07-أبريل-2018

حتى الدقيقة الـ83 من عمر آخر مباراة لمركز طولكرم في دوري الاحتراف الجزئي، بقيت مدرجات ملعب جمال غانم المكتظة صامتة، فالفريق الذي يلقب بالزعيم وزحفت خلفه الآلاف من الجماهير، لن يعود إلى دوري المحترفين.

لكن الجماهير التي لم تفقد الأمل، وتغادر الملعب، ستبقى تذكر ثلاث دقائق فقط؛ حملت فريقها إلى دوري المحترفين. انقلاب الموازين بدأ عندما رفع حكم الراية شارته معلنًا عن لمسٍ للكرة باليد من مدافع أبناء القدس، ليحتسب إثر  ذلك حكم الساحة ضربة جزاء يعدل من خلالها خالد سالم نتيجة المباراة.

في ثلاث دقائق، انتزع مركز طولكرم بطاقة التأهل لدوري المحترفين من بين أنياب أبناء القدس

هذه النتيجة لو بقيت على حالها حتى نهاية اللقاء، كانت ستمنح أبناء القدس بطاقة التأهل لـ"المحترفين"، فهو بتفوق على "الزعيم الكرمي" بفارق نقطة قبل بداية اللقاء. لكن بعد أقل من دقيقة، وقبل أن تُنهي جماهير طولكرم احتفالها بهدف سالم، سدّد معن جمال كرة من بعيد استقرت في سقف مرمى أبناء القدس، ومعها غابت الصورة من الملعب بانتزاع الكرميين بطاقة التأهل من بين أنياب المقدسيين.

الدقائق الثلاث الحاسمة، أنهت صراعًا ثنائيًا استمر 22 جولة بين أبناء القدس ومركز طولكرم، لانتزاع بطاقة العبور لدوري المحترفين، وقد اشتد هذا الصراع في آخر الجولات، فالفريق المقدسي يتقدم على الكرمي بفارق نقطة فقط، والفصل بينهما بقي حتى المباراة الأخيرة التي ابتسمت لأبناء طولكرم.

مركز طولكرم الذي تأسس في العام 1956، يحظى بقاعدة جماهيره كبيرة، حيث زحفت الجماهير لمساندة الفريق منذ ساعات الصباح، وتزين الملعب باللون الأصفر، الذي يعد رمزًا لهذا الفريق. وحصد الكرميّون  لقب بطولة الدوري الممتاز عام 1985، وكأس فلسطين عامي 1995 و2005، ودرع الاتحاد عام 1996، ودوري الدرجة الأولى عام 2016.

عاد مركز طولكرم إلى دوري المحترفين، حيث اعتاد أن يكون، بعد أن لعب موسمًا واحدًا فقط في دوري الاحتراف الجزئي، ليرافق الأمعري الذي نجح هو الآخر في وقت سابق في استعادة موقعه في الدوري.

ويعتمد المركز على كوكبه مميزة من لاعبي المخيم، وفي مقدمتهم اللاعب فادي سليم الذي يلقب بالأسطورة، وقد بلغ عمره 38 عامًا لا تمنعه من الدفاع عن ألوان الفريق.

أبناء القدس على الطرف الآخر، يُعدُّ من أفضل الفرق الفلسطينية تطورًا، إذ نجح خلال السنوات القليلة الماضية في فرض نفسه متجاوزًا الكثير من الدرجات في الدوريات المختلفة، وكان على بعد دقائق من دوري المحترفين، لكن خبرة الكرميين كانت صاحبة كلمة الحسم.

وأنهى مركز طولكرم الموسم في المركز الثاني برصيد 44 نقطة، حاز عليها إثر انتصاره في 12 مباراة، وتعادله في 8 مباريات، وخسارة مباراتين. أما أبناء القدس، فقد تراجع في الرمق الأخير إلى المركز الثالث، بعد أن جمع 43 نقطة من 12 انتصارًا و6 تعادلات، وثلاث هزائم.