12-فبراير-2017

(1)

 

صرتُ رجلًا وأنا ما أزال أعيش بقلب طفلٍ يحبو، وأفكّر بعقلية الأطفال، وهمسة واحدة قاسية، قادرة على تفتيتي من الداخل. كوني لطيفة معي.

لأنني رجل عاش كل طفولته تحت الاحتلال.. ثم انتقل فجأة لمرحلة بناء الدولة.. من دون أن أمر بمرحلة التحرُّر!

(2)

 

أعدكِ بأن تظلّ أصابعي متمسّكة بكِ، ولا حتى العاصفة ستقدر على زحزحتك من بين يدي. إلّا أنّ الأماكن بمن عليها تتبدّل كل يوم، أسمعُ الناس وهم يتنقلون بسيارات الأجرة، شاب يقول لصديقه عبر الهاتف: لقد وصلنا مستوطنة "يتسهار".

وفي ذات اللحظة يطلب عجوزٌ من ذات السائق أن ينزله قرية  "حوّارة".

لا تقولي إنّ الأسماء هي التي تبدّلت، بل إنّ الأماكن ذاتها تُقتلع من مكانها ونسيًا، تُنسى.

(3)

 

عندما ننجو من أمواج الحياة العاتية، وإن اقتلعتني من قربكِ خيوط الهواء الرفيعة، فلا تعتبي عليّ إن لوّحت لكِ بيدي مودِّعًا، وتذكري المغتربين.

ربما أعود وربما لا أعود، وفي الحالتين؛ تذكّري أننا ما زلنا نحترم اللاجئين الناسين، أكثر مما نحترم العائدين بحقائب البيزنس والجرافيتات الدبلوماسيّة.

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

يُكتب في خانة الاسم: مجهول

كلانا تربّى على الرحيلِ

نجومٌ في سماءِ القلب