11-فبراير-2019

الترا فلسطين | فريق التحرير

بدأت سلطات الاحتلال منذ صباح الاثنين، صبّ قواعد ضخمة من الخرسانة المسلّحة خارج باب الأسباط المؤدي للمسجد الأقصى في القدس المحتلة.

مدير مركز مخطوطات المسجد الأقصى رضوان عمرو، نشر صورًا وفيديوهات لمركبات الاحتلال وهي تصب الخرسانة على أنقاض المقبرة اليوسفية التي دمرها الاحتلال خلال العامين الماضيين.

وقال جمال عمرو المختصّ في شؤون القدس لـ "الترا فلسطين" إن مشروع باب الأسباط واحد من سلسلة مشاريع إسرائيلية تهدف للإحاطة بالمسجد الأقصى، مضيفًا أنّ حبل المشنقة الإسرائيلية حول الأقصى وكافة المقدسات الدينية الإسلامية والمسيحية اكتمل بالفعل، ولم يتبقَ للاحتلال إلا أن يسحبه. 

وأضاف، ما يحدث على باب الأسباط هو أن شرطة الاحتلال لديها مقرّ ضيّق جدًا على الباب وبالنسبة لهم لا يشكّل موقعًا استراتيجيًا، وبالتالي يعمل الاحتلال على إقامة مركز جديد لجنوده ومخابراته فوق المقبرة اليوسفية، ويحوّل المقر الحالي إلى مخزن.

وأوضح عمرو أن الاحتلال يهدف للسيطرة المطلقة على باب الأسباط كما فرض سيطرته الكاملة على باب المغاربة ثم باب الخليل وانتقل الأمر إلى باب العامود واليوم في باب الأسباط، "آخر بوابة للمسلمين للدخول والخروج إلى كنيسة القيامة والمسجد الأقصى". 

وووفقًا لتقديرات عمرو فإن الأمر لن يتوقّف على مقر لشرطة الاحتلال فقط، "نحن نقف أمام عملية متسلسلة، وحسب تقديري التوسعة وتكبير المساحة هدفها لن يقتصر على برج عسكري للتحكم بل سيلحق به مكتب لسلطة الآثار في حكومة الاحتلال، والدليل على ذلك أنه يجري الآن ترحيل مقر النفايات من ساحة "سوق الغنم" عند برج اللقلق إلى أرض أسفل الوادي، وبالتالي سيتم فتح ممر ومحور حركي ما بين برج اللقلق ونقطة باب الأسباط، ما يسمح بدخول حافلات المستوطنين والسياح إلى هذه الساحة".

أمّا انتهاكات الاحتلال للمقابر فهذه ليست المرة الأولى، حيث سبقها مقبرة يافا التي أقام شمعون بيريز فوقها مركز بيريز للسلام، وقام بتوسعة حائط البراق وكذلك على مقبرة مأمن الله حيث بنى الاحتلال "متحف التسامح"، إذ كانت تعد أكبر مقبرة إسلامية في فلسطين ولم يتبقَ منها سوى 10 دونمات من أصل 200 دونم، ولا يزال الاحتلال إلى الآن يأخذ المزيد من أراضيها بهدف إقامة متنزه.

وختم عمرو حديثه قائلًا: "المسجد الأقصى في طريقه ليحدث به كما حدث في المسجد الإبراهيمي في الخليل، ما يجري في باب الأسباط محزن.. أن يمضي العمل لأكثر من عام بهذا الصمت والأريحية وبكل هدوء وبدون تدخل عربي أو محلي أو ديني في مقبرة إسلامية بهذا الشكل".