12-مارس-2019

مسلحون يتجولون في شوارع قباطية تزامنًا مع دخول الأجهزة الأمنية

الترا فلسطين | فريق التحرير

دخلت عناصر من الأجهزة الأمنية، فجر الثلاثاء، بلدة قباطية جنوب جنين وفتشت عددًا من المنازل بحثًا عن مطلقي النار على شاب من بلدة عرابة قبل يومين، وفي الوقت نفسه، انتشر مسلحون ملثمون في شوارع البلدة وأطلقوا النار بشكل مكثف في الهواء احتجاجًا على تواجد الأجهزة الأمنية في البلدة.

وقال الناطق باسم الشرطة لـ الترا فلسطين إن قوات الأمن فتشت عددًا من المنازل بحثًا عن الشبان الذين أطلقوا النار قبل يومين إلا أنهم لم يتمكنوا من إلقاء القبض عليهم.

وقبل يومين أطلق مجهولون النار على الشاب باسل أبو جلبوش من بلدة عرابة بعد اختطافه وإحضاره إلى بلدة قباطية، بسبب "اعتدائه بالشتم والضرب على طليقته وأم ابنته المحامية جلاء أبو الرب"، كما تقول مصادر عائلية مقربة من الفتاة.

وتداول نشطاء على موقع "فيسبوك" صورة تظهر فتاة "تخفي وجهها" تضع قدمها على رأس الشاب قالوا إنها تعود للشاب باسل أبو جلبوش وطليقته.

إلا أن المحامية جلاء أبو الرب (طليقة باسل أبو جلبوش) خرجت في فيديو نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي نفت فيه علاقتها بالصورة المتداولة، وقالت إنها ليست لها. المتحدث باسم الشرطة قال إن التحقيقات لا تزال جارية للتأكد من هذه الصورة.

وفي الوقت نفسه صدر بيان عن بلدية عرابة والقوى الوطنية والإسلامية ومؤسسات وفعاليات البلدة يستنكر فيه الاعتداء على الشاب باسل أبو جلبوش – أكده لنا رئيس البلدية أحمد العارضة - قائلًا، "ابننا باسل يعاني من مرض نفسي واضطرابات عقلية مثبتة بتقارير طبية رسمية، وطليقته وأهلها كانوا على علم بذلك قبل الزواج".

وأضاف البيان، أن تعرض أبو جلبوش لطليقته في الشارع كان بسبب رغبته لرؤية ابنته وناتج عن عدم التوازن والإدراك لديه، "وهو تصرف مدان وغير مقبول لدينا"، مشيرًا إلى أن إطلاق النار عليه بعد استدراجه إلى قباطية مدان وغير مقبول، وأن "تصويره وهو ملقى على الأرض وطليقته تدوس على رقبته يمثل قمة الإهانة لكرامة الإنسان الفلسطيني، ونشر الصورة المقيتة التي تبعث الاشمئزاز في النفوس".

بيان بلدية عرابة

تواصلنا مع عائلة الشاب أبو جلبوش، التي أخبرتنا أن وضع باسل الصحي بعد إطلاق النار عليه "صعب نوعًا ما" وأنه أجرى عملية في قدمه، وقال الأطباء إنه من المحتمل أن لا يستطيع السير عليها مرة أخرى".

تقرير المستشفى
صورة أبو جلبوش في المستشفى بعد إصابته

وقال محمد أبو جلبوش شقيق باسل: "ما حدث مع أخي أن هذه المرأة طليقته، لديهما طفلة وكان بينهما قضايا في المحاكم ومن ثم اتفقوا أن يذهب لرؤية ابنته في منزل والدتها، وكان دائمًا يحدث بينهما مشاكل ويأتوا إلينا "ابنكم فعل وابنكم قال" كنا نحاول إيجاد حل وسط يرضي جميع الأطراف".

وأضاف، "نحن (أقارب والدها) لم نرها في حياتنا، عمر الطفلة ثلاثة أعوام ونصف ولا نعرفها، كانت أمها حامل بها عند الطلاق، أمي وأبي وأخواتي لا يعرفونها، فقط نحدثها على الهاتف، حاولنا كثيرًا ولكن دون جدوى".

وأشار في حديثه مع الترا فلسطين إلى أن ما حدث مع شقيقه يوم السبت الماضي كان بسبب كل ما سبق، "عندما رأى طليقته في جنين بدأ بالصراخ عليها أمام الناس: "يا ظالمين ظلمتوني" وكان يقصدنا عائلته قبل طليقته وعائلتها، لأنه لم يجد من يقف بجانبه لأنه مريض بالأعصاب وهناك ما يثبت ذلك".

تقرير الطبيب النفسي

وقال محمد إنه وحسب رواية شقيقه باسل للأجهزة الأمنية فإن أقارب طليقته استدرجوه من بيته في نفس اليوم بحجة أنهم يريدونه أن يرى ابنته، ومن ثم قاموا باختطافه إلى باب منزل طليقته وأطلقوا النار عليه، "وحدث ما رأيتم في الصورة".

سألنا عائلة أبو جلبوش إن كانت الصورة المتداولة هي فعلًا لابنهم باسل وخاصة بعد أن أنكرت طليقته أن تكون الصورة لطليقها وقالت إنها "مفبركة"، حدثتنا العائلة: "يمكن لطليقته أن تنكر أنها ليست هي لأنها ملثمة ولكن الموجودين كلهم يعلمون من في الصورة، والقانون يستطيع أن يحقق ويكتشف من الذي قام بهذا التصرف، ونحن نعلم أن القانون سينصف ابننا".

المحامية جلاء أبو الرب أكدت مرة أخرى لـ الترا فلسطين أن الصورة المتداولة لا تمت لها بأي صلة، وقالت إنها لم تكن تعلم بالحادثة إلا بعد سماع صوت إطلاق النار أمام منزلها ولم تعلم من الذي أطلق النار، مشيرة إلى أنها لم تخرج إلى الشارع ويوجد شهود من عائلتها على ذلك.

منشور على الحساب الشخصي على "فيسبوك" للمحامية جلاء أبو الرب 

وأشارت جلاء إلى أن ما حدث معها كان ناجمًا عن عدة مواقف كان آخرها صبيحة ذلك اليوم، وتقول، "تعرضت منذ طلاقي لتهديدات مستمرة منه، كان يأتي إلى مكتبي دائمًا وفي إحدى المرات هددني أنه سيرش مياه حارقة على وجهي فقدت الجرأة من المشي في الشارع لوحدي، وعندما قدمت بلاغًا للمحكمة ضده، عرضت عائلته أوراق وتقارير تشير إلى أنه لديه مشاكل نفسية فتم إيقاف الدعوى ولم يتعرض للمحاكمة حتى".

توجهنا لها بسؤال عن موقفها مما حدث كمحامية تمارس مهنة المحاماة وتسعى لتطبيق القانون قالت إنها ضد هذا التصرف وضد العنف بشكل عام، "أنا لا أريد أن يتعرض أحد لأي أذى بسببي مهما كان مخطئًا في حقي، ولكن القانون عجز عن أخذ حقي، القانون مجرد حبر على ورق".

وأضافت، "أنا أحمل المسؤولية الأولى والأخيرة لعائلته، هم من أوصلونا وأوصلوا أنفسهم إلى هنا ابنهم مريض لماذا لم يعالجوه بدلًا من اعتدائه على بنات الناس في الشوارع، أنا ضد العنف، ولا أرضى أن تحل مشاكلي بهذه الطريقة ولو كنت أعلم أن هذا سيحدث لأوقفته ومنعته (..) اتصلوا علي التنظيم في نفس اليوم وقالوا لي أنهم لن يسكتوا على ما حدث وأن حقي سيصل لي، لم أتوقع أن يحدث ذلك".

تواصلنا مع نقيب المحامين الفلسطينيين جواد عبيدات للاستفسار حول آلية تعاملهم في مثل هذه الحالات، الذي أخبرنا بدوره أنه لا يوجد علم لدى نقابة المحاميين بهذه الحادثة ولم يتم تقديم شكوى رسمية ضد المحامية جلاء أبو الرب.

وقال، "لا يمكننا السكوت على اعتداء المحامين على الناس، أنا لا أتحدث عن هذه الحادثة لأنه ليس لدينا علم بها ولكن بشكل عام، حصانة المحامي كحصانة أي مواطن فلسطيني، لا يوجد على رأسه ريشة وإذا خالف القانون نحن نطلب من النيابة العامة ردعه ونحن كنقابة المحامين سوف نقوم بردعه".

وأضاف، "وجهة نظر النقابة بشكل عام، عندما يكون المحامي مخطئًا وعندما يرتكب أي فعل مخل بالأنظمة والقوانين، فنحن في نقابة المحامين نتابع الموضوع، وإذا قدم للنيابة العامة بلاغًا ضده فإن نقابة المحامين لن تأخذ إجراء ضدها بل على العكس ستجعل القانون يأخذ مجراه، وإذا كان تصرف المحامي يخرج عن سلوكيات مهنة المحاماة فنحن نؤكد أن هناك لجنة شكاوى في نقابة المحامين يستطيع المتضرر أن يلجأ إليها وإذا كان التصرف يشكل مخالفة سلوكية قد يصل العقاب إلى سحب إجازة مرتكب الفعل".