17-مايو-2020

بلغ عدد الفلسطينيين الراغبين بالعودة إلى البلاد من بين العالقين في تركيا لوحدها حوالي 2150 شخصًا من قطاع غزة والضفة الغربية، وفق تقرير صادر عن وزارة الخارجية والمغتربين أمس السبت.

وزارة الخارجية: 2150 فلسطيني من قطاع غزة والضفة عالقين في تركيا لوحدها

الخارجية اعترفت في تقريرها، أنه لم يبقَ في تركيا سوى الفلسطينيين من بين كل الدول العربية التي أجلت رعاياها، وآخرهم الأردن ولبنان، وأن "الضغط يتزايد على السفارة يومًا بعد يوم مطالبين بعودتهم إلى أرض الوطن".

وبالرغم من فتح معبر الكرامة ومعبر رفح بشكل استثنائي مؤخرًا، لعودة العالقين في الأردن ومصر، إلا أن آلاف الفلسطينيين ما زالوا عالقين في دول عدة، في ظل أوضع صحية ونفسية ومادية مأساوية، فرضتها عليهم جائحة كورونا، بعد إغلاق كل المطارات وإيقاف حركة الطيران في شتى أنحاء العالم.

بعد أيام قليلة تدخل الطالبة عرين سمارة من رام الله، الشهر الرابع على وجودها في اسطنبول، وقد سافرت قبل ثلاثة أشهر إلى تركيا لشراء بضاعة الربيع لمتجرها، ولتقديم امتحانات درجة الماجستير.

تقول سمارة لـ الترا فلسطين، إنها سافرت إلى تركيا كي تمضي حوالي شهر، إلا أن انتشار وباء كوفيد-19 فرض عليها كل هذه الإقامة، ودفعها للتنقل بين ثلاثة منازل.

كل الدول العربية أجلت رعاياها في تركيا، وبقي الفلسطينيون عالقين

تروي سمارة الأوضاع الصعبة التي تواجهها لوحدها، بين مصاريف مرتفعة تتمثل في أجرة السكن والفواتير ومصاريف الأكل والشرب، وعدم وجود مصدر للدخل في تركيا، وإغلاق متجرها في رام الله، عدا عن وقت الفراغ الطويل.

الأصعب من هذا كله أنها تمضي شهر رمضان بعيدة عن أهلها، قائلة: "اشتقت لاهلي كثير"، لأن الوضع الاجتماعي يشكل فارقًا لديك عندما تمر مناسابات لا تستطيع أن تكون فيها لوحدك.

وحول إمكانية رجوعها إلى الضفة، تقول سمارة إنها "فقدت الأمل"، فقد تواصلت مع السفارة قبل شهرين وجاء الرد بأنه "لا يوجد شيء واضح وملموس ويجب الانتظار". وعندما كتبت مناشدة عبر "فيسبوك"، تواصل معها بعض الأشخاص وعرضوا عليها المساعدة، وكان من بينهم مسؤول في الخارجية الفلسطينية تقول إنه "تحدث معها بشكل غير لائق".

وأضافت، أنها جربت في إحدى المرات العودة عن طريق مطار اللد بعد جهود من النائب أحمد الطيبي مع طلبة من الداخل والقدس المحتلة، إلا أن الاحتلال رفض 50 طالبًا من حملة الهوية الخضراء، بذريعة أن السلطة الفلسطينية غير جاهزة لاستقبالهم.

كما أنها جربت العودة قبل أسبوعين عندما فتحت الأردن منصة لتقديم طلبات العودة للطلبة الأردنيين، على اعتبار أنها تحمل جواز سفر أردني مؤقت، ولكن دون جدوى، فقد تم إجلاء الطلبة الأردنيين الذين يحملون الرقم الوطني فقط.

الأوضاع الصعبة التي تمر بها عرين سمارة لا تقل عن تلك التي تمر بها الطالبة رزان قرعان، إذ وصل الأمر بها إلى حد التعرض للتهديد بالقتل.

رزان قرعان من البيرة، تعرضت للتهديد بالقتل من أصحاب السكن الذي تقيم فيه

رزان قرعان من مدينة البيرة، سافرت إلى إيرلندا كي تكمل دراستها في بداية شهر شباط/فبراير الماضي، وعندما وجدت سكنًا للإقامة بعد أسبوعين كان قد انتشر وباء كوفيد-19، وتم فرض الإغلاق الكامل هناك.

تروي قرعان، في شهادة نشرتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أنه بعد مرور أسبوع لاحظت تغيرًا في سلوك صاحب السكن وخطيبته تجاهها نتيجة تعاطيهما للمخدرات، وتطورت الأحداث إلى حد الاعتداء عليها لفظيًا، ثم تصاعدت إلى الاعتداءات الجسدية وتهديدها بالطرد.

تؤكد قرعان، أنها تواصلت مع السفارة الفلسطينية في إيرلندا وأبلغوها أنه سوف يتم تسجيل اسمها على قائمة الإجلاء، وطلبوا منها أن تتواصل مع شخص فلسطيني مقيم في نفس المنطقة التي تقيم فيها، ولكن تعذر عليها ذلك.

وعندما تواصلت مع السفارة مجددًا بعد تهديدها من قبل أصحاب السكن، تواصلت السفارة مع أصحاب السكن، وهو ما انعكس على سلوك صاحب السكن وخطيبته تجاهها إلى حد تهدديها بالقتل بالسكين.

 

شهادة قرعان، شاركتها صفحة "رجعونا على بيوتنا" التي أنشئت مؤخرًا على موقع "فيسبوك" لمتابعة موضوع الفلسطينيين العالقين في الخارج.

يُطالب العالقون بإرسال ممثلين فلسطينيين رسميين إلى الأردن ومصر ولبنان لترتيب عملية إجلائهم دون انتظار أو تأخير، والإعلان عن جدول زمني محدد بتواريخ محددة لرحلات الإجلاء، وفق آلية تضمن حقهم بالعودة دون التكلف بأعباء مالية إضافية.

كما يُطالبون بحجر العائدين في الضفة الغربية وقطاع غزة فقط، وأن لا يتم حجرهم في دول الجوار، مؤكدين، أنهم "لن يقبلوا بعد كل هذا الذل والقهر بالانتظار أكثر، ولن يقبلوا بخطاب شعبوي أبوي".