13-يناير-2021

تصوير: (محمد غفري/ الترا فلسطين)

كان من المقرر أن يشارك الطفل جهاد غريب ووالده، في اعتصام أهالي المرضى اليوم الأربعاء، أمام مجلس الوزراء، للمطالبة باستئناف التحويلات الطبيّة لمستشفيات الداخل، بعد إيقافها مؤخرًا، غير أنّه توفي الأسبوع الماضي، بعد أن استبدّ به المرض.

       اعتصام ثان في أيام، للمطالبة بإعادة التحويلات الطبية لاستكمال العلاج في مستشفيات إسرائيلية    

وللمرة الثانية في أقل من شهر، ينظم المرضى وأهاليهم اعتصامًا أمام مجلس الوزراء، للمطالبة بتوفير العلاج لأطفالهم، بعد توقفه مؤخرًا، إثر قرار حكومي بوقف التحويلات الطبية لمستشفيات إسرائيلية.

تقول إحدى المشاركات في اعتصام اليوم، إن والد الطفل جهاد الغريب من الخليل، المريض بالقلب المفتوح، كان متواجدًا في اعتصامهم السابق (5 يناير/ كانون ثاني 2021)، وتقدم والده بطلب تحويلة لعلاج لطفله غير أنها لم تصدر، فتوفي ابنه يوم الجمعة الماضي.

غاب الطفل جهاد عن الاعتصام، لكن صورة لطفل آخر (قيس/ 7 أعوام) المصاب بحروق في أنحاء جسمه، تختزل قصّة المعاناة: "مرضى يطالبون الحكومة باستكمال العلاج في مستشفات الداخل المحتل".

تقول هناء لطفي، والدة قيس، إنه يعاني من حروق كبيرة، بعد أن احترقت سيارة والده وهو بداخلها في شهر نيسان/ ابريل 2017.

وبدأ قيس العلاج في مستشفى رفيديا بنابلس، ومن ثم تم تحويله إلى مستشفى "تل هشومير" داخل الخط الأخضر، وتوقفت تحويلته في المرة الأولى، ومن ثم عادت بعد المطالبة بذلك، أمّا الآن فلديه موعد في شهر شباط/ فبراير القادم، وتتخوف عائلته من عدم صدور تحويلة العلاج.

أمّا الطفل يامن، فلم يتمالك نفسه، وانهمرت دموعه بعد أن تقدم من خلف المعتصمين، وصرخ أمام الجميع "حِسّوا فينا، بدنا نتعالج".

الطفل يامن، انهمرت دموعه بعد أن تقدم من خلف المعتصمين، وصرخ أمام الجميع "حِسّوا فينا، بدنا نتعالج".

مشارك آخر في الاعتصام تحدّث لـ "الترا فلسطين" عن أنّ ابنة أخيه لديها خلل في الجينات الوراثية، وانتشرت الكتل السرطانية في مختلف أنحاء جسدها، بعد أن اكشف مرضها نهاية 2017. ويضيف أن "سميرة" خضعت للعلاج في مستشفى "تل هشومير" الإسرائيلي، وجرى السيطرة على وضعها الصحي بنسبة 60%، لكن تم وقف تحويلة علاجها رغم أن لديها ثلاث مراجعات خلال الشهر الجاري، وقد جرى تحويلها إلى مستشفى في رام الله تنقصه الإمكانيات اللازمة.

ويقول إن العائلة باتت تتخوّف من أن تبدأ علاج ابنتها من مرحلة الصفر، بعد أن قطعت شوطًا طويلًا خلال 3 سنوات.

وكان أهالي المرضى الذين اعتصموا قبل نحو أسبوع، تلقوا وعودًا باستثناء مرضى اللوكيميا وسرطان العيون والنخاع من وقف التحويلات، إلا أن أم عدي عبادي من بلدة سبسطية شمال غرب نابلس لم تتلق جوابًا عن علاج ابنتها ايرين حتى اليوم.

تقول أم عدي لـ"الترا فلسطين"، إن ابنتها مصابة بالمرض وهي في عمر سنة تقريبًا، وقد جرى تحويلها من مستشفى النجاح إلى "هداسا" الإسرائيلي، إذ تتلقى العلاج منذ عامين، وبدأت التعافي فعليًا، لكن الآن ومع بقاء المرحلة النهائية من العلاج، لم يصل رد على تحويلتها، علمًا أن وضعها الصحي قد يتردى إذا لم تستكمل علاجها.

فهد فوارعة من المنظمين للاعتصام قال إن الوعود كانت في الاعتصام الماضي قبل أسبوع بعمل استثناءات لمرضى اللوكيميا والنخاع وسرطان العيون، وأن أغلب هذه الحالات أخذت مطلبها، ولكن هناك قسم من الحالات المزمنة لم تحصّل مطالبها، لذا هم هنا اليوم لتحصيل حقوقهم. 

هناك قسم من الحالات المزمنة لم تحصّل مطالبها، لذا هم هنا اليوم لتحصيل حقوقهم

وأكد فوارعة لـ"الترا فلسطين"، أن جميعها حالات بدأت العلاج في مستشفيات إسرائيلية بالداخل، وكان القرار الحكومي "بتوطين الخدمة والانفكاك الاقتصادي عن الاحتلال" أنّ قدامى الحالات أخذت موافقة لاستكمال العلاج في الداخل، ولكن توقّف العلاج في أكثر من مرة، وفي كل مرة يتم عمل استثناءات، الأمر الذي يشير لوجود "حالة تخبّط".

وبعد ساعات من الاعتصام أمام مجلس الوزراء في حي الماصيون، انتقل المعتصمون إلى شارع الإرسال في البيرة، حيث مقرّ الرئاسة الفلسطينية. وبحسب فوارعة فإن قاضي قضاة فلسطين محمود الهباش خرج إلى المعتصمين ووعدهم بإرجاع كافة التحويلات التي كانت تعالج في الداخل، على أن يجري إصدار قرار بذلك.


اقرأ/ي أيضًا: 

فيديو وصور | مرضى وأهاليهم يطالبون باستئناف التحويلات الطبية

دائرة التحويلات الطبية.. انتظار وأخطاء وشكاوى