17-سبتمبر-2015

من القدس (أ.ف.ب)

لم لا تقف القدس في مسار انتفاضة حجارة؟ هل هناك انتفاضة ثالثة؟ متى الانتفاضة الثالثة؟ هل سيثور الفلسطينيون؟ الربيع العربي!، ونذكر "السلطة ليكس"، كل هذا مسموع ومعروف في فلسطين المحتلة، بأشلائها الأربعة، الضفة الغربية وغزة، كما القدس والـ78% المتبقية من فلسطين داخل الخط الأخضر، خامسها تلك الأشلاء، الجولان، إذ في القدس كثير من التأثر والتطلع بين الحالتين، باحتلال وعدم وضوح وسجالات أممية في الاستعمار وأحاديثه.

لكن ما يحصل في القدس "يا عالم"، هو الجريمة والثأر، وفق ما يراه زكي/ 16 عام من سلوان، إنه الاحتلال اليومي لكل شيء، هو الاحتلال عينه، يقول شبان كثر في القدس، وينظر إلى الاحتلال الذي يبرر قنص الفتيان والشباب المنتفضين لأنهم "أشرار يلقون زجاجات حارقة"، وكل من يعاون هذا الاحتلال أو يتواطئ معه، بعين التخوين وسحب الثقة، ربما التهديد والقتل، وللبلدة القديمة مآثر كبيرة في تصفية عملاء الاحتلال و"حك الجلد بالظفر".

صحيح، لماذا ننكر على المتسوى العام أننا نحن الفلسطينيين نلقي الزجاجات الحارقة، والحجارة، وما تيسر، وكل ما يتيسر لنقاوم به؟ نعم أجيال عشرينية وما دون من الفلسطينيين في القدس، وأينما ظفروا بدورية احتلال، يرشقونها بما تيسر، مع أن هذا الحديث لا يعد مبررا للحديث عن ما يفعل شبان الانتفاضة عند سؤالهم عن ذلك كأفراد، ومستوى"تورطهم" في العمل النضالي، فهذا شأن خاص ولا يجب الإفصاح عنه.  

لماذا ننكر على المتسوى العام أننا نحن الفلسطنيين نلقي الزجاجات الحارقة، والحجارة، وما تيسر، وكل ما يتيسر لنقاوم به؟

وباستعراض بعض الحوادث والمعطيات، نفهم أن القدس شهدت في الأيام الأخيرة، بالترافق مع عطلة رأس السنة العبرية، وهو عيد يحوز أهمية كبيرة في الأوساط اليهودية الملتزمة دينيا والأوساط الإسرائيلية العامة، أحداثا على مستوى مهم، بل انها تنم عن جوهر المسألة. عن جوهر الصراع.

وقد أشارت تقارير إسرائيلية، ليس آخرها تقرير الشرطة الإسرائيلية، وتصريحات ميكي روزنفيلد، المتحدث الرسمي باسمها، ولا تهديدات نتنياهو، التي يصرح بها على العلن، ويوجهها لا لـ"نظيره" الفلسطيني، بل إلى المنتفضين عليه في القدس بأن "تشديد العقوبات قادم"، ما يعني في عرف الاحتلال الإسرائيلي اختطافا من المنازل وغرامات مالية، إقامات جبرية أو نفيا.

من نافذة أخرى، يمكن رؤية ما لدى السلطة الفلسطينية/ فرع رام الله لتقول، طبعا إن نتنياهو "ضرب بعرض الحائط كل الالتزامات الدولية"، نعم صحيح، "بيبي" كما يسمونه في الأوساط الإسرائيلية، ضرب بعرض الحائط، ومتى شاء يضرب أصحاب هذه اللهجة بعرض الحائط كذلك، فتعاملات الـ"V.I.P"، عزيزة وغالية، وما ثمنها إلا "البهم" السياسي. علمًا أن هذه اللهجة ليست بجديدة على من يحكمون من فتح في فرع رام الله، فهي وافرة وقديمة، بعمر السلطة نفسها.

من جهة أخرى تطل منظمات حقوق الإنسان، بأثريائها وسماسرتها وشحاديها، ومؤخرًا عراتها، ربما تكون هذه حكاية احتلال أخرى، فليست "بلاك ووتر" وحدها من تعيش على إثر فوائض الحروب وضروراتها الاحتكارية. ما الذي يحصل؟ على وزن "؟!what’s going on there"، هو شغل الـngo's وكيف يمكن الاستفادة وجلب المشاريع والتمويل على ضوء الحاصل، خاصة في هذه الفترة، إذ بدأت ملامح انكشاف كل الكذب السياسي بشأت التسويات مع الاحتلال تبرز فارقة وجلية للجميع ممن صادفت أقدراهم أن يتحملوا وزر احتلال وأعوان ومسميات فارغة أخرى ملحقة، لذلك يتطلب الأمر بهلوانية أعلى من طرف شحادي التمويل الأجنبي.

لذلك، لو أن الفلسطينيين يمتلكون منظمات مجتمع مدني وحقوق  إنسان، أو منظمة تحرير، أو حتى سلطة، أي سلطة فلسطينية، أو لديهم أي شكل تمثيل أو هيكيلة تنعم بتمثيل وشرعية شعبية، لما كان الأمر على ما هو عليه ربما، لكن الحاصل أن كل السالف ذكره، معطل، فليس لبنان وحده على عرش التعطيل، الرئاسي والبرلماني، فللسلطة الفلسطينية مآثرها في "بونس" الأربعة سنوات فترة انتخابية، الذي امتد منذ أن أخرجت الصناديق المراقبة دوليا ومحليا فتح من مطلق السلطة. ولو يصرف ثلث ما ضخته السلطة من مجاملات في "القدس عاصمة الثقافة العربية" في رعاية القدس عاصمة للمولوتوف العربي، زجاجة الصنع المنزلي الحارقة اللذيذة، لاستحيى الاحتلال الإسرائيلي، عن اتهام الشبان الفلسطينيين بالإرهاب كما تفعل أنظمة عربية كثيرة باتهامها لمن يتصدون لقمع أجهزتها البوليسية بالإرهاب.