29-ديسمبر-2020

Getty

الترا فلسطين | فريق التحرير 

ما بين سعيّ حاخامات الصهيونية الدينية لـ "تعجيل الخلاص"، ومحاولة عالمة نفس إسرائيلية تدريب الجنود على القتل دون تردد، تتحدّث كتب إسرائيلية صدرت هذا العام عن مقاتلات الموساد، وعملياته المشتركة مع "السي اي ايه"، وعن النّهب الإسرائيلي للممتلكات العربية، وكذلك عن أكثر المجموعات راديكالية في "إسرائيل". 

في هذا التقرير، يتناول "الترا فلسطين" أبرز 7 كتب وروايات إسرائيلية صدرت في 2020:  


غلاف رواية "المسيح القاسي" 

رواية "المسيح القاسي" 

الرواية الواقعة في 70 صفحة، تشارك في كتابتها رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلية الأسبق كارمي غيلون، والصحفي الإسرائيلي يوسيف شافيط، وتتمحور أحداثها حول مخطط لإثنين من حاخامات تيار الصهيونية الدينية لـ"تعجيل الخلاص" من خلال النّار وسفك الدماء، وصولًا إلى ما يشبه الحرب الأهلية التي تُفقد الحكومة الإسرائيلية شعبيتها، الأمر الذي يؤدي لإسقاطها، ثم التحالف مع "اليهود الحريديم" لإنشاء "دولة الشريعة اليهودية".

يجري كلّ ذلك عبر هجمات دامية تستهدف المساجد والكنائس دون إعلان المسؤولية عنها، للدفع نحو اتّهام تنظيم إسلامي بالمسؤولية عن ذلك، كلّ الأطراف في النهاية تدخل في مواجهة خاسرة يجني ثمارها الحاخامات بتحويل "إسرائيل" لدولة الشّريعة اليهودية.

تتطوّر حبكة الرواية بشكل متسارع وتتعقد وتبلغ الذروة، لكنّها تقوم على بديهية في عالم المخابرات ملخصها أن تنظيمًا نخبويًا مغلقًا يتم اختيار عناصره بناءً على سمات متشابهة من حيث الصرامة واحتراف العمل السري الإرهابي، بإمكانها تحقيق أهدافها بجر دول ومجمّعات لمواجهات شاملة بعد خداع أعتى الأجهزة الاستخبارية في العالم!

اقرأ/ي أيضًا: "المسيح القاسي": رواية تضع الشاباك تحت مبضع فرويد


غلاف الرواية الإسرائيلية "المنتصرة/ מנצחת"

رواية المنتصرة

بطلة الرواية "آفيغل" هي عالمة نفس متخصصة في علم النفس السلوكي، يعرضها الكاتب على أنّها "نموذج للاقتداء"، تشغل منصبًا رفيعًا في جيش الاحتلال الإسرائيلي، وتعمل من خلاله على تهيئة الجنود الإسرائيليين لممارسة القتل بضمير مرتاح. 

كاتب الرواية المكوّنة من 70 صفحة، هو يشاي يوسي سريد وقد نُشرت له عدة روايات، يحسب نفسه كوالده الوزير السابق على ما يسمى "تيّار اليسار في إسرائيل"، كان ضابطًا رفيعًا بوحدة النخبة في الاستخبارات العسكرية "وحدة 8200".

اقرأ/ي أيضًا: "المنتصرة".. رواية عن إسرائيلية تعلّم الجنود القتل


غلاف كتاب "جواسيس غير مثاليين"

"جواسيس غير مثاليين"

كتاب يُلقي الضوء على عالم الظلال الذي تنشط فيه المنظومة الاستخبارية الإسرائيلية بأجهزتها (الموساد/ الشاباك/ أمان)، ويتطرّق لعمليات توُصف في "إسرائيل" بـ "الشجاعة" وهدفت لـ "إحباط تهديدات وتحييد مخاطر"، إلى جانب الإشارة لصراعات بين تلك الأجهزة على تبني "الإنجازات".

والكتاب الذي ألّفه الخبير في الشؤون الاستخبارية الإسرائيلية يوسي ميلمان، يعرض في 443 صفحة ملفات تُكشف تفاصيلها لأول مرة بعد صدور أوامر قضائية تجبر الرقابة العسكرية الإسرائيلية بالموافقة على نشرها، فيكشف مثلًا تفاصيل عن اغتيال عماد مغنية، وهي العمليّة التي اشترك فيها "الموساد" الإسرائيلي مع المخابرات الأمريكية "السي اي ايه"، بعد أن اشترطت واشنطن للمصادقة على تنفيذ العملية الامتناع عن اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني الجنرال قاسم سليماني (جرى اغتياله بداية 2020). 

اقرأ/ي أيضًا: سي آي إيه منع الموساد من اغتيال سليماني مع مغنية


غلاف كتاب "هربون: الحرب السّريّة ضد أموال الإرهاب"

"هربون: الحرب السّريّة ضد أموال الإرهاب"

يروي الكتاب قصّة الحرب السّريّة التي أطلقتها أجهزة استخبارات الاحتلال الإسرائيلي على تمويل الفصائل الفلسطينية خلال الانتفاضة الثانية. الكتاب يبدو في بعض فصوله وكأنه رواية بوليسية، فيروي تفاصيل حول تجنيد مدير بنك فلسطيني لصالح المخابرات الإسرائيلية، ويتحدث عن دور قراصنة إنترنت في التّجسس على الفصائل الفلسطينية.

الكتاب مكوّن من 312 صفحة، وهو من تأليف المحامية الإسرائيلية - الأمريكية نيتسانا ليتنر التي تترأس جمعية "شورات هدين" المتخصصة بملاحقة الفلسطينيين أمام القضاء الإسرائيلي وفي أوروبا وأمريكا، وقد شاركها في الكتابة شموائيل كاتس الذي ألّف عدة كتب كانت من بين الأكثر مبيعًا في أمريكا.

اقرأ/ي أيضًا: صدور كتاب حول حرب "إسرائيل" على قنوات تمويل الفصائل الفلسطينية


غلاف كتاب "نهب الممتلكات العربية خلال حرب الاستقلال"

"نهب الممتلكات العربية خلال حرب الاستقلال"

الكتاب دارسة أعدّها المؤرخ الإسرائيلي آدم راز، ويوثّق فيها أعمال النهب واسعة النطاق والتي تتسم بأنها عمل منهجي لسرقة الممتلكات الفلسطينية خلال النكبة، إذ لم تسلم منها المساجد والكنائس.

ويتضمّن الكتاب اعترافات مهمة مستقاة من أرشيفات إسرائيلية من بينها اعتراف لرئيس أول حكومة إسرائيلية دافيد بن غوريون، يقول فيه تعليقًا على أعمال النهب: "معظم اليهود لصوص".

وتشير المعطيات التي توصل لها الباحث إلى أن جزءًا كبيرًا من الإسرائيليين (مدنيون أو مقاتلون) كانوا ضالعين في أعمال نهب ممتلكات الفلسطينيين. ويقول المؤرّخ راز إنّ "أعمال النهب التي نفذها اليهود انتشرت مثل النار في الهشيم، وطالت عشرات آلاف المنازل والحوانيت والآلات الميكانيكية والمنتجات الزراعية والكتب والآلات الموسيقية -خصوصًا البيانو- والملابس والمجوهرات والمناضد والأجهزة الكهربائية والسيارات".

اقرأ/ي أيضًا: كتاب إسرائيلي يوثق النهب اليهودي لأملاك العرب إبان النكبة


غلاف كتاب "مقاتلات الموساد/ לוחמות-המוסד"

"مقاتلات الموساد: نساء في قلب العمليات الكبرى"

يقع في 304 صفحات، شارك في تألفيه البرفيسور ميخائيل بار زوهر، مع الصحفي نسيم مشعل، ويوثّق فيه دور النساء في الاستخبارات الصّهيونية قبل إعلان تأسيس "إسرائيل"، ولاحقًا في تأسيس الأجهزة الاستخبارية المختلفة.

يشير الكتاب لأهم جاسوستين عملتا في دول عربية مثل مصر ولبنان، وأنهما اكتشفتا أكثر من مرة، ولكن جرى الإفراج عنهما بسبب العلاقات "العميقة" مع القصر الملكي في مصر أو مكتب الرئيس في لبنان. الحالة الأولى هي يولندا هرمور التي نجحت بنسج علاقات متشعّبة مع مسؤولين في الجامعة العربية حديثة النشأة، وحصلت من أحد مصادرها على مخططات جيش الإنقاذ قبل أن يدخل فلسطين. وأما الجاسوسية الثانية في شولا كوهين التي يشير الكتاب إلى أنها كانت تملك علاقات في لبنان وصلت لرئيس البلاد شخصيًا.

القصة الأكثر إثارة والتي يكشفها الكتاب لأول مرة هي دور ثلاث مقاتلات من الموساد في كشف وجود مفاعل نووي سوري بعد أن استطاعت إحدى مقاتلات "الموساد" في ڤيينا نسخ مفتاح غرفة مسؤول اللجنة النووية السورية في أحد الفنادق، ثم دعوته لعشاء رومنسي في أرقى مطاعم ڤيينا من أجل ضمان أنه خارج الفندق، فيما يدخل طاقم "الموساد" لغرفته ويعثر على هاتفه الذي تركه المسؤول في غرفته لتجنّب معرفة مكان تواجده، لتقوم مقاتلة أخرى في "الموساد" متخصصة بالاختراق، باستخراج 35 صورة من هاتف المسؤول السوري، تبيّن لاحقًا أنها صور لمفاعل نووي سريّ في دير الزور، وقد جرى تدميره لاحقًا بغارة إسرائيلية، بمباركة من الإدارة الأمريكية. 

اقرأ/ي أيضًا: قصة "العشاء الرومانسي" الذي كشف المفاعل السوري


غلاف كتاب "الحردلية، تاريخ، أيديولوجيا وحضور/ החרד"לים"

"الحردلية، تاريخ، أيديولوجيا وحضور"

كتاب جديد يتناول أكثر المجموعات راديكاليةً في مجتمع المتشددين الدينيين - القوميين اليهود، وقد صدر عن "المعهد الإسرائيلي للديمقراطية"، للكاتب والصحافي يائير شيلغ.

ووفقًا للمركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية "مدار"، يعرض الكتاب فصلًا مهمًا من التطور الاجتماعي والسياسي والأيديولوجي في "إسرائيل"، وفي المشهد اليهودي الصهيوني العام. ويتناول نشوء وصعود مجموعة محددة داخل التيار الديني- القومي الإسرائيلي، الذي يزداد هيمنة في الحياة المدنية كما العسكرية، ولعب في منعطفات جديدة غير قليلة دورًا حاسمًا في تشكيل حكومات ووضع سياسات وبلورة أولويات. وهذا التيار والحاصل فيه يتحوّل إلى عامل مؤثّر بدرجة كبيرة جدًا على ما يتجاوز الحيّز السياسي والاجتماعي الداخلي الإسرائيلي، ليمتد إلى مستوى إقليمي مركزه ما يُسمى الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني وذلك الإسرائيلي - العربي، أو ما تبقى منه!


اقرأ/ي أيضًا:

8 كتب أصدرتها "الدراسات الفلسطينية" في 2020

كتاب "إما نحن وإما هم".. سيرة عبد القادر الحسيني