25-ديسمبر-2019

أثناء الاجتياح الإسرائيلي لمخيّم جنين 2002

الترا فلسطين | فريق التحرير 

17 عامًا مرّت على مجزرة مخيّم جنين التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيليّ. أحد الجنود الذين شاركوا في المجزرة، ويُدعى السفّاح "موشي نيسيم" يطالب اليوم بمنحه فرصة ثانية لتكرار ما فعله لكن هذه المرّة في غزة. 

صحيفة "يديعوت أحرنوت" وضمن ملحق خاصّ، قررت إعادة نشر لما وصفتها بـ "أفضل المقابلات والتحقيقات التي أجرتها خلال العقد الماضي"، ومن بين هذه المقابلات تلك التي أجريت مع الجنديّ الملقب بـ "دوبي الكردي/ سفّاح مخيم جنين" وهو الذي قاد الجرافة الضخمة ونفّذ عمليات هدم للمنازل فوق رؤوس من بداخلها. 

وفي مستهلّ المقابلة التي أعيد نشرها اليوم الأربعاء، نشرت الصحيفة العبرية مقابلة أخرى جديدة مع الجنديّ ذاته، أعرب فيها عن فخره بجرائمه التي ارتكبها في مخيم جنين، وقال "لو أننا نكرر ما فعلناه في جنين، في غزة الآن لكان الهدوء يسود الآن. اليوم عندما أنظر إلى الخلف أقول لنفسي، يا للخسارة. ليتني فعلت أكثر من ذلك، أقول ذلك انطلاقًا من الشعور بالمسؤولية. لقد كان يتوجّب علينا تدمير كل مخيم جنين".

اقرأ/ي أيضًا: فيديو | معركة جنين.. "كانت أيام عز"

وفي المقابلة التي نشرتها "يديعوت" بعد مجزرة مخيم جنين، وأعادت نشرها اليوم، يرسم مُعدّ المقابلة ملامح شخصية السفّاح عبر الحديث عن أحواله قبل استدعائه لتأدية الخدمة العسكرية الاحتياطية، فيقول إنه كان موقوفًا عن العمل في بلدية الاحتلال بالقدس بتهم تلقي الرشاوي، بالإضافة لإدمانه شرب الكحول، كما أنه كان يتعرّض لعقوبة الحبس عندما كان جنديًا نظاميًا بسب عدم انضباطه.

ويضيف أنه عندما دخل مخيم جنين "نسي كل الإحباط الذي كان يعانيه". ويشير إلى أنّه أصرّ على رفع علم فريق كرة القدم الإسرائيلي الأكثر عُنصرية "بيتار القدس" على جرافة D9، فعائلته كانت تنتظر رؤية أفعاله على التلفاز "قلت لهم تابعوني على الشاشة.. وعند مشاهدتكم  علم "بيتار القدس" في جنين اعرفوا أنّ هذا أنا، وهو ما حدث فعلًا".

"اعتليتُ الجرافة، وباشرت الهدم. فعلت ذلك وأنا نصف عار من ملابسي، ولمدة 75 ساعة لم أغادر الجرّافة"، يقول جندي الاحتلال متفاخرًا بما ارتكبه، ويضيف "لم يصبني الإرهاق، واظبت على شرب زجاجات الويسكي واحدة تلو الأخرى، وقد كُنت وضعتها معي داخل قمرة الجرافة إلى جانب المكسرات".

ويتابع الجندي الإسرائيلي حديثه: "كنت أضرب المنزل ضربة قوية حتى يسقط بأقصى سرعة،  وأنتقل لأدمر المزيد من المنازل.. لقد أردت أن أمحو كل شيء هناك، كنت أبكي عبر جهاز الاتصال اللاسلكي حتى يسمحوا لي بهدم المزيد. في جنين شعرب بالكثير من الإشباع، لقد فعلت خلال ثلاثة أيام كل ما لم أفعله في حياتي، وكنت أشعر بمتعة كُبرى مع كل منزل يُهدم. الجنود جاؤوا لي وشكروني". 


اقرأ/ي أيضًا:

عن المواجهة في نابلس القديمة ومخيّم جنين 2002

وثائقيات الجزيرة.. حكاية النكبة وحكاية الثورة