02-يناير-2019

الترا فلسطين | فريق التحرير

بإمكان من يتابع الأنباء التي نُشرت في وسائل الإعلام العبرية خلال الأيام عن التحقيقات الجارية مع عناصر تنظيم "تدفيع الثمن" الإرهابي، أن يُلاحظ أن جهاز المخابرات الإسرائيلية "الشاباك"، وقضاء الاحتلال، يتقاسمان منح غطاءٍ لعناصر التنظيم؛ والتمهيد للإفراج عنهم، رغم وجود أدلة تؤكد ضلوعهم بعمليات إرهابية أدت لاستشهاد فلسطينيين وحرق كنيسة في القدس، وأن الاعتقالات تأتي لمنع الإرهابيين من تنفيذ هجمات قد تؤدي إلى ردود فعلٍ من جانب فلسطينيين تُسقط قتلى في صفوف جنود الاحتلال والمستوطنين.

المحكمة المركزية في اللد قضت -أمس الثلاثاء- بحذف كل الاعترافات التي أدلى بها إرهابي يهودي على علاقة بالخلية الإرهابية التي نفذت عملية حرق وقتل أسرة دوابشة، بحجة أن محققي "الشاباك" استخلصوا اعترافات الإرهابي -الذي لم يُنشر اسمه- بطريقة الخداع.

وأوقع "الشاباك" بالإرهابي عبر استخدام حيلة "العصافير" التي تستخدم للإيقاع بالأسرى الفلسطينيين، بعد نقلوه من منشأة التحقيق إلى منشأة أخرى جرى إعدادها لإيهام الإرهابي أنه نُقل إلى السجن بعد نهاية التحقيق معه، وهناك كان بانتظاره ضباطٌ من "الشاباك" تقمصوا هوية سجناء من اليمين الاسرائيلي، وبعد فترة باح الإرهابي بكل العمليات التي شارك فيها ظنًا منه أن أولئك الضباط رفاقٌ له في التنظيم الإرهابي.

ولو أن "الشاباك" يريد جباية اعترافاتٍ من الإرهابي بغية إدانته و فرض عقوبة سجن ملائمة عن طريق القضاء، لاستخدم وسائل أخرى لإجباره على الإقرار باعترافاته أمام القضاء.

وفي ذات السياق، كشف التلفزيون الإسرائيلي الرسمي "قناة كان"، أن  اعتقال الإرهابيين الثلاثة مؤخرًا يتعلق بقضيةٍ يتم التحقيق فيها منذ عدة شهور، وقد وصفها التلفزيون أنها "إرهاب يهودي هو الأخطر منذ قتل أسرة دوابشة في شهر يوليو 2015"، وهذا تلميح إلى أن الخلية الإرهابية ربما تكون ضالعة بالعملية الإرهابية التي أدت لاستشهاد المواطنة عائشة الرابي قبل عدة شهور.

ولكن "قناة كان" كشفت عن تقديراتٍ تفيد أن قضاء الاحتلال، لن يسمح لـ"الشاباك" باستخدام وسائل خاصة في استجواب  الإرهابيين الثلاثة، الأمر الذي يعني أنه يجري التمهيد للإفراج عنهم.

وكانت معطياتٌ نشرتها صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، أفادت بأن التنظيم الإرهابي نفّذ منذ بداية السنة 118 اعتداءً، مقابل 78 اعتداءً السنة الماضية، وقد بين كتابة الشعارات المعادية وإعطاب السيارات وإلحاق الضرر بها، وكذلك إحراق منازل، وتخريب أراضي، وإلقاء الحجارة على السيارات؛ وقد أسفر إلقاء الحجارة عن استشهاد السيدة عائشة الرابي قبل شهور.