02-يوليو-2020

كان من المقرر أن تعلن حكومة الاحتلال الإسرائيلي، يوم أمس الأربعاء، عن البدء بتنفيذ خطة الضم لمساحات واسعة من الضفة الغربية المحتلة، بحسب ما أعلن عنه سابقا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لكن الغموض يحيط بموقف نتنياهو حتى الآن، خاصة في ظل الرفض الدولي، والخلافات داخل حكومته ومع الإدارة الأمريكية حيال المسألة.

خبير: الضم ما يزال على جدول أعمال نتنياهو وبقوة، فهو يعتبره إرثًا على المستوى الشخصي

الخبير في الشأن الإسرائيلي عصمت منصور، قال إن الضم ما يزال على جدول أعمال نتنياهو وبقوة، لأنه يشعر بوجود فرصة ويسارع الزمن لاستغلالها، وهي الفترة الرئاسية لترامب في البيت الأبيض.

اقرأ/ي أيضًا: ليبرمان: نتنياهو يضللنا بشأن الضم

وبيّن منصور في حديث لـ الترا فلسطين، أن نتنياهو يريد إبقاء مشروع الضم كمشروع، لأنه يعتبر ضم الضفة إرثًا له على المستوى الشخصي، ويحرف به الأنظار عن قضايا محاكمته الداخلية باتجاه الجدل حول قضايا من هذا النوع، كما أنها مادة لمناكفة حزب "أزرق أبيض"، وقد تكون وسيلة لحل الحكومة ليس الآن وإنما عندما يُريد نتنياهو ذلك.

وأشار إلى أن نتنياهو حدد بالفعل الأول من تموز تاريخًا للضم، وثبَّته في اتفاق ائتلاف الحكومة، لبدء نقاشه داخل الحكومة، ما ينفي مزاعم مسؤول أمريكي "كبير" لصحيفة "جيروساليم بوست" بأن الأول من تموز "لم يكن موعدًا نهائيًا لتنفيذ الضم".

لكن مشروع نتنياهو، وفق منصور، اصطدم بالواقع من خلافات داخلية مع أحزاب "أزرق أبيض" و"شاس" و"أشكنازي" وحتى مع المستوطنين، والوضع العالمي تغير في ظل جائحة كورونا واقتراب الانتخابات الأمريكية والمظاهرات هناك ضد العنصرية، وتراجع شعبية ترامب، وردود الفعل الدولية، ومواقف السلطة الفلسطينية والأردن والاتحاد الأوروبي، التي أثرت كلها على الموقف من مشروع الضم باتجاه التأجيل أو إعادة صياغة المشروع.

خبير: مشروع نتنياهو اصطدم بخلافات مع الأحزاب والمستوطنين والرفض الأوروبي

ويرى منصور، أن مشروعًا عليه كل هذه المعارضة وقد يتسبب "بمشاكل" أمنية لـ"إسرائيل"، فإنه يحتاج إلى ضوء أخضر أمريكي حتى يستطيع نتنياهو تمريره ويواجه به الرأي العام العالمي.

اقرأ/ي أيضًا: نتنياهو يقترح خطة بديلة للضم

لذا، يعتقد منصور أن نتنياهو فشل فعلاً بتمرير الضم كما أراد، وألغي عن جدول الأعمال الآن.

ويتوقع منصور، أن نتنياهو سيذهب لإعادة صياغة المشروع ليكون متفقًا عليه داخليًا وعربيًا وأوروبيًا، وإن أمكن فلسطينيًا، وينال بذلك الضوء الأخضر من البيت الأبيض.

واستدرك، أن المشروع ما زال قائمًا ولكن لن يكون كما خطط نتنياهو له بشكل أحادي وعلى مساحة 30% من مساحة الضفة، وإنما على مساحات مقلصة جدًا، مثل ضم الكتل الاستيطانية الكبرى وضم مستوطنة أو اثنتنين لهما "ميزة دينية" -حسب الاعتقاد اليهودي- مثل "بيت إيل" و"شيلو"، عبر صيغة تبادل الأراضي مع الفلسطينيين وتقديم مقابل للسلطة.

ويرى منصور، أن تعديل مشروع الضم بهذه الصيغة (ضم الكتل الاستيطانية)، عليه إجماعٌ إسرائيلي وليس مثل الأغوار، كما أن الكتل الاستيطانية مساحتها صغيرة نسبيًا ولها أهمية استراتيجية.

خبير: نتنياهو سيحاول تنفيذ الضم على الكتل الاستيطانية لأنه يعتقد بأن ذلك سيلقى قبولاً دوليًا 

وأشار إلى أن هذه الكتل الاستيطانية من الممكن تفهُّم ضمها أوروبيًا، لأنه في أي حل مستقبلي ستضمها "إسرائيل" بصيغة تبادل الأراضي، "فإسرائيل لم تتحدث سابقًا عن إخلائها، ومنذ سنوات هناك حديث وتوافق على تبادل أراضي، وبهذه الطريقة تكون فكرة الضم أسهل".

وكان الاتحاد الأوروبي وبريطانيا أعلنا رسميًا عدم الاعتراف بأي تغييرات على حدود 1967، باستثناء تلك التي يتم التوافق عليها بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بينما أكدت دولٌ أوروبيةٌ -أبرزها فرنسا- أن خطة الضم "لا يمكن أن تمر بدون عقوبات على إسرائيل".

وتوقع منصور، أن نتنياهو سيكمل المشاورات مع البيض الأبيض، وسيحاول استغلال فترة الأشهر المتبقية للانتخابات الأمريكية، من أجل إعادة صياغة مشروع الضم، حتى يحظى بدعم قوي من البيت الأبيض.

وكان التلفزيون الإسرائيلي الرسمي كشف عن خطة بديلة وافق عليها نتنياهو تقوم على تبادل أراضي بين المستوطنات في الضفة، مقابل نقل السيادة للفلسطينيين على المنطقة الممتدة من شرق القدس وتنحدر إلى البحر الميت، وحتى الشمال الشرقي في النقب، ويسميها الاحتلال "صحراء يهودا".

وفي وقت سابق، قال نتنياهو إن عملية الضم "معقدة لاعتبارات أمنية وسياسية"، في تلميح إلى إمكانية تأجيل إعلان البدء بتنفيذ الخطة، وقد تزامن ذلك مع تصريح مشابه لوزير جيشه بيني غانتس بأن "الأول من تموز ليس موعدًا مقدسًا للضم"، قبل أن يؤكد لاحقًا أن الحكومة معرضة للتفكك في كل لحظة بسبب الخلاف حول مشروع الضم.


اقرأ/ي أيضًا: 

صورة جديدة للفلسطيني في الإعلام الإسرائيلي قبيل الضم

كتابات بالعبرية في بيتح تكفا: الضم سيكلفنا الدم