06-فبراير-2017

مستخدمًا أعواد الكبريت والخيطان واللاصق والورق، ينفّذ الشاب محمد سلام لوحاتٍ فنيةٍ تجسد قصصًا مختلفةً من معاناة سكان قطاع غزة المحاصر منذ 10 سنوات، وتحكي قصصًا لا يحتاج من يشاهدها إلى الشرح أو التفسير ليستطيع تلمس حجم المعاناة التي تقف خلفها.

محمد سلام، الذي تخرج من قسم الصحافة والإعلام في الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية، يقول إنه كان موهوبًا في التصوير الفوتوغرافي، لكنه أراد "صناعة لوحاتٍ فنيةٍ على خلاف الصور التقليدية التي تمتلئ بها الصفحات والمواقع الإلكترونية، ليعبر عن الواقع الذي يعيشه سكان قطاع غزة".

يضيف لـ"ألترا فلسطين"، "الفكرة ولدت من معاناتنا كخريجين، ومن المحن التي نواجهها، خاصة تلك الفترة التي شهدت احتجاجاتٍ للخريجين على الوضع الراهن"، مبينًا أن الفكرة بدأت خلال شهر رمضان الذي يشهد انتشارًا للألعاب النارية، إذ نفذ حينها أول لوحةٍ فنيةٍ كانت عن طريق الخريجين الصعب، والبطالة التي يعانون منها.

ويوضح سلام، أنه فكّر بأعواد الكبريت بالذات لعدة أسبابٍ أولها "تميزها وانفرادها، أي أنها لم تستخدم قبل ذلك، وكذلك إمكانية تشكيلها لأي شخصية أو شكل معين. كما أنها عند دمجها مع اللاصق والخيطان والورق، على بساطتها، إلا أنها يمكن أن تصنع معاناةٍ كبيرة".

يدمج محمد سلام بين لوحات يرسمها بأعواد الكبريت واللاصق وبين صور فوتوغرافية ليجسد معاناة أهل غزة

ويدمج الفنان سلام بين موهبته الفنية، والتصوير الفوتوغرافي الذي يتقنه جيدًا، فبعد الانتهاء من تجسيد كل لوحةٍ يتلقط صورة لها، مع إضافة صورةٍ تعبيريةٍ عن الحالة التي توحي بها اللوحة.

اقرأ/ي أيضًا: الأوريغامي في فلسطين.. فنّ وعلاج

وجسد سلام في أعماله أحوال الخريجين، إذ صورهم بأنهم مصابون بالإغماء بعد أن أُقفلت كافة السبل في وجوههم ولم يبق أمامهم سوى الانتظار.

كما تناول حالة الانقسام السياسي الفلسطيني، وقدم طرفي الانقسام (فتح وحماس) جالسين على مائدة طعام، تاركين الشعب خلفهم يعاني بحرًا لا ينتهي من الأزمات.

وجسّد سلام أيضًا الطبقة التي تعاني فقرًا مدقعًا في ظل الحصار المتواصل، وتعمل ليل نهار من أجل تحصيل لقمة العيش. كما سلط الضوء على اختيار الشباب في قطاع غزة للهجرة كحلٍ لمعاناتهم.

 وفي لوحةٍ أخرى، يحاول سلام تسليط الضوء على صراع مختلف الأطراف السياسية على الحكم، في حين تفشل جميعها في تحقيق مصالح الفلسطينيين وإنهاء مآسيهم الآخذة بالتفاقم مع الزمن.

 ولا ينسى سلام أن يتناول الحب "باعتباره الركن الأساسي الذي لا يمكن الاستغناء عنه في أكثر الظروف صعوبة"، فأشار في إحدى لوحاته إلى رص الصفوف وتشابك الأيدي في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، خلال الحروب الثلاثة الأخيرة على قطاع غزة.

ويعرب سلام عن أمله بأن تتاح له الفرصة للمشاركة في معارض دولية، مؤكدًا في الوقت ذاته عزمه على تنفيذ "مسلسلٍ كاملٍ" يستعرض فيه وضع الشعب الفلسطيني على شكل حلقاتٍ، مع إمكانية تقديم حلولٍ من قبل الشباب، وسيكون تنفيذها أيضًا بأعواد الكبريت والخيطان.

اقرأ/ي أيضًا: 

فيديو | "سبايدر مان" فلسطيني!

بالصور: غزة.. هل يزيل الفن آثار العدوان؟

"عيني".. عن الأطفال الحالمين بالحياة