09-نوفمبر-2020

بدأت سماح عرار، الفلسطينية المقيمة في الولايات المتحدة الأمريكية، التطريز على الأقمشة، لكن مع انتشار جائحة كورونا اتجهت نحو صناعة كمامات بنكهة فلسطينية لتكون بديلًا عن الكمامات التقليدية، وبمواصفات عالية.

   بعين واحدة، تطرّز سماح مشغولاتها الفنيّة، وتتمنى أن يُحدث تطريزها فرقًا يومًا ما، وتقول إنها تنتج كل قطعة بحُبّ    

تطوّرت فكرة سماح يومًا بعد آخر، وباتت الكمامات التي تبدعها أناملها تتسابق على ارتدائها الأمريكيات قبل الفلسطينيات كما تقول، إلى أن توّجت أعمالها بالإعلان عن مشروع "إبرة وحرير" الهادف لإنتاج مطرّزات بهوية فلسطينية، في ظل وجود اهتمام خاص بالقطع التي تصنّع يدويًا، حيث تعيش، مع ما للقطع الفنيّة الفلسطينية من أساس وهوية.

تقول سماح من قرية قراوة بني زيد شمال رام الله، والتي تخرجت في 2012 بتخصص إذاعة وتلفزيون من جامعة بيرزيت، إن فكرة إنتاج كمامات مطرزة لم تلق تشجيعًا كافيًا من صديقتها المقرّبة في البداية، باعتبار أنها "ستأخذ وقتًا وتكلفة أعلى"، غير أنها قررت المحاولة، ودُهشت من حجم الإقبال على طلب الكمامة المطرّزة، من قبل الأجانب قبل العرب، والذين بدأوا يسألونها عن قضية فلسطين، وتفاصيل كثيرة لا يعرفونها.

اقرأ/ي أيضًا: في تطريزِ أنفسنا عبر الذاكرة

وتضيف لـ "الترا فلسطين" أنها وبعد أن عملت في وسائل إعلام محلية فلسطينية، قررت الزواج والانتقال للولايات المتحدة في 2016. لكن زواجها لم يدم طويلًا، ومن هُنا بدأت رحلتها مع التطريز. وتشير إلى أنّ هذه البداية كانت كنوع من الامتنان لكل من وقف بجانبها في "مرحلة الانفصال"، حيث لم تكن تعلم عن هذا الفنّ "إلّا قطبة X" كما تقول.

وتروي سماح: كان لديّ الوقت الكافي حتى أصنع قطعة مميزة لصديقاتي الأمريكيات كشكر وامتنان عن وقفتهن بجانبي وطفلتي في الأوقات الصعبة، وهنا لاقت قطعي إعجابهن، وشجعنني على صنع قطع جديدة وعرضها للبيع، وبدأت التطريز على أغراض شخصية لبيعها كهدايا، ومن ثم عملت قطعًا مطرزة لها ولطفلتها، وبدأت بعرض إنتاجاتها على صفحاتها في فيسبوك وانستغرام

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by Samah Arar (@ararsamah) on

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by Samah Arar (@ararsamah) on

#Palestine #embroidery #bookmarks -- SAMAH ARAR

Posted by Samah Arar on Monday, November 4, 2019

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by Samah Arar (@ararsamah) on

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by Samah Arar (@ararsamah) on

تتمنى الشابة عرار التي تطرّز بعين واحدة، بعد إن فقدت إحدى عينيها في حادثة أثناء طفولتها، أن يُحدث تطريزها فرقًا يومًا ما، وتترك القطع التي تنتجها بحُبّ "بصمة"، فما تطرّزه "ليست مجرد قطع جامدة بلا روح". 

لماذا ابتعدتِ عن الإعلام واتجهت نحو التطريز؟ تقول إن العمل في الصحافة والتطريز يشتركان في الشغف الموجود لديها نحوهما، وتعتقد أن العمل الصحفي يسفر في النهاية عن حكاية مكتملة بعد جمع التفاصيل، وكذلك التطريز. 

وتضيف أن ابتعادها عن العمل في الإعلام "مؤقت فقط"، وسببه عدم حصولها على أوراق ثبوتية في حينه، فلم يكن بإمكانها مثلًا أن تحصل على رخصة سياقة، كما أنها كانت تعيش مع طفلتها في مزرعة بعيدة.

أمّا عن الكيفية التي توفّر من خلالها مستلزمات التطريز، فتقول إنها لا تستخدم مستلزمات التطريز من السوق الأمريكي؛ فهي تفتقر للجودة وفق قولها، ما يدفع والدها لإرسالها لها من فلسطين. 

وعن نمط التطريز والرسومات المستخدمة، تقول إنها نقلات من مطرزات أخرى، ولكن تنسيقها وطبيعة الألوان من اختيارها، "أحيانا أترك خيالي يقودني كوني لدي هواية في الرسم"، حتى وصلت إنتاجاتها الفنيّة لمعظم الولايات الأمريكية، وأكثرها في كاليفورنيا.

تعيش سماح اليوم مع طفلتها ليا وفي علاقة زوجية سعيدة مع الشاب الفلسطيني باهر حامد في ولاية أوهايو الأمريكية، لكن الوضع في الولايات المتحدة بالنسبة لها "كئيب ومخيف في ظل التفشي الكبير لجائحة كورونا"، لذا تحثّ على التباعد وارتداء الكمامة، والتخفيف من الخروج إلا للضرورة، مع أخذ الاحتياطات الكاملة.


اقرأ/ي أيضًا: 

نسوة الشالات السود

مطرزات فلسطينية للعالم من مخيم جرش

غزْل العروق: عين جديدة على التطريز الفلسطيني