15-يناير-2020

منذ أسبوع لم يخرج أطفال الحي الشرقي والجنوبي في قرية جلبون شرق جنين للّعب في شوارع حاراتهم المطلة على مرج ابن عامر، بسبب تدفق مياه الصرف الصحي من ثلاث مستوطنات مقامة في محيط القرية إلى شوارعها وأحيائها ومنازلها.

20 منزلاً في جبلون تضررت بسبب مجاري المستوطنات التي استحدثت أودية جديدة

وقال رئيس المجلس القروي في جلبون نضال أبو الرب، إن جميع القرية لم تسلم من المياه العادمة، فالمستوطنات استحدثت أودية حديثة لمياه الأمطار ومياه الصرف الصحي ومياه المنطقة الصناعية وروث مزارع الأبقار المحيطة بالقرية لتنقل المياه العادمة من المستوطنات وتصب في القرية.

وبيّن أن نحو 20 منزلًا من منازل الحارة الشرقية والجنوبية للقرية تضرر بشكل كامل من خلال مرور المياه العادمة من بوابة المنزل أو من داخل ساحاته وحديقته أو من داخل المنزل نفسه أو محيطه.

"المياه داكنة ورائحتها سيئة جدًا، لا نعلم ما مصدرها، وهناك تخوفات من أهالي القرية أن تكون مياه كيماوية سامة، منذ 15 سنة المشكلة قائمة وننتظر الحل، وها نحن حتى اللحظة لم تحل المشكلة بشكل جذري" قال أبو الرب.

وطالب أبو الرب أصحاب القرار بالعمل لحل المشكلة بشكل كامل وليس وقت المشكلة فقط، لأنها برأيه "ستعود وتتجدد"، مشيرًا إلى أن وفدًا من الحكومة ومحافظة جنين وصل بعد أسبوع من بداية المشكلة، لكن ذلك "غير كاف" حسب رأيه.

وأوضح أن الحل الجذري للمشكلة يكون باستحداث مسار لهذه المياه وتأهيل بنية تحتية للقرية، لتصرف المياه بعيدًا عن منازل القرية، مضيفًا، "جلبون بنيتها التحتية لا تحتمل، نحن بحاجة إلى نفق وعبارات لتصريف المياه".

محمد أبو الرب، أحد سكان قرية جلبون الذين تضررت منازلهم من المياه العادمة. يقول: "هذه كارثة ووباء حقيقي، لم يعد باستطاعتنا فتح شباك المنزل أو الخروج إلى الحديقة، تعالوا شوفوا الروائح والحشرات، تخيلوا أن تمر المياه العادمة من نص منازلكم، كيف ستكون حياتكم؟".

لم يعد باستطاعتنا فتح شباك المنزل أو الخروج إلى الحديقة، تخيلوا أن تمر المياه العادمة من نصف منازلكم، كيف ستكون حياتكم؟

ووصف محمد حياة أهل القرية هذه الأيام بأنها "مأساة حقيقية"، مضيفًا، "نضع خشبًا لنستطيع قطع الشارع، أطفالنا يستخدمون طرقًا التفافية للوصول إلى مدارسهم، هل نحمل أولادنا ونرحل؟".

وأعرب عن مخاوفه الشديدة على أطفاله من المرض بسبب هذه المياه العادمة، وتابع، "نحن لا نعلم إن كانت مياه مجاري أو مياه كيماوية أو ماذا، يجب أن يوجدوا حلولاً، تخيلوا أن الشارع الرئيسي للبلدة غارق بالمجاري؟".

وأضاف أن المشكلة قائمة منذ سنوات طويلة إلا أنها تتوقف لفترات محددة لا تتجاوز الشهور بعد تدخل الارتباط والجهات المسؤولة، ثم تتجدد بعد ذلك.

يُشار إلى أن مياه الصرف الصحي ليست المشكلة الوحيدة التي تواجه القرية بسبب المستوطنين، حيث تعتدي أبقار المستوطنات ومواشيها بشكل متكرر على مزارع القرية وأشجارها وتخربها.