04-يونيو-2021

صورة توضيحية - gettyimages

"كيف نغرس نواةً لاقتصادٍ وطني فلسطيني في الداخل المحتل؟" هذا ما حاول نشطاء فلسطينيون أن يجدوا له إجابةً، قبل أن يطلقوا "أسبوع الاقتصاد الوطني".

تنتبع المبادرة أسلوب اللا مركزية حتى تلقى صدىً واسعًا واهتمامًا أكبر

تبدأ الحملة في السادس من حزيران/يونيو الجاري، ساعية لتحقيق هدف أساسي هو "بناء نواة اقتصاد وطني فلسطيني مستقل للفلسطينيين في كل مكان، وعدم الارتهان باقتصاد الاحتلال الإسرائيلي"، من خلال الإلتزام بشراء المنتجات الفلسطينية، ومقاطعة البضائع الإسرائيلية.

اقرأ/ي أيضًا: فلسطينيو الداخل في مواجهة إرهاب مشترك بين أذرع الدولة والمستوطنين

"نحن نتبع أسلوب اللا مركزية في هذه المبادرة" يقول زيد، أحد القائمين عليها، واصفًا المكان الذي ستُنفذ الحملة في محيطه، "وذلك حتى تلقى صدىً واسعًا واهتمامًا أكبر" يضيف.

ويوضح زيد لـ الترا فلسطين، أن تحقيق هدف الحملة، مرهونُ بخلق اقتصادٍ وطنيٍ مقاوم ممتد الجذور من البحر إلى النهر، قائلًا: "من الصعب التحدث عن رؤية، أو استراتيجية شاملة وواضحة، رغم زخم الأفكار (..) الأهم الآن ترسيخ الفكرة في عقول الفلسطينيين أينما حلّوا، وتغيير نظرتهم وانطباعهم إزاء البضائع الوطنية".

القائمون على الحملة، شددوا على مصطلح "الاقتصاد المقاوم" كأحد أهم التوجهات التي تحاول الحملة ترسيخها بشكل تدريجي، "فالاستمرارية منوطة بالإجابة عن سؤال: هل للمقاطعة جدوى بعيدة المدى؟ أم لا؟، حيث أن استمرارية وعِظَم الجدوى يعني استمرارية الجهود" تبعًا لإيمانهم.

القائمون على الحملة، شددوا على مصطلح "الاقتصاد المقاوم" كأحد أهم التوجهات التي تحاول الحملة ترسيخها بشكل تدريجي

"حملة المقاطعة هذه، لن تكون كما سابقاتها" يزيد الشاب الذي التقاه الترا فلسطين، "فاليوم، ما حدث في غزة، وهبة الفلسطينيين في أراضي الـ 48، وصمود الفلسطينيين في الشيخ جراح، وباقي أراضي فلسطين المحتلة، أدى إلى رفع الوعي الفلسطيني، وأعادهم إلى التفكير بأصل الصراع.. الصراع الوجودي".

اقرأ/ي أيضًا: كيف نفهم رغبة الفلسطيني بالتصوير؟

وتحظى الحملة بدعم شبابي فلسطيني ممتد جغرافيًا، فداخل الخط الأخضر، أعلنت حراكات شبابية دعمها لأسبوع الاقتصاد الوطني، وعلى رأسها: "حراك حيفا"، و"الحراك الدبوري"، حراك "سانِد"، و"الحراك الشبابي ديار بئر السبع"، بل إن القائمين عليها يؤكدون أن عشرات المبادرات تتحضر للتحرك خلال أسبوع الاقتصاد الوطني، في القدس، والضفة، والداخل، وغزة، "كقوة اقتصادية واحدة".

فريد طعم الله، من مؤسسي سوق الفلاحين، تحدث لـ الترا فلسطين، عن تفاصيل مبادرة "سوق الفلاحين" التي انطلقت قبل 10 سنوات، وعن سوق السبت الأسبوعي في مركز مدينة البيرة الثقافي، وسوق الأحد في مركز خليل السكاكيني برام الله، كنقطة التقاءٍ قوية مع مبادرة "أسبوع الاقتصاد الوطني".

يقول: "رحبنا بالفكرة على أن يكون سوق الفلاحين في رام الله والبيرة جزءًا من هذا الأسبوع، ونأمل أن تنتشر الفكرة في مناطق أخرى، وأن تمتد لأسابيع طويلة، لا لأسبوعٍ واحدٍ فحسب".

عشرات المبادرات تتحضر للتحرك خلال أسبوع الاقتصاد الوطني، في القدس، والضفة، والداخل، وغزة

هذه الأسواق –وفقًا لطعم الله- ترتكز فكرتها على تجمع عدد من المزارعين وربات البيوت، اللواتي يعملن على صنع مأكولات غذائية إلى هذه الأسواق، ليتم بيعها للناس مباشرة، "وهذا دعمٌ كبيرٌ للمنتج الفلسطيني بالدرجة الأولى، ومساهمةٌ ضخمة في مقاطعة المنتجات الإسرائيلية، لا سيما الزراعية منها".

اقرأ/ي أيضًا: فيديو | نشطاء بالداخل يُعرُّون القمع والعنصرية الإسرائيلية

ويؤمن طعم الله، أن اتجاه الناس للمقاطعة بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها الأراضي الفلسطينية في الضفة، وغزة، والقدس، والداخل المحتل، "هو فرصةٌ لتعميم الفكرة، وإيصالها إلى كل المدن والتجمعات الفلسطينية"، مضيفًا: "الأحد الماضي كان الإقبال عظيمًا، إلى درجة أن الطلب كان أكثر من العرض، وهذا مؤشر جيد، ويؤكد على الانسحاب الشعبي التدريجي من التبعية لاقتصاد دولة الاحتلال".

وفي القدس، انتشرت دعواتٌ على مواقع التواصل الاجتماعي، أطلقها تجار، للمشاركة في حملة "أسبوع الاقتصاد الوطني" ذلك من خلال طرح تخفضيات على الأسعار، والإعلان عنها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أو واجهات المحلات، فيما أعلنت مجموعة "أسوار القدس"، عن جولاتٍ تعريفية بأسواق المدينة، وذلك يومي الأحد ٦-٦، والأربعاء ٩-٦، بعد التجمع عند درجات باب العامود، ضمن فعاليات الأسبوع.

على النقيض تمامًا، ولأن الشيء بالشيء يُذكر، فقد سبقت إطلاق حملة "أسبوع الاقتصاد الفلسطيني" حملات مقاطعة، قادها مستوطنون يسكنون داخل الخط الأخضر، تدعو إلى عدم التعامل مع المحلات، والمطاعم، وعموم المصالح الفلسطينية أينما تواجدوا، وذلك عبر التحريض ضدهم في مواقع التواصل الاجتماعي، (واتساب، وتليغرام) على رأسها.

سبقت إطلاق حملة "أسبوع الاقتصاد الفلسطيني" حملات مقاطعة، قادها مستوطنون يسكنون داخل الخط الأخضر

تعليقًا على ذلك، يقول الناشط في مواقع التواصل الاجتماعي وليد ملحم من عكا لـ الترا فلسطين: "إن حملات التحريض من قبل المستوطنين ضد الفلسطينيين في الداخل الفلسطيني، بدأت مع اندلاع الهبة الجماهيرية هناك، وفي المقابل يحاول الفلسطينييون دعم المحلات التجارية، والمصالح الفلسطينية، ابتداءً من البسطات الصغيرة وصولًا للمحلات الكبيرة".

اقرأ/ي أيضًا: فلسطين والبحث عن لحظة ربيع عربي جديدة

ولفت ملحم إلى تداعيات الهبة الجماهيرية على الفلسطيين "حيث نتج عنها حالة تحريض وكراهية عنيفة من المستوطنيين"، مؤكدًا على أهمية المساهمة –فلسطينيًا- في حملة المقاطعة المضادة، "من خلال استثمار وسائل التواصل الاجتماعي في الترويج للبضائع الفلسطينية، ودعم المنتجات المحلية، بالبحث عن بدائل وطنية للمنتجات الإسرائيلية، وهذا متوفر" يردف.

ما يلفت الانتباه هذه المرة في مجال المقاطعة الاقتصادية لدولة الاحتلال –يكمل ملحم- "حالة الاتحاد القوية، واللحمة الفكرية بين الفلسطينيين في كل مدن ومناطق فلسطين، "وهذا ما سيضمن قوة أسبوع الاقتصاد الفلسطيني، وما سيتبعه من حملات مقاطعة أخرى" يختم.

ويستمر "أسبوع الاقتصاد الفلسطيني" بعد انطلاقه في السادس من يونيو/ حزيران الجاري، حتى الثاني عشر من الشهر ذاته.


اقرأ/ي أيضًا: 

"ذاهبون لقتل العرب".. تقرير يستعرض تنظيم الهجمات اليهودية في الداخل

صناع الهوية الفلسطينية