15-أبريل-2019

الترا فلسطين | فريق التحرير

كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن خطة ترامب للتسوية السلمية "صفقة القرن" قد لا تتضمن منح الفلسطينيين دولة مستقلة ذات سيادة كاملة، موضحة أن الخطة قد تُطرح خلال فصل الربيع أو بداية فصل الصيف، وهو الموعد ذاته الذي كانت قد حددته مصادر شبكة "ABC News" الأمريكية في تقرير نشرته الأسبوع الماضي.

وأفادت "واشنطن بوست"، نقلاً عن مصادر مطلعة على الخطة، أن ترامب أخبر أصدقاءه بأنه يريد أن يقلب الرؤية التقليدية حول كيفية حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، في حين قال مسؤولٌ كبيرٌ في البيت الأبيض: " لدينا خطة عادلة وواقعية وقابلة للتنفيذ ستمكن الناس من العيش حياة أفضل. لقد بحثنا في الجهود السابقة والتماس الأفكار من الجانبين والشركاء في المنطقة مع إدراك أن ما تم تجربته في الماضي لم ينجح. وهكذا، اتبعنا مقاربة غير تقليدية مبنية على عدم الهروب من الواقع".

ووفق الصحيفة، فإن معظم المحللين يتوقعون أن فرص نجاح الخطة "ضئيلة" بسبب اعتقاد الزعماء الأوروبيين وبعض الزعماء العرب بأن ترامب أظهر أوراقه من خلال سلسلة الإجراءات الداعمة لإسرائيل منذ تسلمه الحكم.

وأضافت، أن صهر ترامب ومستشاره جاريد كوشنر، وهو أحد المشرفين على وضع الخطة ومتابعة تنفيذها، ربط بين السلام والتنمية الاقتصادية والاعتراف بالعربي بإسرائيل وقبول الوضع الراهن بشأن الحكم الذاتي الفلسطيني بدلاً من السيادة الكاملة.

 وفي وقت سابق، كتب جيسون غرينبلات، وهو المسؤول عن متابعة الخطة وتنفيذها، أن الخطة "ستعمل على تحسين حياة الفلسطينيين بشكل كبير وخلق شيء مختلف تمامًا عن ما هو موجود".

وقال مسؤولٌ أمريكيٌ كبيرٌ لواشنطن بوست، إن الجانب الاقتصادي من "صفقة القرن" لا يُمكن أن يتحقق إلا إذا حظي بدعم المنطقة، لكنه استدرك بأن هذا "لا يعني السلام الاقتصادي المزعوم"، موضحًا أن الجانب السياسي أساسيٌ في تحقيق التسوية، "فنحن نفهم أنه إذا لم يكن الجانب السياسي من الخطة قويًا، فإن الجانب الاقتصادي لا معنى له. كذلك لن ينجح الجانب السياسي دون خطة اقتصادية مناسبة".

وتزامن التقرير مع موقفٍ مشتركٍ أعلنه مسؤولون كبار سابقون في 37 دولة أوروبية، بينهم رؤساء وزراء ووزراء خارجية وأشخاصٌ شغلوا مناصب عليا في حلف شمال الأطلسي، أكدوا فيه رفضهم لـ"صفقة القرن" إذا لم تلتزم بعددٍ من الشروط على رأسها إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل على حدود 1967 مع مبادلاتٍ إقليميةٍ متفقٍ عليها، والقدس عاصمة للدولتين، وأن تكون الترتيبات الأمنية تلبي مخاوف الجانبين، إضافة إلى حلٍ متفقٍ عليه وعادلٍ لقضية اللاجئين.

وأكد المسؤولون أن "أي خطة من شأنها أن تقلل من استقلال فلسطين إلى دولة بدون سيادة وأرض متجاورة ستفشل وستضر بالجهود المستقبلية (..)  ويتعين على أوروبا إعادة تأكيد التزامها بالمبادئ المتفق عليها في الماضي على أساس حل الدولتين".