29-أغسطس-2018

ألترا صوت | فريق التحرير

عن "دار النسيم" في مصر، تصدر قريبًا المجموعة القصصية الأولى للكاتب والشاعر الفلسطينيّ رشيد إغبارية تحت عنوان "الغريب في شارع صهيون".

المجموعة التي ضمّت بين دفّتيها 27 قصّة قصيرة، نهضت بعضها على فكرة افتراضية مفادها "ماذا لو لم تقم دولة إسرائيل؟ ما الذي كان سيحدث؟". وأيضًا "ماذا لو أن تنظيم داعش نجح في السيطرة على الشرق الأوسط؟". بينما جاءت القصص الأخرى بمواضيع متباينة، إذ نقرأ قصصًا تدور بكاملها، فكرة وأحداث، في مدينة حيفا، حيث يقيم إغبارية، وقصصًا أخرى تتحدّث عن الفلسطينيين الذي يحملون الجنسية الإسرائيلية، وتناقضات الحياة التي يعيشونها ومشقَّاتها. ناهيك عن قصص تغوص في عوالم الخيال العلمي والفنتازيا.

   تقوم نصوص المجموعة القصصية "الغريب في شارع صهيون" على أفكار افتراضية أساسها: ماذا لو!   

"الغريب في شارع صهيون" هو الكتاب الأدبي الثاني الذي يصدر لرشيد إغبارية، إذ سبق وأن صدرت له مجموعة شعرية بعنوان "حلم ليلة خوف"، وعن انتقاله هذا من الشّعر إلى القصّة يقول في حديثه لـ "ألترا صوت": "في البدء كان الشّعر، وكأنّ العربيّ يولد شاعرًا ثم تصقله الحياة ليصير إمّا قاصًّا أو روائيًا أو ربّما صحفيًا. بالنسبة لي، كانت محاولاتي الشعرية الأولى ترجمة قصيدة للشاعر وليم بليك بعنوان "أورسالم". وهي قصيدة يتمنّى فيها كاتبها، مجازًا، أن يبني "أورسالم" في إنجلترا. ولذلك، ترجمتها وحلمت، نكايةً به، ببنائها في فلسطين، حيث كانت ويجب أن تكون دائمًا".

وحول بدايته مع القصّة القصيرة، يقول: "لقد بدأت حكايتي مع القصص القصيرة بقصّة جاءت حلمًا وكانت، من حيث التفاصيل، أكبر من أن تحتويها قصيدة. بعد ذلك، مرّت سنوات طويلة قبل أن أكتب القصّة الثانية. ويمكنني القول الآن إنّ قصصي هي ومضات أو ربّما إفرازات ما نتج عن دخول "حبيبات الرمل" في ذكرياتي. كانت قد امتدّت على مدار أكثر من عشرة سنوات، وأحيانًا تتمنّع عنّي لتمرّ حينها شهور طويلة دون كتابة سطر واحد، وتحاصرني أحيانًا أخرى، فأجدني أكتب قصَّتين في أسبوع".

تتآمر الحياة وظروفها على رشيد إغبارية فتفرض عليه الامتناع عن الأدب وكتابته لفترةٍ ما. هذا ما يقوله في حديثه لنا، قبل أن يؤكّد أن القصّة تولد في رأسه وتظلّ لأسابيع تتخمّر، وهكذا إلى أن يجد لنفسه متّسعًا من الوقت لكتابتها على شاشة الحاسوب. "أنا فاقد لمتعة حمل القلم والكتابة به، ربّما لأنّ خطّي رديءٌ جدًّا، لدرجة أنّني لطالما استصعبت قراءته عندما أعود إليه لاحقًا". يقول.

الكتابة بالنسبة لضيفنا بدأت كإفراغ لشحنات الطاقة الفائضة عنده. وهنا يقول: "لقد تعلّمت مع الوقت تشذيبها وتحويلها، أي هذه الطاقة، إلى قطع أدبية أتمنّى أن تكون دائمًا عند حسن ظنّ القرّاء. وهذا مع الأخذ بالاعتبار أنّني دائم التقلّب والتغيير والمحاولة. وأمقت المداومة أيضًا على نفس الموضوع لجهة الكتابة، رغم انحيازي التام وميلي الطبيعي لتوثيق واقعنا الفلسطينيّ الملوّث بالاحتلال. ولحسن الحظ، فإنّ مخلوقاتي القصصية عادةً ما تنجح في تطويعي وإملاء رغباتها لتفرض صيرورتها فتتحرّر من مدارج الشرنقة التي خلقتها لها في مخيلتي، لتطير حرّة في خيال القرّاء".


اقرأ/ي أيضًا:

صالونات ثقافية بغزة تحتفظ ببريقها بعيدًا عن السياسة

شعراء في ضيافة رام الله

فيلم "واجب".. طوفان من القصص الفلسطينية