19-فبراير-2018

منذ نحو أسبوعين، يحرص جهاز الشاباك الإسرائيليّ على عملية مطاردة "صامتة"  بهدف اعتقال أو اغتيال الشاب عبد الحكيم عاصي، منفّذ عملية مستوطنة "أريئيل" التي أسفرت عن مقتل مستوطن طعنًا.

  "الشاباك" تجنّب الحديث عن المطاردة لتحاشي حالة التعاطف الشعبي مع عاصي، مثلما حصل مع أحمد جرار قبل استشهاده

جهاز "الشاباك" حاول تبرير الفشل بعدم إحباط العمليّة أو اعتقال عاصي بعد تنفيذها، رغم أنّه كان ينشر عبر حسابه في فيسبوك منشورات مرفقة بصور أسلحة، تشير إلى نيّته تنفيذ عملية.

اقرأ/ي أيضًا: الشاباك" يستر عورته بكشف تفاصيل "هجوم عملاق"

المعلّق العسكري للقناة الإسرائيلية العاشرة وصحيفة معاريف، "ألون بن ديفيد" قال إنّه "كان من الواجب إخضاع المنفّذ لرقابة استخبارية شاملة؛ فهو يحمل الجنسية الإسرائيلية (والدته من فلسطينيي 48) وكان يتنقّل بين يافا ونابلس.

وبرر بن ديفيد فشل الشاباك بالقول إنّ الفلسطينيين الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية عددهم كبير جدًا، واختراق اتصالاتهم أو حسابات فيسبوك الخاص بهم، يحتاج إلى أمر قضائيّ، وهو الأمر الذي أدّى لنجاحهم في تنفيذ علميات أدّت لمقتل خمسة إسرائيليين عام 2017.

المطاردة الصامتة التي يديرها "الشاباك" لا تعني أن لا يُسخّر كل جهوده الاستخبارية لاعتقال أو اغتيال المطارد عاصي، بل إنّ كل دقيقة تمضي تعني أنّ الفشل يتراكم، وقد ينفجر في وجه "الشاباك" إن نجح عاصي بالتسلل إلى الداخل الفلسطيني المحتل، ونفّذ عملية أخرى أدّت لمقتل إسرائيليين. ما يعزز هذه المخاوف لدى "الشاباك" حقيقة إتقان عاصي للغة العبرية بحكم إقامته في يافا، ومعرفته بجغرافية تل أبيب.

اقرأ/ي أيضًا: رئيس سابق لـ"الموساد": فاوِضوا قادة المقاومة

المعلّقون العسكريون لم يتطرّقوا لمخاوف الشاباك، حول احتماليّة تسلل عاصي للداخل، تجنّبًا لإثارة حالة من فقدان الأمن الشخصي لدى مستوطني شمال الضفة أو الدائرة الجغرافية التي يعرفها عاصي في تل أبيب.

الاعتبار الآخر الذي دفع "الشاباك" لعدم الحديث عن المطاردة هو تحاشي حالة التعاطف الشعبي مع المطارد، مثلما حصل مع أحمد جرار قبل استشهاده، والتي تجلّت بحسب إذاعة جيش الاحتلال بنشر مئات آلاف الفلسطينيين صوره على حساباتهم في وسائل التواصل الاجتماعي.

مطاردة شاب لم يتجاوز عمر (19 عامًا)، في حيّز جغرافيّ غريب عنه نسبيًا مثل نابلس وهو أصلًا مقيم في يافا، أمر سهل بالنسبة للشاباك في العادة، فالفتى يمتلك شبكة علاقات محدودة لن تتجاوز الأقارب أو بعض أصدقاء الطفولة. وإزاء هذه المعطيات فإنّ فشل "الشاباك"، يبدو أكبر.

ما يُصعّب مهمة الشاباك أنّ "عاصي" انسحب من مكان العملية راجلًا بعد أن تخلّى عن هاتفه المحمول، وفي العادة فإنّ غالبية المطلوبين يتم اعتقالهم بسبب استخدامهم الهواتف الخليوية وبفضل الكاميرات المثبة في الشوارع، وفي حالة عاصي فهو لا يملك هاتفًا، ولم يستخدم سيارة في الانسحاب، يسهل تعقبّها بالكاميرات.


اقرأ/ي أيضًا:

عمليّة حلميش.. 14 دقيقة حاسمة

فلسطين تبكي نصرها

هل ستضم "إسرائيل" الضفة الغربية؟ إجابة إسرائيلية