07-ديسمبر-2021

المخرج أمير فخر الدين في افتتاح مهرجان أيام فلسطين السينمائية | gettyimages

أكد المخرج أمير فخر الدين من الجولان المحتل، أن فيلمه "الغريب" -الذي شارك في مهرجان أيام فلسطين السينمائية، وفاز بجائزة في مهرجان القاهرة الدولي- هو أحد ثلاثة أفلام أسماها "ثلاثية البيت"، وهي "تناقش سؤالاً وجوديًا حول أهمية البيت،"وفقًا لقوله في حديث لـ الترا فلسطين، مساء الثلاثاء.

"ثلاثية البيت" للمخرج أمير فخر الدين "تناقش سؤالاً وجوديًا حول أهمية البيت"، وأولها فيلم "الغريب"

وأوضح فخر الدين، أن المقصود بالبيت هو العائلة والوطن والماضي، والثلاثية -التي أولها فيلم "الغريب"- "تناقش سؤالاً وجوديًا حول أهمية البيت، وما يعنيه لنا البيت".

يُذكر أن فيلم "الغريب" من تأليف وإخراج فخر الدين، وبطولة محمد بكري وأشرف برهوم، وقد كان عرضه العالمي الأول في مهرجان البندقية بدورته الـ78 التي افتُتِحت في شهر أيلول/سبتمبر الماضي، حيث حصل على جائزة "Edipo Re" لأفضل فيلم عن فئة الأفلام المتنافسة (أيام فينيسيا)، قبل أن يُعرَضَ في مهرجان "أيام فلسطين السينمائية" خلال شهر تشرين ثاني/نوفمبر الماضي، ثم مهرجان القاهرة.

وحاز الفيلم على جائزة أفضل فيلم عربي، بالإضافة إلى "جائزة شادي عبد السلام" ضمن مسابقة "أسبوع النقاد الدولية"، خلال حفل ختام الدورة الـ43 لمهرجان القاهرة السينمائى الدوليّ.

وكشف فخر الدين لـ الترا فلسطين تفاصيل عن الفيلمين القادمين من "ثلاثية البيت"، مبينًا أن الفيلم الثاني هو "لا شيء من شيء يبقى"، ويتحدث عن كاتب سوري لاجئ في المنفى؛ وأصبح من الصعب عودته لبلده نتيجة الظروف السياسية. ويتساءل المخرج في هذا الفيلم: "هل يمكن للماضي أن ينسانا؟".

الفيلم الثاني من "ثلاثية البيت" هو "لا شيء من شيء يبقى"

أما الفيلم الثالث فتدور أحداثه في فرنسا، والشخصية الرئيسية فيه امرأة. ونوَّه فخر الدين، أن المرأة في فيلم "الغريب" كانت في الظل، ودورها تقديم الحلول لزوجها "عدنان" ومحاولة إقناعه بالهجرة، لكنه اختار أن يختتم الثلاثية بتجسيد المرأة القوية وقدرتها العالية على التحمل.

وأشار فخر الدين إلى تأثره برواية "المسخ" للروائي الألماني فرانز كافكا -التي نشرت لأول مرة عام 1915- وهي تعالج النتيجة لا السبب، مبينًا أنه في فيلم "الغريب" لا يناقش لماذا فشل "عدنان" في دراسته أو لماذا يشرب الكحول، بل يُعالج النتيجة التي وصل إليها.

كما أشار لتأثره بلوحة "مشهد من الطوفان" لجوزيف ديزيريه -يعود تاريخها للعام 1827- حيث يُهمل الرجل، الحاضر المتمثل بطفلته وزوجته، ويتمسك بالماضي المتمثل بالمسن الكاهن. ولوحة "مشهد من الطوفان" موجودة حاليًا في متحف ليون للفنون الجميلة، وقد اشتُهِرت كثيرًا بأنها ترمز إلى الصراع بين الماضي والمستقبل، وبين المحافظ والمتحرر، وبين التجديد والرجعية، وبين التخلف والتطور.

ويعتبر فخر الدين، شخصية "عدنان" -بطل فيلم الغريب- "ليس بطلاً بالمعنى التقليدي، بل هو بطل تراجيدي، عبثي لا يفكر بالمستقبل". وفي النص الختامي للفيلم، يجيب "عدنان" على سؤال زوجته الملح عن سبب بقائه ورفضه الهجرة، والنص هنا، وفقًا لفخر الدين، مستوحى من كتابات جبران خليل جبران، ويتضمن قصيدة كتبها طارق فرنساوي؛ وهو شابٌ سوريٌ يسكن في ألمانيا، وهي قصيدة لشخصية يُحاكي فيها شخصية "ليلى".

تدور أحداث "فيلم" الغريب في مجدل شمس بالجولان المحتل. لكن فخر الدين يرفض أن يتم التسليم بالمكان

وتدور أحداث "فيلم" الغريب في مجدل شمس بالجولان المحتل. لكن فخر الدين يرفض أن يتم التسليم بالمكان، فقد أضاف عليه بعض الإضافات التي تجعل المشاهد غير قادر على تخيل المكان، "حتى لا يكون المكان انعكاسًا لشيء واقعي" كما يقول.

وكان قد تم ترشيح فيلم "الغريب" لتمثيل فلسطين عن فئة الفيلم الطويل الدولي لجوائز "الأوسكار" في دورتها الـ94 التي ستُقام خلال العام المقبل. وعلق فخر الدين بأن هذا الاختيار تم في ظل صعوبة تواصله مع نقابة الفنانين السوريين، ولأن إنتاج الفيلم فلسطيني والموضوع ينطبق على فلسطين مثل انطباقه على سوريا.

ورأى فخر الدين، أن هذا الترشيح هو "حالة تبنٍّ شرفية" أعرب عن فخره بها، وهي الانضمام إلى قائمة المخرجين الفلسطينيين، مضيفًا، "نحن نتشارك المعاناة وحالة الانتظار. فالمعاناة لا تتجزأ، ورغم أن الفيلم يدور حول الجولان، إلاّ أنه عمل عام، فهو لا ينتمي لبلد واحد، بل للوطن الأكبر وهو الوطن العربي".


اقرأ/ي أيضًا: 

"7 أيّام في عينتيبي".. محاولة فاشلة في الحياد

فيلم "واجب".. طوفان من القصص الفلسطينية