05-سبتمبر-2020

صورة أرشيفية: بهاء أبو العطا - gettyimages

الترا فلسطين | ترجمة فريق التحرير

كشفت صحيفة "يسرائيل هيوم" تفاصيل -تُنشر لأول مرة- حول اغتيال القيادي في الجهاد الإسلامي بهاء أبو العطا، نهاية العام الماضي، وهي العملية التي تأجلت أو فشلت أكثر من مرة في "إسرائيل"، رغم تصنيف أبو العطا "قنبلة موقوتة"، بسبب علمها "بالتداعيات الثقيلة التي ستنجم عن ذلك" وفق تقرير الصحيفة الذي نُشِر، الجمعة، تحت عنوان "كل شيء جرى من فوق: هكذا تمت تصيفة كبير المخربين".

أجلت إسرائيل اغتيال بهاء أبو العطا أكثر من مرة بسبب التداعيات الثقيلة التي ستنجم عن ذلك

ووصف التقرير، اغتيال أبو العطا بأنه "واحدٌ من الأحداث الأمنية الجوهرية" التي وقعت في "إسرائيل" خلال السنوات الأخيرة، مبينًا أن مشغلي الطائرات المُسيّرة لم يكونوا على علم بالشخصية المستهدفة، بل تم إطلاعهم على لقب رمزي مختلق خصيصًا لهذه الغاية، ويُحظَر نشره حتى هذه اللحظة.

تشييع الشهيد أبو العطا - gettyimages

وبحسب التقرير، فإن "إسرائيل" فكّرت في اغتيال أبو العطا خلال عدوانها على قطاع غزة في عام 2012، خلال وجوده في اجتماع مع قيادات أخرى في حركة الجهاد الإسلامي، لكنها لم تُنفذ الغارة. ثم في حرب 2014، قصفت طائرات الاحتلال مبنى بغرض اغتيال أبو العطا، لكنه لم يكن بداخله.

وأفاد بأن "إسرائيل" وصلت في عام 2018 إلى قناعة أن أبو العطا مسؤول عن 99% من العمليات التي تنطلق من قطاع غزة ضد أهداف إسرائيلية، فبدأت النقاشات حول اغتياله، لكن بسبب إطلاق عملية "درع الشمال" للكشف عن أنفاق حزب الله، قرر رئيس أركان جيش الاحتلال، آنذاك، الامتناع عن اغتياله للحيلولة من الانزلاق إلى معارك على جبهتين.

أبو العطا كان مسؤولا عن 99% من عمليات غزة - gettyimages

وتم تكليف شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" التابعة لجيش الاحتلال بجمع المعلومات عن أبو العطا. يقول الملازم "أ" حول ذلك، إن عملية التعقب "وحَّدت جهود كل أقسام الاستخبارات العسكرية، إلى جانب سلاح الجو وجهاز الشاباك، وقيادة الجنوب في الجيش ووحدة 9900 الاستخبارية التي تستخدم الأقمار الصناعية".

التعقب الإسرائيلي لأبو العطا استمر لشهور حتى اكتشفوا أين ينام وأين يأكل وأين يقضي وقته، ومتى يتواجد مع أطفاله وزوجته

وكشف التقرير، أن عملية التعقب استمرت لشهور، وقد وثّقت كل تحركاته وتفاصيل حياته اليومية، حيث كان الهدف معرفة أين يختبئ، ومن الأشخاص الذين حوله، وقد كانوا يستبدلون التعقب كل أربع ساعات، لكن الطائرات المُسيّرة كانت فوقه على مدار الساعة.

اقرأ/ي أيضًا: طاقم إسرائيلي يخترق البيوت هندسيًا عن بُعد لتنفيذ اغتيالات

وبيّن، أن التعقب كان على درجة عالية من الوضوح، حتى اكتشفوا أين ينام وأين يأكل وأين يقضي وقته، وعرفوا متى يتواجد مع أطفاله وزوجته.

وفي اليوم الثاني من شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2019، صدَر قرار اغتيال أبو العطا. يروي الضابط "أ" للصحيفة التفاصيل قائلاً: "بعد حصولنا على الضوء الأخضر أحضرنا كل الطواقم الاستخبارية وجلسنا حول طاولة واحدة، وكرَّسنا كل الموارد لإنجاح العملية المرتقبة. كانت تلك لحظة استثنائية من التعاون، واستخدمنا وسائل خاصة من أجل أن تُقدم عملية التعقب صورة أوضح. مثلاً عرفنا غرف منزله غرفة غرفة".

تضيف الصحيفة، "بسبب الحساسية الكبيرة للعملية، أشرف على تنفيذها قائد شعبة الاستخبارات أمان اللواء تمير هايمان. وفي الساعة الحادية عشرة من مساء يوم 11 تشرين الثاني وصلت المعلومة الذهبية: الجهات الاستخبارية أكدت أن أبو العطا الذي اعتاد على إحاطة نفسه برجاله يتواجد الآن وحيدًا مع زوجته، وفورًا انطلقت العملية".

يشرح الضابط "أ" لحظة الاغتيال موضحًا أن المصادقة النهائية على التنفيذ (لحظة الصفر) صدرت عند الساعة الرابعة من فجر يوم 12 تشرين الثاني، حيث تم إطلاق صاروخ من طائرة مُسيّرة صوب بيت أبو العطا. "وبحسب المشهد والأضرار والدخان المتصاعد من البيت كان واضحًا أن كل من تواجدوا في غرفة النوم لم يعودوا على قيد الحياة".

يُذكر أن عملية الاغتيال أسفرت أيضًا عن استشهاد زوجة أبو العطا، حيث أعلنت سرايا القدس أنه كان أحد أعضاء مجلسها العسكري، وقد ردّت الفصائل بقيادة الجهاد الإسلامي على الاغتيال في جولة تصعيد استمرت ليومين.


اقرأ/ي أيضًا: 

إسرائيل تكشف أسرارًا عن اغتيال عدوان وناصر والنجار

فيديو | يعلون: هكذا قتلنا أبو جهاد