10-ديسمبر-2016

لطيفة ومحمد أثناء تسجيل إحدى الحلقات

لا يبدو تصحيح المعلومات التي أصبحت مع الزمن مسلماتٍ عن الأماكن المقدسة والتاريخ الإسلامي أمرًا سهلاً، وهذا ما تؤكده تجربةٌ يُمكن وصفها بأنها ناجحة، يواصل زوجان شابان من القدس خوضها منذ أسابيع، فيجدان تشكيكًا لا يطغى في الوقت ذاته على الدعم والإشادة.

الناشطة لطيفة عبد اللطيف، وزوجها المصور الصحافي محمد قزاز، وهما من القدس، يهتمان منذ زمن بنشر معلوماتٍ تعريفيةٍ عن الأمكان التي يتواجدان فيها عادةً بمدينة القدس وفي المسجد الأقصى، لكنها قررا مؤخرًا تطوير ذلك إلى نشاطٍ مشتركٍ ومصورٍ يقدمان خلاله معلوماتٍ مكثفةٍ في هذا السياق.

يحاول زوجان من القدس تصحيح معلوماتٍ عن القدس والأقصى يصنفها الفلسطينيون والعرب كمسلمات فيصطدمان بالتشكيك

تقول لطيفة لـ "ألترا فلسطين"، إن الفكرة تهدف لتوعية الناس حول مدينتهم المقدسة المحتلة في ظل محاولات التهويد المتصاعدة، وتصحيح معلوماتٍ خاطئةٍ تنتشر بينهم منذ زمن.

اقرأ/ي أيضًا: "النايس جاي" تغزو القدس "ببلاش" وبغطاء إسرائيلي

ولا تتجاوز الحلقة الواحدة من البرنامج مدة دقيقةٍ ونصف، ويتم التصوير بالهاتف النقال وبطريقة "السيلفي" ثم المونتاج بشكلٍ سريعٍ وبسيط، إذ يهتم محمد ولطيفة هنا بتقديم المعلومات أكثر من التقنيات، ويركزان على إلقاء كل ما في جعبتهما بشكل سلس ودون إطالة في الشرح، لتجنب ملل المتابعين ونفورهم.

أول الحلقات مثلاً، تم تصويرها داخل الأقصى، وتضمنت ثلاث معلوماتٍ عن قبة الصخرة، ومآذن الأقصى، وباب الغوانمة، وشكلت مفاجأة بالنسبة للكثيرين، عندما ألغت الاعتقاد السائد بأن القبة الذهبية مصنوعةٌ أصلاً من السبائك الذهبية.

وتفيد لطيفة، بأن البحث عن المعلومات الصائبة من مصادر موثوقة يستغرق وقتًا أطول من التصوير، مضيفةً، أنهما اعتمدا حتى اللحظة على سبعة كتبٍ حول القدس والأقصى، واستعانا بمرشدين وباحثين متخصصين في شؤون القدس.

وإن كانت البداية قد انطلقت من داخل باحات الأقصى وبمعلومات حول المسجد، فإن الحلقة الرابعة والحلقة السادسة مثلاً خرجتا من أسوار المسجد إلى أزقة المدينة، وباب العامود، وتناولتا معلوماتٍ عن أبواب القدس العتيقة، ومساحتها، وباب العامود، والباب الذي دخل منه صلاح الدين الأيوبي عند تحريره القدس.

وحصل موقع "ألترا فلسطين" على مقطعٍ يُظهر تسجيل لطيفة ومحمد لإحدى الحلقات.

وتبين لطيفة، بأنها ومحمد يحاولان بشكل تدريجي التوسع في تقديم المعلومات بشكل تدريجيٍ من حلقةٍ لأخرى، لكنها تشير في الوقت ذاته إلى صعوبة الحصول على معلوماتٍ دقيقةٍ ولافتةٍ حول القدس بشكل عام، ولذلك فإن التركيز الآن ينصب على تصحيح الأساسيات التي يعتقدان أنها يجب أن تتوفر لدى الجميع.

ولقي البرنامج في كل حلقاته اهتمامًا من صفحات إخبارية وأخرى عامة على مواقع التواصل الاجتماعي، فتمت مشاركة حلقاته واحدة تلو الأخرى على أوسع نطاق، ما جعله يكسب انتشارًا تجاوز حدود فلسطين إلى دولٍ عربيةٍ مجاورة، لم يتردد مواطنوها في التفاعل معه والتعليق عليه بأشكال مختلفة.

وشكّلت بعض المعلومات التي قدمها الزوجان، أيضًا، صدمةً لكثيرٍ من المتابعين الذين لم يترددوا في التشكيك بها، خاصةً لدى المتابعين من الخليج العربي الذين رفضوا المعلومات الواردة في الحلقة الخامسة عن رائحة النبي محمد، والصخرة المعلقة التي حاولت اللحاق به عند معراجه إلى السماء في رحلة الإسراء والمعراج.

وتشير لطيفة إلى انتقاداتٍ خارج السياق المعلوماتي تلقاها محمد بسبب ظهور زوجته في الفيديوهات، لكنها تؤكد على رفضهما معًا هذه الانتقادات وعدم تأثرهما بها، وتضيف، "كان محمد يرد إنه أنا وزوجتي اجتمعنا لهدف سامس لنوصل رسالتنا وقضيتنا".

وتعرب عن أملها في أن تحصل حلقات البرنامج على الترجمة إلى لغاتٍ أخرى لإثراء المعلومات عن المسجد الأقصى والقدس لدى الشعوب غير العربية، وترحب بمن يمكنه التطوع للقيام بهذا الدور.

وترى لطيفة أن الحكم على نجاح البرنامج لا يكون بقياس التفاعل معه بالثناء أو النقد، أو من خلال عدد المشاهدين بالدرجة الأولى، بل إن الإنجاز الأكبر يتمثل في تصحيح المعلومات لدى المتابعين، أو منحهم معلوماتٍ جديدةٍ لم يكونوا على اطلاع بها من قبل.

اقرأ/ي أيضًا:

الطفل أحمد: كنت أحكي بوضوح وأكتب بسرعة!

الخدمة المدنية: سلاح إسرائيل الناعم

إسرائيل تستهدف مؤذن الفجر