30-أغسطس-2019

الترا فلسطين | فريق التحرير

بعد نحو ثمانية أيام على وفاتها، قالت النيابة العامة، الجمعة، إنها ما تزال تحقق في قضية وفاة الفتاة إسراء غريب من بيت ساحور، حيث باشرت بسماع إفادات الشهود وجمع الأدلة والبيّنات، مشيرةً في الوقت ذاته إلى أن "تقرير الطب الشرعي لم يصدر بعد".

وتصدّر هاشتاغ "كلنا إسراء غريب" مواقع التواصل الاجتماعي في فلسطين ودول عربية، للمطالبة بكشف حقيقة ظروف وفاة الشابة إسراء ناصر غريب من بلدة بيت ساحور في بيت لحم التي وصلت إلى المستشفى متوفية.

وفي 22 آب/ أغسطس نشر المتحدث باسم الشرطة لؤي ارزيقات أن الشرطة والنيابة العامة باشرتا التحقيق في ظروف وفاة شابة (21 عامًا) وصلت لمستشفى بيت جالا الحكومي متوفية، مشيرًا إلى أن النيابة العامة قررت التحفظ على الجثمان وإحالته لمعهد الطب العدلي للتشريح والوقوف على سبب الوفاة.

وبعد وفاتها، انتشرت تسجيلات صوتية وفيديوهات تذهب باتجاه أن إسراء توفيت بعد تعرضها للضرب والاعتداء من قبل عائلتها، وهو ما ترفضه العائلة التي خرجت في بيان بعد ثلاثة أيام من وفاة إسراء، قالت فيه إن سبب وفاتها تعرّضها لنوبة قلبية إثر اضطرابات عقلية وحالة نفسية سيئة أدت إلى سقوطها في فناء منزلها، وهذا ما نفاه معارف إسراء وصديقاتها الذين قالوا إنها كانت سليمة عقليًا وكانت تعمل "ميك آب آرتيست" معروفة في محيطها.

ووفقًا لما تناقلته مواقع التواصل الاجتماعي من فيديوهات وتسجيلات صوتية، فإن الحكاية بدأت عندما تقدم أحد الشبان لخطبة إسراء وخرجت للتعرف عليه بمعرفة والدتها وبرفقة شقيقته، ونشرت فيديو أو صورة تجمعهما على "انستجرام" وقامت إحدى قريبات إسراء بنقل الفيديو لأشقائها الذين اعتدوا عليها بالضرب عندما سمعوا بذلك، ما أدى لإصابتها بكسر في عمودها الفقري، غير أن العائلة في بيانها قالت إن "ما حصل مع فقيدتنا أنها كانت تعاني من حالة نفسية وإضرابات عقلية (ما) أدى إلى سقوطها بفناء المنزل يوم الجمعة".

وتستمر القصة بنقل إسراء إلى المستشفى، وتداول تسجيلات صوتية لها قيل إن إحدى الممرضات سجلتها أثناء تعرض إسراء للضرب داخل المستشفى بحجة أن أخوة الفتاة وأحد أقاربها يحاولون إخراج "جني" تلبسها قبل أن يخرجوها من المستشفى قبل أيام من وفاتها.

واستمر التفاعل مع إسراء وقضيتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وطالب نشطاء بضرورة كشف ملابسات ظروف وفاتها، ومحاسبة قاتليها، معتبرين أن إسراء قُتلت بعد تحريض مستمر ضدّها.

اليوم الجمعة خرج شقيق الفتاة محمد غريّب بفيديو مصوّر نُشر على صفحات محلية  على "فيسبوك" تابعة لبلدة بيت ساحور، أكد فيه الرواية الأولى التي قال فيها إن إسراء ماتت بسبب سقوطها في فناء المنزل.

وقال في الفيديو، "أنا جئت من اليونان لمتابعة حالة شقيقتي الصحية بعد سقوطها، وحتى وفاتها، ومن تلك اللحظة ونحن نتعرض لحملات تشهير لم نكن نتوقعها (..) نحن نخوّل زوج شقيقتنا للحديث عنا وأي بيان يصدر عن العائلة سيصدر من خلاله".

هذا وطالب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، الجمعة، السلطة الفلسطينية بفتح تحقيق جدي وفوري لكشف ملابسات وفاة الشابة إسراء غريب وما يثار حول مقتلها على خلفية ما يسمى "قضايا الشرف"، والعمل على التصدي للمفاهيم المغلوطة الرامية إلى "لوم الضحية" نفسها وإنقاذ "القاتل" من العقاب.   

وقال المرصد الأورومتوسطي ومقره جنيف في بيان، إنه رصد تسجيلات عبر وسائل التواصل الاجتماعي تشير إلى تعرض إسراء لحالة تعنيف شديد من أسرتها. وأوضح أنه بينما أعلنت عائلة الضحية أنها توفيت جراء تعرضها لنوبة قلبية إثر حادث سقوط بفناء المنزل جراء معانتها من اضطرابات عقلية، كشف أصدقاء إسراء أن جريمة قتلها بدأت عندما تقدم شاب لخطبتها، قبل أن تخرج معه برفقة شقيقتها وبعلم والدتها للتعرف عليه بشكل أوسع في أحد مطاعم المدينة، وقاموا بالتقاط فيديو قصير نشرته عبر حسابها على موقع "إنستجرام"، لتقوم إحدى قريباتها التي شاهدت الفيديو بإخبار والدها وأشقائها.

ونقل المرصد الأورومتوسطي عن إحدى صديقات إسراء قولها: "قد تكون إسراء فارقت الحياة أثناء محاولتها الهرب من العنف الذي تعرضت له حين قفزت من منزلها، لكن ثمة من أوقف قلبها بالاعتداء عليها والتحريض عليها منذ فترة طويلة".

وشهدت الضفة الغربية خلال العام 2018 بحسب إحصائيات رسمية أصدرتها الشرطة، 24 جريمة قتل منها 12% ضد نساء على خلفية ما يسمى "قضايا الشرف".

وفي آذار/مارس 2018 قررت الحكومة إلغاء المادة 308 من قانون العقوبات الساري في الضفة الغربية، التي تعفي مرتكب جريمة الاغتصاب من العقوبة في حال زواجه من الضحية، وتعديل المادة 99 منه التي باتت تحرم مرتكب "جريمة الشرف" من الاستفادة من العقوبات المخففة.


اقرأ/ي أيضًا: 

نشطاء: كيف نصدق كل هذه الثغرات في رواية قتل نيفين؟

كيف تدحرجت قضية المهندسة نيفين وصولاً لقتلها؟

قضية غروف: حظر النشر يخيف العائلة من نجاة الجُناة