11-يوليو-2020

صورة توضيحية: حديقة منزل في مخيم الجلزون - gettyimages

عشرات الإصابات تم تسجيلها في مخيم الجلزون خلال ثلاثة أيام فقط، في مؤشر على الانتقال السريع في العدوى داخل المخيم الذي يعاني كثافة سكانية عالية، ما دفع سكان المخيم إلى إطلاق حملة إعلامية مطالبين باتخاذ إجراءات لوقف تفشي الوباء.

انتقال سريع لعدوى كورونا في مخيم الجلزون خلال ثلاثة أيام فقط

وبحسب المعطيات التي يوفرها موقع "corona.ps" نقلاً عن وزارة الصحة، فإن 62 إصابة تم تسجيلها في مخيم الجلزون منذ يوم الخميس الماضي وحتى اليوم، في حين تقول اللجنة الشعبية لخدمات اللاجئين في المخيم، إن حصيلة الإصابات زادت عن 111 إصابة، بعد الإعلان عن 34 إصابة في التحديث الذي نشرته الوزارة، صباح اليوم.

هذا التطور السريع في انتقال العدوى أثار مخاوف كبيرة في المخيم، خاصة في ظل الكثافة السكانية العالية في بيوت المخيم الصغيرة والمتلاصقة، لذلك طالبت اللجنة الشعبية للخدمات في مخيم الجلزون بنقل المصابين خارجه، لوقف كرة النار المتدحرجة.

وقال رئيس اللجنة محمود مبارك، إن الوضع الصحي لجميع المصابين مستقرٌ ولا تظهر عليهم أي أعراض، لكن بينهم خمسة أشخاص كبار في السن، تم نقلهم إلى الحجر الصحي لمتابعة وضعهم.

وبيّن مبارك لـ الترا فلسطين، أن اجتماعًا عُقِد اليوم مع وزارة الصحة، وتم خلاله مطالبة الوزارة بنقل المصابين خارج المخيم للحد من التزايد السريع في الإصابات، "لأن منازل المخيم لا يوجد فيها سوى غرفتين، ويعيش فيها عددٌ كبيرٌ من الأفراد، وبالتالي يستحيل الحجر في المنازل" وفق قوله.

وأكد، أن الاجتماع انتهى إلى الاتفاق على تجهيز مكان للحجر الصحي خارج المخيم، ونقل جميع المصابين له.

في مخيم الجلزون، يعيش كل 60 شخص في دونم واحد فقط

وأوضح مبارك، أن عدد سكان مخيم الجلزون يصل إلى حوالي 16 ألف لاجئ، يعيشون في مساحة 265 دونم، ما يعني أن كل 60 شخص من أبناء المخيم يعيشون في دونم واحد (ألف متر مربع)، وهي كثافة عالية.

من جانبه، وصف شادي صافي من تجمع شباب مخيم الجلزون، الوضع في المخيم بأنه "كارثي"، نتيجة الاكتظاظ السكاني وعدم القدرة على حجر المصابين.

وأوضح صافي لـ الترا فلسطين، أن هناك منازل لمصابين يعيش فيها أكثر من خمسة أشخاص في غرفتين، وبالتالي يصعب حجر المصابين، مشددًا على أهمية نقل المصابين إلى مركز حجر صحي لائق خارج المخيم، من أجل السيطرة على تفشي الوباء بين سكانه.

وبيّن، أن الاجتماع الذي عُقِد مع وزارة الصحة، تمَّ بمشاركة وكالة الغوث واللجنة الشعبية والتنظيمات في المخيم، وقد جاء نتيجة الحملة الإعلامية التي أطلقها أهل المخيم، يوم أمس، رفضًا لما يصفونها "سياسة إهمال يعاني منها المخيم من قبل الجهات الرسمية".

وأضاف، أن وزارة الصحة اقترحت تخصيص مدرسة المخيم لحجر المرضى، لكن ممثلي المخيم رفضوا الاقتراح "لأن أغلب المصابين من الإناث"، مؤكدًا أن الاجتماع انتهى بالتوافق على إعداد قوائم بالمصابين ونقلهم للحجر في فنادق برام الله.

وكانت الأجهزة الأمنية الفلسطينية قد أقامت حاجزًا عند مدخل المخيم، بهدف إغلاقه، لكنها عادت وأزالت الحاجز، ونقلته إلى قرب قرية سردا.

وأفاد صافي بأن الأمن علّل هذا الإجراء بتعرض عناصره للاعتداء، لكنه استدرك بأن الشاب الذي تم اتهامه بهذا الاعتداء تواصل معه بشكل شخصي ونفى له قيامه بالاعتداء، مؤكدًا أن من واجب الأجهزة الأمنية حفظ الأمن "وعدم التذرع باعتداء من شاب" حسب قوله.


اقرأ/ي أيضًا: 

الكرنتينا: تاريخ الحجر الصحي في فلسطين

يوميات في الحجر الصحي