخطيب (الريماوي) الذي تعرض للتعذيب لحظة اعتقاله.

وفي العام الجاري، ارتقى الأسير نصار طقاطقة بتاريخ 16 تموز/يوليو الماضي نتيجة تعرضه للتعذيب.

وبيّن نادي الأسير، أن التعذيب يبدأ خلال الاعتقال والتحقيق، ويشمل العزل الانفرادي واحتجاز الأسرى "في ظروف قاسية وقاهرة لا تتوفر فيها أدنى الشروط الصحية"، إضافة إلى عملية نقلهم التي تجري عبر "البوسطة" ويصفها الأسرى بأنها "رحلة عذاب أخرى"، وكذلك الإهمال الطبي الذي يتم من خلاله قتل الأسير بشكل بطيء.

نادي الأسير: العزل الانفرادي والبوسطة والإهمال الطبي وظروف الاحتجاز السيئة من أشكال التعذيب

وأفاد التقرير بأن قوات الاحتلال تُمارس التعذيب النفسي والجسدي بحق المعتقل منذ اللحظة الأولى لاعتقاله، ويتم ذلك من خلال الضرب بأعقاب البنادق على أنحاء متفرقة من الجسد، دون أدنى مراعاة لإصابة بعض المعتقلين بأمراض ومشاكل صحية ترافقهم لاحقًا حتى بعد الإفراج عنهم، بما في ذلك إصاباتٌ بليغة تسببت ببتر أطرافهم.

وشرح نادي الأسير في تقريره أساليب التعذيب الجسدي والنفسي التي يستخدمها محققو الاحتلال خلال التحقيق مع المعتقلين، وهي التالية:

- الحرمان من النوم.

- جلسات تحقيق مستمرة تصل إلى 20 ساعة.

- تقييد المعتقل أثناء فترة التحقيق، وشد القيود لمنع الدورة الدموية من الوصول لليدين.

- الضرب والصفع والركل والإساءة اللفظية والإذلال المتعمد.

- التهديد بالاعتداء الجنسي على المعتقل أو أحد أفراد أسرته، أو التهديد بهدم المنازل أو التهديد بالقتل.

- الحرمان من استخدام المراحيض، والحرمان من الاستحمام أو تغيير الملابس لأيام أو أسابيع.

- تعريض المعتقل للبرد الشديد أو الحرارة وكذلك للضوضاء بشكل متواصل، والإهانات والشتم.

ويستخدم المحققون أساليب أخرى تندرج تحت ما يُسمى "التحقيق العسكري"، وهذه الأساليب تُستخدم في حالاتٍ تُسمى "القنبلة الموقوتة"، وتعني أن يكون المعتقل عضوًا في خلية قد تُنفذ هجماتٍ في أي لحظة، وهي مسموحة قانونيًا.

التحقيق العسكري هو من تسبب بقتل عشرات الأسرى، وهو مسموح في إسرائيل قانونيًا

ومن أساليب التحقيق العسكري: الشبح لفترات طويلة، وهو إجبار المعتقل على الانحناء إلى الوراء فوق مقعد الكرسي مما يسبب آلام ومشاكل في الظهر، أو الوقوف لفترات طويلة مع ثني الركب وإسناد الظهر على الحائط، كما يتم استخدام أسلوب الضغط الشديد على مختلف أجزاء الجسم، بالإضافة إلى الهز العنيف والخنق بعدة وسائل وغيرها.

وبيّن التقرير، أن ظروف الاحتجاز من أشكال التعذيب، إذ يوضع المعتقل لفتراتٍ طويلةٍ في الحبس الانفرادي في زنازين صغيرة خالية من النوافذ وباردة جدًا، ويُحرمُ من النوم ومن الحق في الحصول على أدوات النظافة الأساسية والطعام والشراب النظيفين، مؤكدًا أن هذا النوع من التحقيق تسبب بقتل عشرات الأسرى.

وجاء التقرير على خلفية التحقيق الذي خضع له سامر العربيد (44 عامًا) في مركز تحقيق "المسكوبية"، بعد اعتقاله الأسبوع الماضي من رام الله، وعلى إثره مازال يرقد في مستشفى "هداسا"، إذ يعاني من كسورٍ في القفص الصدري ورضوض وآثار ضرب في كافة أنحاء جسده، وفشل كلوي شديد، وحالته الصحية خطيرة.

وأبرز مراكز التحقيق و"أكثرها سوءًا" وفق التقرير هي "المسكوبية" و"بيتح تكفا" وعسقلان والجلمة.

وطالب نادي الأسير، المؤسسات الحقوقية الوطنية والعربية والدولي بأن "تُمارس دورها المطلوب حيال جرائم الاحتلال، ومنها جريمة التعذيب بما تشكله من خطر على الإنسانية وعلى دورها الذي وجدت من أجله".


اقرأ/ي أيضًا: 

السجن وعالم الكلمات

هدايا الأسيرات.. فيضُ حب وأمل وحرية

موعد أول مع حيفا