17-أكتوبر-2018

صورة لآثار خلّفها سقوط صاروخ انطلق من غزة، وسقط في بئر السبع

الترا فلسطين | فريق التحرير

أظهرت تغطيات ومتابعات الإعلام العبري للصاروخ الذي انطلق من غزة، وسقط في مدينة بئر السبع بالداخل المحتل، فجر اليوم الأربعاء، قلقًا في صفوف متخذي القرار السياسي والعسكري في إسرائيل.

   صفّارات الإنذار تأخرت في تحذيرها، القبة الحديدية لم تقم باعتراضه، وقوته التدميرية عاليّة.. ماذا أراد مُطلق الصاروخ أن يقول؟    

سقوط صاروخ بئر السبع، تزامن مع إطلاق صاروخ سقط في عُرض البحر قبالة "تل أبيب". ووفقًا للإعلام العبري، فإنّ هذا الصاروخ يخلتف عن سابقاته التي أطلقتها المقاومة خلال عدوان "الجرف الصامد" صوب بئر السبع.

من أبرز المفارقات أنّ صافرات الإنذار، مثلًا، تنطلق قبل وصول الصواريخ بدقيقة؛ ما يُتيح للمستوطنين الفرار نحو المناطق المحصّنة داخل منازلهم أو الملاجىء، لكنّ صافرات الإنذار دوّت هذه المرّة قبل 13 ثانية فقط من سقوط الصاروخ. أمّا القبة الحديديّة فقد عجزت عن إطلاق صوارريخها لاعتراض الصاروخ القادم من غزة.

وبيّن التحقيق الأولي الذي أجرته طواقم الجبهة الداخلية الإسرائيلية أنّ الرأس المتفجر الذي حمله الصاروخ، بلغ 20 كيلوغرامًا من المتفجّرات، وهذا ما يفسّر حجم الدمار اللافت في المنزل الإسرائيلي.

كما أنّ "الصاروخ شكّل مفاجأة"؛ فلم تنجح أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية في الحصول على إنذار مسبق حول نية أي من التنظيمات إطلاق صواريخ، وفق ما كشفته مراسلة الإذاعة العبرية العامة للشؤون العسكرية، كارميلا منشيه.

ويرى محللون إسرائيليون وأمنيون أنّ من أطلق صاروخ بئر السبع يدرك مواصفاته جيّدًا، وأراد من وراء إطلاقه توجيه رسالة إلى المجلس الوزاريّ الإسرائيلي المصغّر للشؤون الأمنية، مفادها أنّ أيّ عدوان جديد على غزة، ستواجهه المقاومة بتقليص قدرة منظمة القبة الحديدية على اعتراض صواريخ غزة التي ازدادت سرعتها وارتفعت قدرتها التدميرية.

الرسالة الثانية التي أراد مطلق الصاروخ إرسالها موجّهة إلى الرأي العام الإسرائيلي، للتذكير بأنّ شن عملية موسّعة على غزة يعني أنّ التجمعات السكنية الإسرائيلية الكبرى لن تكون في مأمن حتى في ظل وجود القبة الحديدة، ولهذ تم اختيار مدنية بئر السبع (يعيش فيها رُبع مليون) لتكون هدفًا للصاروخ الأول، فيما سقط الصاورخ الثاني في عُرض البحر قبالة تل ابيب.

وقد يكون من أطلق الصاروخ أراد تزويد الجانب الإسرائيلي المعارض لشنّ عملية عسكرية موسّعة على غزة، ببراهين تؤكد أنّ أي حرب مقبلة على غزة لن تكون مضمونة النتائج، والأفضل هو عرض تسوية تقبل بها غزة.