22-يونيو-2022
آمال بإنهاء الحصار الإسرائيلي، في رسائل إلى البحر المتلاطم الأمواج - Majdi Fathi/Getty

آمال بإنهاء الحصار الإسرائيلي، في رسائل إلى البحر المتلاطم الأمواج - Majdi Fathi/Getty

على ظهر مركب صغير، أخرجت علا الطويل (30 عامًا) قصاصة ورقية من محفظتها، كتب عليها "من حقي أن أعيش بسلام.. ارفعوا الحصار عن غزة" ثم وضعتها داخل قارورة زجاجية صغيرة، أحكمت إغلاقها، وألقتها بين أمواج بحر غزة المتلاطم. 

شبان ألقوا في البحر بعشرات الرسائل بالعربية والإنجليزية تحث على رفع الحصار الإسرائيلي عن غزة 

عشرات الشبان والشابات ألقوا رسائل مشابهة لرسالة علا، كتبت باللغتين العربية والإنجليزية، تحُثُّ في مجملها على رفع الحصار عن قطاع غزة، وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني جراء الاحتلال، إلى جانب دعوات بإنهاء الانقسام وإجراء انتخابات، ضمن حملة نظمها مجلس الشباب الفلسطيني في قطاع غزة حملت اسم "رسائل سياسية إلى البحر". 

وتقول علا في حديث لـ "الترا فلسطين" إن الشباب في قطاع غزة يواجهون واقعًا مريرًا في ظل تواصل الحصار الإسرائيلي منذ 15 عامًا، واستمرار الانقسام الفلسطيني. وتضيف أنها ومنذ تخرجها من كلية الخدمة الاجتماعية قبل 7 سنوات لم تحظ بوظيفة أو فرصة عمل بعقد سنوي أو شهري. 

وتمّنت علا أن تصل رسالتها إلى قادة العالم، داعية إياهم للضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف حصاره على قطاع غزة، ووقف الانتهاكات الإسرائيلية بحق المسجد الأقصى، ووقف بناء المستوطنات في الضفة الغربية. 

صورة apa

الشاب أحمد حتحت (32 عامًا) كان إلى جانب علا في المركب الذي أقلهم إلى داخل بحر غزة، لإلقاء رسائلهم إلى دول العالم، يقول لـ "الترا فلسطين": شعبنا من حقه أن يعيش بحرية وكرامة، ومن حقه أن يقرر مصيره كما باقي شعوب العالم التي تحررت من الاستعمار ونالت حريتها. 

وعن محتوى الرسالة التي كتبها حتحت، يقول: وجهت رسالة إلى قادة الدول الأوروبية للضغط على السلطة الفلسطينية لتنظيم انتخابات ديمقراطية، لأن شعبنا بحاجة إلى تجديد الشرعيات وإعادة ترتيب صفوفه، وتوحيد نظامه السياسي.  

وأشار حتحت إلى أن الشباب في قطاع غزة هم أبرز ضحايا الحصار المستمر، الأمر الذي دفع الكثير منهم إلى المخاطرة بحياته وركوب البحر بحثًا عن حياة كريمة. وذكر أنه حاول الهجرة قبل ذلك، إلا أن التكلفة الباهظة للسفر والهجرة من قطاع غزة إلى أوروبا -تفوق الـ 5 آلاف دولار- منعته من ذلك. 

وأعرب حتحت خريج كلية الاقتصاد عن أسفه لعدم تمكنه من الحصول على فرصة عمل، وذلك بسبب تراكم أعداد الخريجين بعشرات الآلاف، وانعدام فرص العمل. 

تخوض البحر لتصل

من جانبه أكد محمد جربوع مدير الإعلام في مجلس الشباب الفلسطيني، أن هدف الحملة هو تسليط الضوء على معاناة الشباب في قطاع غزة، وعلى جوانب الحياة كافة بعد مضي 15 عامًا على الحصار الإسرائيلي. 

وأوضح جربوع في حديث لـ "الترا فلسطين" أن الشبان والشبات الذين شاركوا في إلقاء رسائلهم في البحر، هم شريحة تمثل مئات آلاف الشباب المهمشين في قطاع غزة، والذين نال الحصار من أحلامهم. 

الحملة تشمل إلى جانب إلقاء الرسائل في البحر، التغريد عبر مواقع التواصل الاجتماعي للمطالبة بإنهاء معاناة الشعب في الفلسطيني   

ولفت جربوع إلى أن الحصار الإسرائيلي المشدد، والانقسام السياسي يمثلان أبرز العوائق أمام طموحات الشباب الفلسطيني، لذا فقد كانت جُل الرسائل تدعو إلى إنهاء هذا الواقع.

وأوضح أن الحملة تشمل إلى جانب إلقاء الرسائل في البحر، التغريد عبر مواقع التواصل الاجتماعي للمطالبة بإنهاء معاناة الشعب في الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، خاصة في قطاع غزة. 

وحث جربوع القيادة السياسية الفلسطينية على التقاط هذه الرسائل، وإجراء معالجات سريعة عبر تنظيم انتخابات ديمقراطية شاملة، من شأنها توحيد الشعب الفلسطيني، وتخفف من معانته حتى يتفرغ لمواجهة الاحتلال. 

ويفرض الاحتلال الإسرائيلي حصارا بريًا وبحريًا مشددًا على قطاع غزة منذ العام 2007، طال كافة مناحي الحياة، كما شن أربعة حروب دامية كان آخرها في مايو/ أيار العام الماضي، الأمر الذي زاد من معاناة السكان.