18-مارس-2022

أثار إعلان جمعية فلسطينية لفنون الطهي عن استعدادها لإعداد أكبر طبق مجدّرة في العالم على أيدي طهاة فلسطينيين نهاية آذار/ مارس الجاري، سعيًا لدخول موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية، موجة استياء وتندّر واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

 موجة التندر والاستياء لم تمس طبق المجدرة بحدّ ذاته، بل جاءت للتعبير عن رفض التغني بإنجازات "وهمية" 

والمجدّرة طبق شعبي فلسطيني غني بالبروتين، نظرًا لمكوناته من البقوليات كالعدس والبرغل والقمح المسلوق والأرز. وموجة التندر والاستياء لم تمس الطبق بحدّ ذاته، بل جاءت للتعبير عن رفض التغني بإنجازات "وهمية" كما يقول الرافضون لهذا النوع من الفعاليّات، مثل "أكبر صحن تبولة"، و"أكبر طبق كنافة"، و"أكبر حبّة قطايف"، و"أكبر كوفية".

استعدادات لتجهيز أكبر طبق مجدّرة في العالم، بمدينة أريحا

ووفقًا لوكالة الأنباء الرسمية "وفا" فإن طبق المجدرة سيكون بحجم 6 أمتار، وبوزن طن ونصف، وسيقام خلال مهرجان "أرض كنعان الدولي الأول" في مدينة أريحا، نهاية شهر آذار/ مارس الجاري، بمشاركة 30 دولة، وبحضور لجان تحكيم وطهاة من رومانيا والهند والأردن.

المهرجان سيشارك فيه عشرات الطهاة المتنافسين على إعداد أطباق اللحوم والحلوى، ويتخلله فتح سوق تجاري للشركات المشاركة والراعية، وعرض منتجاتهم بأسعار منافسة، وإعداد عروض فنية وتراثية وغناء ودبكة.

اقرأ/ي أيضًا: الفول.. باكورة خير الشتاء ورمز الحياة

وعلّق عبد الله ناصر على خبر طبق المجدرة، قائلًا: ما بال العرب يتسابقون على تحطيم أرقام غينيس في الأكل واللعب؟!، من أطول زحليقه إلى أطول علم أو شعر وأكبر صحن كشري إلى أكبر صحن كبسه وقبلها كنافة! 

وأضاف: "جفّ إنتاجنا البحثيّ والصناعي والزراعي ونبحث عن إنجاز وهمي يضر ولا ينفع".

وعلّق أمجد قبها من جنين تحت عنوان "فضفضة"، قائلًا: "مش عارف لأي مرحلة وصلنا للخواء العقلي، ما في أي إنجاز سياسي جديد أو علمي على الصعيد المحلي أو الدولي، لنسد هذا العجز بالمجدرة؟!".

وتساءل الناشط علي خاطر بسخرية: لو الشعب الفلسطيني ما دخل موسوعة (غينيس) للأرقام القياسية بأكبر صحن مجدرة، أو أكبر حطة فلسطينية، أو أكبر سدر كنافة، أو أكبر حبة قطايف.. مين ممكن يعملها قبلنا؟ الألمان؟ اليابانيين؟، معقول مثلاً الإيطاليين يعملوها ويدخلوا موسوعة غينيس لأكبر ثوب فلسطيني؟

ونشرت معلمة الرياضات بيسان جرادات، صورة لفعاليّة أقيمت في 16 مارس/ آذار عام 2014، لأطول سلسلة قراءة كتب حول سور المسجد الأقصى أقامها الشهيد المقدسي بهاء عليان، ونشرت صورة أخرى للإعلان عن إقامة أكبر طبق مجدرة في أقدم مدن العالم، وعقبت بالقول: الخبران لا يليق بهما الاجتماع في منشور واحد.

الحكواتي والمهتم بقضايا التراث، الشاب حمزة العقرباوي علّق هو الآخر قائلًا: المجدرة أكلة محترمة، بس هو مين اللي منافسنا عليها مشان نعمل أكبر طنجرة بالعالم؟ إذا خايفين عليها تنسرق زي الحمص والشكشوكة والفلافل، فلازم تدخل في (المنيو) تاع مطاعمنا كحد أدنى، ونهتم بتوثيقها وتسجيلها في اليونسكو مثلًا.. ولازم نطبخها في ببيوتنا وفعاليّاتنا الثقافية وأنشطتنا العامة والمهرجانات والمدارس إذا بدكم كمان.

ولم يلتفت الشيف عصام منير لحالة الجدل القائمة عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول إعداد أكبر طبق مجدرة، واستبق إقامة أكبر طبق مجدرة في أريحا، بإعداد طبق على مقاسه وطريقته الخاصة لمتابعيه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مذيّلًا المنشور بفوائد المجدّرة الغنية بالبروتين، وداعيًا متابعيه إلى تجربتها وإخباره عن النتيجة.

من جانبه أكد رئيس الجمعية الفلسطينية لفنون الطهي والقائمة على المهرجان، سامر أبو جمعة أن إعداد أكبر طبق مجدرة في العالم يهدف إلى جلب أنظار العالم لتاريخ وطننا وتراثنا الشعبي، لما تعرف به هذه الأكلة منذ القدم، ويتوارثها أبناء شعبنا.

وأوضح أن المهرجان يهدف إلى الترويج للأطباق والمنتجات الشعبية الفلسطينية، وفتح الآفاق أمام الطهاة وأصحاب الحرف والشركات والمطاعم للكشف عن مواهبهم، والترويج لمنشآتهم السياحية، حيث تحوي أريحا 82 معلمًا سياحيًا.

 المجدرة أكلة شعبية فلسطينية، تتكون من العدس والبرغـل (القمح المسلوق) وزيت الزيـتون، والبصل المقلي المحمّر 

وتمكن الفلسطينيون مؤخرًا من الدخول إلى موسوعة غينيس للأرقام القياسية عبر إعداد العديد من الأطباق، كصناعة أكبر حبة قطايف في مدينة بيت لحم، وتزن حبة القطايف التي صبها 15 عاملًا، حوالي 50 كيلوغرامًا، في زمن قياسي بلغ حوالي دقيقتين وأربعين ثانية، حيث بلغ قطرها ثلاثة أمتار.

بالإضافة لصناعة أكبر رغيف مسخن في رام الله، وبلغ قطره 4 أمتار ووزنه 1300 كيلوغرام، واشترك في صنعه 40 من الطهاة المهرة، كما صنع الفلسطينيون أكبر طبق كنافة في مدينة نابلس، بلغ طوله 74 مترًا وعرضه 110 سنتيمترات ووزنه 1765 كيلوغرامًا، وصنعوا أيضًا أكبر طبق تبولة في مدينة شفا عمرو شمال فلسطين المحتلة، بوزن بلغ 4 أطنان.

كما تمكن الفلسطينيون من الدخول إلى موسوعة غينيس عبر إعداد أضخم كوفية في مدينة الخليل، بلغت مساحتها 1400 متر مربع، واستمر العمل بها ثلاثة أيام متواصلة بمشاركة 50 متطوعًا.


اقرأ/ي أيضًا: 

المفتول: طبخة النَّبي سليمان!

الخُبّيزة.. ربيع المعدة و"سِت الطناجر"

المسخن: تكامل خيرات البيت الفلاحي