30-نوفمبر-2021

هددت شركة كهرباء القدس المتخلفين عن دفع الفواتير وتراكمت عليهم ديون عالية لصالح الشركة بحرمانهم من الحصول على "براء الذمة".

شركة كهرباء القدس: سيتم ربط براءة الذمة بالمعاملات الحكومية، بما فيها السماح بالسفر

وقالت الشركة في بيان صحفي نشر عبر صفحتها على "الفيسبوك"، إن تراكم الديون أدى لتراكم ديون الشركة لصالح شركة كهرباء "إسرائيل"، مهددة بربط "براءة الذمة" بالمعاملات الحكومية، بما فيها السماح بالسفر.

وأكدت، أنها لا تقبل أن تقف موقف المتفرج أمام القرار الإسرائيلي بالقطع، وأمام السرقات والتعديات وتخلّف البعض عن دفع فواتيره.

وشرعت الشركة القطرية الإسرائيلية، بداية الشهر الجاري، بقطع التيار الكهربائي عن مناطق امتياز شركة كهرباء القدس (ضواحي القدس، رام الله والبيرة، بيت لحم) بدعوى تراكم الديون عليها، وهو إجراءٌ يُتخذ للعام الثاني على التوالي.

ونتيجة لهذا القطع، شرعت شركة كهرباء القدس بحملة تطالب فيها المتخلفين عن الدفع بدفع الديون المترتبة عليهم، وضبط سرقة التيار الكهربائي.

ظافر ملحم: ربط الحصول على "براءة الذمة" بدفع ديون الكهرباء تم بموجب قرار صادر عن مجلس الوزراء

من جانبه، قال رئيس سلطة الطاقة ظافر ملحم، إن اللجوء إلى ربط الحصول على "براءة الذمة" بدفع الشخص ما عليه من ديون متراكمة لصالح شركة الكهرباء، تم بموجب قرار صادر عن مجلس الوزراء الفلسطيني عام 2014، وجدد في العام 2016.

وأوضح ملحم في حديث لـ الترا فلسطين، أن من عليه ديونٌ يتم وضع اسمه على قائمة سوداء، ولا يستطيع إجراء أي معاملة أحوال مدنية، وجوازات سفر، ولا ترخيص سيارة، إلا بعد أخذ براءة ذمة.

وأضاف، أن الجديد في القرار هو أنه تم الاتفاق مع الشركة على تفعيله بشكل أكبر، لأن الديون هي السبب الرئيسي في قطع التيار الكهربائي عن المواطنين، حيث يقوم الجانب الإسرائيلي بعقوبة جماعية لمن يدفع ولا يدفع، مؤكدًا أنه يؤيد تفعيل هذا الإجراء.

وأفاد بأن الأمر يتعلق بعدد الفواتير التي لم يتم دفعها وليس بحجم الديون المتراكمة، حيث يقدم الاسم من قبل شركة توزيع الكهرباء إليهم بعد امتناع المشترك عن دفع ثلاثة فواتير، ولكن يتم وضع اسمه على القائمة السوداء بعد تراكم ستة فواتير، حيث يوجه إليه أول إنذار والثاني والثالث، ويتم بعدها وضع اسمه على القائمة السوداء.

الشعيبي: هناك عدة أسباب لتراكم الديون منها إعفاء المخيمات وعدم التزام الحكومة بالدفع عنها

من جانبه، استبعد مستشار الائتلاف من أجل النزاهة والمسائلة "أمان" عزمي الشعيبي، أن يتم اللجوء إلى هذا الإجراء.

ورأى الشعيبي، أن الشركة تذهب للطرف الذي تستطيع مطالبته وهو الذي يحتاج الكهرباء أي المواطن، في حين أن هناك عدة أسباب لتراكم الديون عليها لصالح "القطرية".

وأوضح لـ الترا فلسطين، أن السبب الأول لتراكم الديون هو قرار الرئيس خلال الانتفاضة الثانية إعفاء المخيمات من دفع فاتورة الكهرباء مقابل أن تدفع الحكومة عنهم، ولكن الحكومة لم تدفع وما زال ذلك يشكل نزيفًا كبيرًا.

أما السبب الثاني، وفقًا للشعيبي، فيتعلق بديون المؤسسات الحكومية لصالح شركة توزيع الكهرباء. والسبب الثالث هو سرقة التيار الكهربائي، والفاقد الفني بسبب الخطوط القديمة.

الشعيبي:  إدارة شركة كهرباء القدس لا تقوم بترشيد كامل لنفاقتها وإدارتها، ولا مراجعة للإدارة الداخلية للشركة

وأشار الشعيبي لسبب رابع هو أن إدارة الشركة لا تقوم بترشيد كامل لنفاقتها وإدارتها، ولا مراجعة للإدارة الداخلية للشركة، "وأحيانًا يكون هناك إساءة استخدام الإدارة، إما لصالح أشخاص في مجلس الإدارة أو مساهمين".

وأوضح، أن هناك خلاف على قيمة الدين واحتسابه بين شركة القدس والشركة الإسرائيلية، لأن حسابات الشركة -وفقًا لخبرائها- تختلف عن حسابات الشركة القطرية.

ورأى، أن ما يجري هو أسهل شيء للشركة الإسرائيلية؛ وهو وضع الأرقام التي تريدها على فاتورة المقاصة والخصم منها، والسلطة بدورها لا يوجد لديها لا طواقم ولا تدقيق فيما تطلبه هذه الشركة.

ملحم: الحكومة تدفع الديون المترتبة عليها للشركة، وندرس طلبًا إسرائيليًا بتقديم طلب لتأجيل قطع التيار

 في المقابل، ردَّ ملحم نافيًا ما قاله الشعيبي، وقال، إن الحكومة تدفع الديون المترتبة عليها للشركة، "فقد كفلت شركة كهرباء القدس بقرض من عدة بنوك بقيمة 700 مليون شيكل، وتقوم وزارة المالية بدفع أقساط القرض للبنك بدلاً من الدفع للشركة".

وكشف ملحم، أن "الجانب الإسرائيلي" -وفق وصفه- طلب منهم (في اجتماع حول قطع التيار الكهربائي) أن يتقدموا بطلب رسمي لتأجيل قطع التيار، مبينًا أن هذا الطلب قيد الدراسة، ويتم العمل على حله "بشكل ودي"، وجدولة الديون، وتحسين الإجراءات المعمول بها حاليًا، وأخذ "فرصة جديدة".

يُشار إلى أننا أجرينا عدة اتصالاتٍ مع محمود قراعين، المستشار القانوني لشركة كهرباء القدس، للحديث حول هذه المسألة، إلا أنه لم يرد.


اقرأ/ي أيضًا: 

شركة كهرباء القدس: سببان خلف تراكم الديون للشركة الإسرائيلية

الاستقلال الواهم.. ما حجم "استقلالنا" الاقتصادي؟