07-يناير-2020

خلال الصيف الماضي، قسّمت العائلات البدوية الفلسطينية التي تقيم قرب طريق المعرجات الواصل بين أريحا ورام الله شبانها إلى مجموعات للحراسة ليلاً من خطر المستوطنين الذين أقاموا تجمعًا استيطانيًا قربهم، يهدف إلى القضاء تدريجيًا على كافة أسباب الحياة الفلسطينية هناك.

ما تصرح به الأوساط الرسمية في "إسرائيل" بخصوص مخططات استيطانية لضم الأغوار، تتفنن بتنفيذه مجموعات "فتية التلال" الإرهابية على الأرض منذ سنوات

إذن ما تصرح به الأوساط الرسمية في "إسرائيل" بخصوص مخططات استيطانية لضم الأغوار الفلسطينية، تتفنن بتنفيذه مجموعات "فتية التلال" الإرهابية على الأرض منذ سنوات كـ"الاستيطان الرعوي".

اقرأ/ي أيضًا: صور | الكهوف لوقف الزحف الاستيطاني في جنوب الخليل

قبل حوالي 8 أشهر أقام مستوطنو "فتية التلال" على طريق المعرجات خيمًا وبركسات وحظائر أغنام، قرب التجمعات البدوية الفلسطينية.

يقول فراس كعابنة، وهو ناشط صحفي يقيم في إحدى التجمعات البدوية، إن رعاة المستوطنين كانوا قبل عشر سنوات يقيمون قرب إحدى المستوطنات في الأغوار، أما الآن فوصلوا لهذه المنطقة وسيطروا على أراضيها، فهم في حالة توسع مستمر.

هذا الشكل من الاستيطان يختلف عن الاستهداف المباشر من قبل جنود الاحتلال وطردها للعائلات البدوية، حيث هدموا مرارًا خيام البدو قرب المعرجات وتم إعادة بنائها.

يُبين كعابنة، أن خمسة بركسات وخيم أقامها المستوطنون نغصت حياة 18 عائلة بدوية في المنطقة.

وأوضح لـ الترا فلسطين، أن نهج الاستيطان الرعوي مختلف، فقد منع أسباب الحياة هنا مثل زراعة الأراضي والرعي، هذا عن الاعتداءات الليلية والسرقة والاعتداء على الرعاة بالضرب، حتى أن هناك راعيًا تم الاعتداء عليه بالضرب ومكث في المستشفى أسبوعًا، وأيضًا يتم طعن أغنام وقتلها.

نهج الاستيطان الرعوي منع أسباب الحياة في المعرجات، مثل زراعة الأراضي والرعي، هذا عدا عن الاعتداءات الليلية والسرقة وضرب الرعاة

وأشار كعابنة إلى أن المستوطنين منعوا الأسبوع الماضي زراعة إحدى الأراضي، ومنذ عام 1950 لأول مرة لا يتم زراعة هذه الأراضي في المعرجات.

اقرأ/ي أيضًا: ماذا يعني ضم إسرائيل لغور الأردن؟ إجابة إسرائيلية

وتابع، "في الصيف الماضي كانت هناك 18 عائلة لا تنام، يتم تقسيم الأولاد على فترات مناوبة للسهر والحراسة من خطر المستوطنين، وهو أمر صعب".

يؤكد كعابنة أن أسباب الحياة انعدمت في المنطقة، وهناك عائلات رحلت بالكامل، مضيفًا أن لدى "فتية الجبال" هؤلاء هدفٌ محددٌ وهو إنهاء الوجود البدوي في المنطقة.

وبيّن كعابنة، أن ملكية هذه الأراضي التي تم مصادرتها تعود لعائلات من قرى الطيبة ورمون، "لذلك نحن نطالب بمنحنا عقود أجار للأرض حتى نستطيع الدفاع عنها بشكل قانوني لأن شرطة الاحتلال تطلب أوراق إثبات ملكية، وقد توجهنا سابقًا لقرية الطيبة ولم يتم منحنا عقود إجار".

خطر الاستيطان الرعوي لا يقتصر على منطقة المعرجات، وفق الناشط الحقوقي عارف دراغمة، فخلال الثلاث سنوات الأخيرة أقام المستوطنون ثلاث بؤر استيطانية، وأحضروا حوالي 400 رأس بقر وحوالي 350 رأس غنم، وبدأوا بالانتشار وإغلاق حوالي 30 ألف دونم في منطقة الأغوار الشمالية.

خلال الثلاث سنوات الأخيرة أقام المستوطنون ثلاث بؤر استيطانية، وأحضروا حوالي 400 رأس بقر وحوالي 350 رأس غنم، وبدأوا بالانتشار

وأضاف لـ الترا فلسطين، أن المستوطنين وضعوا كرفانات هنا وهناك متناثرة فوق الجبال لضمها في النهاية، وبناء مستوطنات كبيرة في الأغوار.

ويبين دراغمة أن المستوطنين يمنعون حراثة الأراضي وزراعتها وينتشرون في المراعي لطرد الرعاة، عدا عن العربدة اليومية.

هذا الاستيطان قضى على آمال الفلسطينييين في استعادة أراضيهم التي احتلتها "إسرائيل"، ولم يتبق في الأغوار سوى 18% للفلسطينين.

وكان رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وليد عساف قد صرح خلال مؤتمر صحفي هذا الأسبوع بأن مخطط رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو لضم الأغوار هو المخطط الأخطر منذ عام 1967، ويشمل مليون و260 ألف دونم.


اقرأ/ي أيضًا: 

نزاع مع البطريركية على أراضي تياسير ومخاوف من التسريب للمستوطنين

الاستيطان يزحف لمطار قلنديا مهددًا الوجود الفلسطيني في القدس

3 مليارات دفعتها إسرائيل للاستيطان بالضفة آخر سنتين