12-فبراير-2020

صورة لأحد مستشفيات الهلال الأحمر - gettyimages

قررت جمعية الهلال الأحمر، إغلاق المستشفى التابع لها في مدينة طولكرم، وإنهاء عقود عمل 31 موظفًا في هذا المستشفى، في ظل أزمة مع المستثمر الذي يُدير المستشفى.

قررت جمعية الهلال الأحمر إغلاق مستشفى الولادة في طولكرم بسبب تجاوز ديون المستشفى مليوني شيقل

وقالت الجمعية في بيانها، إن القرار نابعٌ من العبء المالي عقب تراكم الديون على المستشفى لتتجاوز المليوني شيقل، "ما قد يؤثر على البرامج الإنسانية الأخرى التي تقدمها الجمعية"، مضيفة أن الخدمة التي يقدمها المستشفى (في طولكرم) "لا تنسجم مع طموحات الجمعية والمحافظة".

وأضافت، "في وقت سابق قررت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني تحمل مسؤولية إدارة مستشفى الجمعية على إثر تقرير هيئة ديوان الرقابة المالية والإدارية، انطلاقًا من حرصها على تقديم الخدمة للمجتمع المحلي في طولكرم. ورغم مرور ما يزيد عن عام فإن عمل المستشفى لم يحقق أي تقدم وأصبح استمراره عبئًا ماليًا".

عقب ذلك، نشر موظفو الجمعية بيانًا أشاروا فيه إلى أن إنهاء الهلال الأحمر خدمات 31 موظفًا جاء في الوقت الذي تتعرض فيها القضية الفلسطينية للمؤامرة الكبرى التي تنفذها الولايات المتحدة و"إسرائيل".

وعبر الموظفون عن غضبهم واستهجانهم لإغلاق المستشفى بدلاً من الدعم والتوسعة، "باعتباره من أعرق وأهم مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية".

واستغرب البيان أن يكون المستهدف في القرار هم الموظفون في محافظة طولكرم فقط، "رغم أن موظفي الإدارة العامة في رام الله وفلسطيني الشتات يتلقون الدعم من إدارة المقر العام دون أي اعتراض أو ممانعة من قبل إدارة المقر العام" حسب البيان.

موظفو مستشفى الهلال في طولكرم يطالبون بحل الأزمة مع المستثمر بعيدًا عنهم ودون فصلهم

وناشد الموظفون، الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء محمد اشتية وكافة فعاليات والقوى والفصائل ومؤسسات المجتمع المدني لحماية المؤسسة وتقديم الدعم المادي لها وكل العاملين في هذا القطاع.

وفي حديث مع الترا فلسطين، قال مسؤول نقابة العاملين في جمعية الهلال الأحمر فيصل أبو حرب ، إن الموظفين فوجئوا اليوم بقرار إدارة المقر العام في رام الله، فهو ينهي مصدر رزق 31 أسرة وليس 31 موظفًا فقط.

ووصف أبو حرب قرار إنهاء عمل الموظفين بأنه "جريمة وتهديد مباشر لإغلاق المستشفى الذي يقع في منطقة تماس مع الاحتلال"، مضيفًا أن المقر العام لم يعلن الإفلاس حتى تبدأ الجمعية بإغلاق مقراتها في المحافظات.

وأوضح أن ما يحدث "وسيلة ضغط على الموظفين بسبب مشاكل بين الإدارة العامة والمستثمر في قسم الجراحة بالمستشفى، نتيجة عدم التزام المستثمر بالاتفاقية وإغلاق القسم منذ توقيعها".

"ما ذنب الموظفين إذا كانت الإدارة تواجه مشكلة مع المستثمر الذي يغلق أبواب القسم (الولادة) ويرفض فتحها؟ يجب حل المشكلة معه وليس من خلال إنهاء عقود الموظفين، الاتفاقية بينهم لم تحقق شيئًا، ولا أحد استطاع حل المشكلة، فلجأوا إلينا كوسيلة ضغط وهذا ليس مبرر" أضاف أبو حرب.

الهلال الأحمر: التكاليف التشغيلية للمستشفى عاليةٌ جدًا وتستنزف مبالغ طائلة دون وجود عائد مالي من قسم الولادة الوحيد فيه

من جانبه، قال نائب المدير العام للمحافظات الشمالية في الهلال الأحمر مأمون عباسي، إن التكاليف التشغيلية للمستشفى عاليةٌ جدًا وتستنزف مبالغ طائلة من الجمعية دون وجود عائد مالي من قسم الولادة، وهو القسم الوحيد الموجود في المستشفى.

وأضاف، "حاولنا تجاوز هذا العجز من خلال تشغيل قسم الجراحة، إلا أن المستثمر حاول أن يستفيد من المستشفى دون مراعاة هدفه الأساسي الذي هو مساعدة الناس. ومنذ 5 سنوات وحتى اللحظة كل المحاولات لإنهاء المشكلة باءت بالفشل رغم تدخل عدة أطراف كان آخرها مجلس الوزراء".

وذكر عباسي، أن مشكلة الجمعية ليست مع الموظفين بل في التكاليف التشغيلية العالية وعدم قدرة المستشفى على تسديدها، مؤكدًا أن "المستشفى يستنزف من الجمعية الأموال والوقت والجهد والتعب دون مقابل".

وشدد أن الجمعية تطمح لتطوير المستشفى وتشغيل قسم الجراحة فيه، لكن بشرط الإنهاء مع المستثمر الحالي للوصول إلى حل، مشيرًا إلى أن العجز المالي للمستشفى وصل خلال سنتين إلى مليونين و11 ألف و652 شيقل.