12-ديسمبر-2019

الترا فلسطين | ترجمة فريق التحرير

كشف المعلق السياسي في القناة 13 الإسرائيلية أمنون أبراموفتش، أن ضابطًا في جهاز المخابرات الإسرائيلية "الشاباك" أعدَّ قبل عقود قائمة تضمنت عشرات النماذج من الإعدامات السرية التي نفذها رجال "الشاباك"، على غرار جريمة إعدام الشهيدين صبحي ومجدي أبو جامع عام 1984 عن طريق سحق رأسيهما بالحجارة والقضبان الحديدية.

قائمة وصلت لشامير وبيريز تُظهر عشرات الإعدامات الميدانية بحق فلسطينيين ارتكبها الشاباك

وتم اعتقال صبحي ومجدي أبو جامع بعد أن شاركا مع اثنين آخرين في عملية اختطاف حافلة مستوطنين ليلة 12 نيسان/إبريل لعام 1984، حيث تم اقتيادها نحو قطاع غزة، قبل أن يعترضها جيش الاحتلال في دير البلح ويتفاوض مع الخلية، ثم يباغتهم ويقتل اثنين ويعتقل أبو جامع وهما على قيد الحياة.

اقرأ/ي أيضًا: الشهيدان أبو جامع.. رحمتهما انتهت بهما لموت مروع

أعلن جيش الاحتلال أن جميع أعضاء الخلية قُتلوا في الموقع، لكن مصورًا إسرائيليًا نشر صورة كان قد التقطها تُظهر اقتياد أبو جامع وهما على قيد الحياة، ما فضح حقيقة أن الشهيدين تم إعدامهما لاحقًا بعد اعتقالهما.

فتحت النيابة العامة الإسرائيلية تحقيقًا في الواقعة، تبين على إثره أن جيش الاحتلال سلم الأسيرين لجهاز "الشاباك" على قيد الحياة فعلاً، لكن ضباط "الشاباك" اقتادوهما إلى إحدى الغابات وحطموا رأسيهما تنفيذًا لتعليمات أصدرها قادة الجهاز الذي ترأسه آنذاك ابراهام شالوم.    

حينها، كان المعلق السياسي للقناة 13 أبراموفيتش رئيسًا لتحرير الصحيفة التي نشرت الصور، وكشفت جريمة الإعدام، واليوم أفاد في حديثه للقناة بأن واحدًا من كبار ضباط "الشاباك" أعد وثيقة تحمل اسم "العجلة"، وأرسلها إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية في حينه اسحاق شامير، ووزير الخارجية شمعون بيريز، موضحًا أن القائمة تضمنت عشرات الأمثلة من الإعدامات الميدانية التي نفذها "الشاباك" بحق فلسطينيين.

وقال أبراموفيتش: "وثيقة العجلة تضمنت العشرات من النماذج لعمليات الاغتيال، وأرسلت نسخة إلى بيريز ونسخة لشامير، وعندما شاهدوها أصابهما الذهول، وقالا في حال نشر هذا فإن دولة إسرائيل ستحل بها كارثة".

أقر شامير وبيريز بخطورة القائمة، لكنهما أمرا بالعفو عن مرتكبي الجرائم، وهذا ما حدث

وبيّن أبراموفيتش، أن شامير وبيريز بعد اطّلاعهما على "وثيقة العجلة"، طلبا من المستشار القضائي للحكومة يوسف حريش العمل من أجل إصدار عفو عن قادة "الشاباك" المتورطين في هذه الجرائم، وهم رئيس الجهاز آنذاك أبراهام شاوم، ويوسي غونسير الذي أصبح رجل أعمال، ثم أصبح لاحقًا صديقًا لمحمد رشيد ومحمد دحلان، إضافة ليهودا باتوم، وهو شقيق رئيس جهاز "الموساد" داني ياتوم، وهو أيضًا من نفذ جريمة الإعدام بحق الشهيدين صبحي وأبو جامع.

وأضاف أن أحد قادة "الشاباك" رفض التوقيع على نص طلب العفو قائلاً إنه لم يرتكب أية مخالفة، وعندها تم إيجاد صياغة معدلة يعترفون بموجبها بارتكاب أفعال وليس مخالفات.

وكان رئيس "الشاباك" الوارد اسمه في هذه القائمة أبراهام شالوم، أدلى شهادة للتلفزيون الإسرائيلي قبل نحو خمس سنوات، أجاب فيها على سؤال: "على أية خلفية كان رئيس الوزراء شامير يعطيك تصريحًا بالقتل؟"، حيث قال: "في حادثة أو حادثتين، لم أجده. شامير قال لي في السابق: إن لم تجدني قرر وحدك، في الحرب على الإرهاب، انس الأخلاق".