11-يونيو-2017

أجرى "مركز حملة - المركز العربي لتطوير الإعلام الاجتماعي"، بحثًا ومسحًا ميدانيًا، شمل 1417 شابًّا وشابّة من الداخل الفلسطيني والضفة الغربية وقطاع غزة، لمعرفة مدى وعيهم بموضوع الأمان الرقمي في الانترنت، ورصد أهداف وطرق الاستخدام المُتّبعة، وظواهر التعقّب واختراق الخصوصيّة. 

مواقع التواصل الاجتماعي سهّلت اختراق الخصوصيّات، ما خلق تحدّيات جديدة مزعجة، أمام المستخدمين

وفي ظلّ واقع الاحتلال في فلسطين، فإنّ منظومة المراقبة والتعقّب تبدو واضحة من خلال سياسات الملاحقة والتضييق على حرية التعبير عن الرأي، الأمر الذي تمثّل في حالات الاعتقال المرتفعة خلال العامين الماضيين على خلفية ما تُسمّيه سلطات الاحتلال "التحريض عبر فيسبوك".

اعتمد البحث الذي أجري في (تشرين ثاني/ نوفمبر 2016)، منهجيتي البحث النوعي (الكيفي) والكمي، عن طريق تعبئة الاستبانات وعقد المجموعات البؤرية مع الشباب الفلسطينيين في كافة أماكن تواجدهم داخل فلسطين التاريخية، وقد شملت عينة البحث النوعي 132 شابًا وشابةً، من مختلف المناطق، من الفئة العمرية بين (15 -25 عامًا). أمّا عينة البحث الكمي فقد شملت (1285) شابًا وشابةً من مختلف مناطق فلسطين التاريخية، ومن ذات الفئة العمرية.

اقرأ/ي أيضًا: مستودع الأنيس الرقمي.. مركز بحجم عاصمة

وأظهر البحث أنّ الوعي بوجود المخاطر الأمنية والتجسس عبر الانترنت، من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيليّ، وكذلك الأجهزة الأمنيّة الفلسطينية، كانت نسبته لدى المشاركين 70.4%.

كما أظهرت نتائج المسح أنّ النسبة الساحقة من المشاركين تستخدم الإنترنت عبر الهاتف النقال الذكي، وأنّ استخدام شبكات التواصل الاجتماعي هو السبب الرئيس لاستخدامهم الإنترنت، حيث حلّ أوّلًا موقع فيسبوك، يليه تطبيق واتساب، ضمن الشبكات الأكثر استخدامًا.

وأظهر البحث نتائج متفاوتة بين المجموعات البؤرية أهمّها الفوارق الجندرية الواضحة، خصوصًا لدى المجتمعات المحافظة، والتي تحدّ من استعمال شبكات التواصل الاجتماعي لدى النساء بسبب الحساسيات الاجتماعية المقرونة بذلك؛ فقد عبّرت غالبية النسوة في المجموعتين المحافظتين عن عدم استعمالهن للفيسبوك وذلك بطلب من الأهل، لتفادي مشاكل الاختراقات للحسابات، أو سرقة الصور والاستحواذ على مضامين شخصية يمكنها أن تكون شرارة لمشاكل اجتماعية وعائلية كبيرة. بينما لم يسر هذا الأمر على الذكور، حيث أن معظم الشباب لديهم حساب فيسبوك واحد على الأقل. 

الدراسة البحثية أوصت بضرورة العمل على تحسين الوعي حول استعمال شبكة الانترنت، بشكل عامّ، وأشارت لوجود "فراغ مؤسساتي مقلق في هذا المجال" في الضفة الغربية وقطاع غزة، ما يستدعي العمل على تحفيز مبادرات تهدف إلى نشر الوعي والأمان الرقمي.

يذكر أن "حملة- المركز العربي لتطوير الإعلام الاجتماعي" هو مؤسسة أهلية غير ربحية تهدف لتمكين المجتمع المدني الفلسطيني والعربي من المناصرة الرقمية، من خلال بناء القدرات المهنية والدفاع عن الحقوق الرقمية وبناء الحملات الإعلامية المؤثرة. ويركّز مركز "حملة" مشاريعه ومبادراته في التدريبات لتحسين النشاط الرقمي، والمرافعة عن الحقوق الرقمية الفلسطينية.


اقرأ/ي أيضًا:

"خزائن" لأرشفة "ما لا يجمعه أحد"

وثّق.. أرشفة التراث الفلسطيني رقميًا

تقارير "سوشال ميديا".. من هؤلاء المؤثرون؟