11-نوفمبر-2019

الترا فلسطين | ترجمة فريق التحرير

"اللقطات تُظهر جزءًا صغيرًا مما كان يومًا مرعبًا بالنسبة لي". هكذا اختصر كرم القواسمي (22 سنة)، تفاصيل اليوم الذي عاشه قبل سنة ونصف، وانتهى بإطلاق النار عليه من الخلف، وهو ما أظهره مقطع فيديو ضجّت به الصحافة و"السوشال ميديا" بداية شهر تشرين ثاني/نوفمبر.

كان كرم القواسمي في زيارة إلى القدس بحثًا عن عمل في محطة وقود، عندما بدأ "يومه المرعب" مع الجنود

شرح القواسمي تفاصيل ما حدث معه في حديث لوكالة "اسوشيتيد برس" الأمريكية، مبينًا أن مركبة عسكرية إسرائيلية دهسته، ثم اعتقله الجنود وضربوه لعدة ساعات قبل أن يفرجوا عنه، وخلال مغادرته الموقع أطلقوا عليه رصاصة اسفنجية أصابته في ظهره.

وأضاف، "لقد توفيت عدة مرات في ذلك اليوم. عذبوني بطريقة شعرت أنهم يقتلونني، وعندما أطلقوا النار علي شعرتُ أن هذه هي نهايتي، أغمضت عيني ولفظت الشهادتين".

ووفق "اسيوشيتيد برس"، فإن الاتهامات الفلسطينية لجيش الاحتلال باستخدام "القوة المفرطة أو غير الضرورية" ضدهم كثيرة، لكن الأدلة التي تؤكد ذلك بالفيديو "نادرة، مما يجعل مثل هذه الادعاءات صعبة الإثبات" حسب قولها.

هذه الجريمة بحق القواسمي وقعت قبل سنة ونصف، لكن تفاصيل خرجت إلى العلن في الأسبوع الماضي، عندما بثت القناة 13 الإسرائيلية شريط فيديو مسرب للحظة إطلاق الرصاص على القواسمي من الخلف.

تخرج القواسمي منذ وقتٍ قريبٍ من جامعة فلسطين التقنية "خضوري" حاملاً شهادة بكالوريوس في المحاسبة، لكنه بسبب البطالة توجه إلى القدس المحتلة أملاً في العثور على عمل في محطة وقود. وبعد اجتماع في المحطة، كان يسير باتجاه حاجز عسكري حاملاً حقيبة صغيرة تحتوي على ملابس للعمل، فدهسته مركبة تابعة لـ"حرس الحدود" وقذفته عدة أمتار، ثم ترجل الجنود منها واعتقلوه.

دهست مركبة عسكرية كرم القواسمي في القدس، ثم اعتقله الجنود وتشاركوا ضربه ووثقوا ذلك بالفيديو

يقول القواسمي، إن الجنود قيّدوه من يديه وأخذوه لنفقٍ قريب وضربوه بأقدامهم وبنادقهم في جميع أنحاء جسده، مضيفًا أنه لا يفهم اللغة العبرية جيدًا، لكنه استطاع أن يفهم بعض الكلمات مثل سكين، ولذلك اعتقد أنهم سيقتلونه ويتركون سكينًا بجوار جسده.

وأضاف، "كان حشدٌ من رجال الشرطة (حرس الحدود) بينهم ضابطة عدوانية بشكل خاص يضربونني، بينما أحد الضباط يسجل ما يجري على هاتف محمول. فيما كانت ضابطة أخرى تقف وتشاهد ما يحدث". بعد أكثر من ثلاث ساعات، أعاد جنود الاحتلال للقواسمي بطاقته الشخصية وأمروه بالمغادرة.

وتابع، "مشيت، وعندما نظرت إلى الوراء رأيت ثلاثة جنود يوجهون بنادقهم نحوي. كنت مرعوبًا. مشيت ببطء وكان قلبي ينبض بسرعة. أطلق أحدهم النار علي، وأُصبت في الظهر. سقطتُّ وظننت أنني أموت".

آنذاك توجه إليه أحد الجنود وأمره بالوقوف والمغادرة، فوقف "مرعوبًا ومشى لأكثر من ساعة" حتى وصل إلى قرية قريبة، فبدّل ملابسه وواصل طريقه إلى الخليل، حيث أجرى فحوصاتٍ في المستشفى فظهرت كدماتٌ في كل مكان من جسده، فيما تبيّن أن الرصاصة أصابت نهاية العمود الفقري.

يُبين القواسمي، أنه التزم بيته شهرًا عانى خلاله من كوابيس، فيما لازمته الأوجاع عدة أشهر بعد ذلك.

بعد انتشار الفيديو الذي وثق إطلاق النار عليه، تلقى القواسمي اتصالاً من محامٍ إسرائيلي عرض عليه تمثيله، لكنه لم يُقدم أي شكوى لأنه يعتقد أن ذلك لن يحدث شيئًا.

وزعمت وزارة القضاء الإسرائيلية أنها حققت في الجريمة، وستُعلن قرارها إن كانت ستوجه الاتهام للضباط الذين كانوا في مكان الحادث، بما في ذلك مجندةٌ يُعتقد أنها هي من أطلقت الرصاصة. لكن القواسمي أكد أنه لم يتلقَّ أي اتصالٍ من المحققين الإسرائيليين.