07-فبراير-2018

كشف تحقيق استقصائي لصحيفة "العربي الجديد" عن علاقات وتنسيق بين جيش الاحتلال الإسرائيلي، ورجل الأعمال السوري غسان عبود، الذي يترأس مجموعة "أورينت" الإعلامية، ومؤسسة "أورينت" الإنسانية، ويستخدمهما في برنامج "حسن الجوار" الذي يشرف عليه جيش الاحتلال الإسرائيلي، ويقول إنه يهدف إلى "خلق علاقات طيبة مع السوريين القاطنين على الحدود لدواع أمنية وتشكيل بيئة غير عدائية لإسرائيل".  

وأورد التحقيق الذي أعده الصحافي محمود سعيد تسريبات من مجموعة "مراسلو أورينت نيوز" التي تضم 145 مراسلاً للقناة، وقد تضمنت هذه التسريبات تعميمات أصدرها عبود لمراسلي الفضائية في جنوب سوريا، لاستمزاج آراء السكان حول الدور الإسرائيلي في جنوب سورية ومدى قبول الأهالي له. كما طلب عبود معلومات حول الكتائب العاملة في المنطقة وانتماءاتها ومرجعياتها الفكرية وعلاقة الناس معها.

تحقيق لصحيفة "العربي الجديد" يكشف عن تعاون بين جيش الاحتلال ورجل الأعمال السوري غسان عبود، من خلال مؤسسة أورينت الإنسانية، لتحسين صورة إسرائيل في سوريا

وتضمنت تعليقات عبود تقليلاً من خطورة الانتهاكات التي ترتكبها سلطات الاحتلال الإسرائيلي وقوات الاحتلال في المسجد الأقصى، إذ وصف الاقتحامات العنيفة للمسجد الأقصى والمواجهات داخل باحاته ومصلياته بأنها مناوشات، وادعى أن الاحتلال لا يملك سيطرة أمنية داخل المسجد.

اقرأ/ي أيضًا: امبراطورية تجارة الأعضاء.. إسرائيل وراء كل هذا

وكشف التحقيق عن لقاءات بين ممثلين عن مؤسستي "أورينت" الإعلامية و"أورينت" الإنسانية؛ ومسؤولين سياسيين وأمنيين إسرائيليين، من بينها اجتماع عقد في مدريد، خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر من عام 2016، وقد كان عبود وشادي مارتيني، مدير مؤسسة "أورينت" الإنسانية على رأس الحاضرين من الجانب السوري، إضافة للصحافية في القناة ديمه عز الدين، التي أُقيلت لاحقاً من القناة بسبب رفضها حضور المزيد من الاجتماعات، كما تقول.

ووفق التحقيق، فإن عبود يولي اهتماماً خاصاً ببرنامج "حسن الجوار" الذي يشرف عليه جيش الاحتلال، إذ أصدر أوامر بإجراء استطاعات رأي طلب بخصوص هذا المشروع، وطلب من المراسلين "مشاركات أفضل وآراء بخصوص مشروع حسن الجوار الإسرائيلي"، وقد أثمر ذلك عن تطوع مراسليْن لم تذكر الصحيفة اسميهما، لإجراء استطلاع رأي لسكان المنطقة الحدودية في أحد مشاريع برنامج "حسن الجوار".

كما حاول عبود التأثير على آراء العاملين في القناة تجاه إسرائيل، ورد على انتقاد أحد العاملين لـ"الانفتاح على إسرائيل" قائلاً: "هل تعلم أن عدد قتلى العرب أمام إسرائيل من تأسيسها وحتى اليوم لم يتجاوز الـ 15 ألف شخص؟". وأضاف عبود أن "معظم الإسرائيليين من أصول عربية (..) سياسة التعمية على العلاقة مع إسرائيل بوجهة نظري كارثة على شعوب المنطقة".

غسان عبود اجتمع مع شخصيات إسرائيلية، ومدير مؤسسة "أورينت" الإنسانية أدخل مساعدات لسوريا من خلال جيش الاحتلال الإسرائيلي

وأشارت الصحيفة إلى حلقة تلفزيونية بثتها قناة "أورينت" بشكل غير مخطط له، كشفت فيها تفاصيل شراكة ذراع المجموعة الإنساني مع منظمة MFA، التي تنسق العلاقة بين جيش الاحتلال و"أورينت". وقالت إن هذه الحلقة جاءت كرد فعل عقب اتصال "العربي الجديد" بغسان عبود لإعطائه حق الرد على ما جاء في التحقيق.

ونشر موقع مؤسسة MFA بيانًا صحافيًا في شهر تموز/يوليو الماضي بعنوان "الشراكة الإنسانية السورية الإسرائيلية بريق أمل"، قال فيه شادي مارتيني، إن الكثير من السوريين الذين اعتادوا أن يخافوا من الإسرائيليبن شكّلوا الآن وجهة نظر جديدة.

وكان مارتيني، وفق التحقيق، قد نشر صورة له على حسابه في موقع التواصل "فيسبوك" خلال شهر آب/أغسطس 2017، ظهر في خلفيتها جنود من جيش الاحتلال في هضبة الجولان السوري المحتلة. هذه الصورة نقلتها صحيفة "جيروساليم بوست"، وقد أكد مارتيني معرفته بأنّ برنامج "حسن الجوار" يدار من الجيش الإسرائيلي، واعترف بأن المساعدات التي ساهم في إدخالها الجنوب السوري تمت عبر البرنامج.

ونقل التحقيق عن المفكر السوري برهان غليون، وهو الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري، تأكيده أن  "من يراهنون على إسرائيل لدعم الثورة السورية، بل حتى المساهمة في وقف المِحنة التي تعيشها البلاد لن يحصدوا سوى الوهم"، مشدداً على أن إسرائيل ليست جزءاً من الحل ولكنها أساس المشكلة، وأنها تهدف إلى تدمير سورية وتقسيمها إذا أمكن إلى دويلات يكون لها حصة فيها.


اقرأ/ي أيضًا: 

إسرائيل عندما تعول على الواقي الذكري

دماء الهنود الحمر من أجل غسل ذنوب إسرائيل

السفاحون: هكذا نفذنا مجزرة دير ياسين