28-يونيو-2020

الترا فلسطين | متابعة فريق التحرير

أظهرت التقارير التي بثتها فضائيات إسرائيلية، مؤخرًا، تغييرًا جذريًا في صورة الفلسطيني، خاصة في مناطق "ج" وشرق القدس، التي تقدمها الصحافة الإسرائيلية لمشاهدها الإسرائيلي، وذلك قُبيل حلول الموعد الذي حدّده رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لضم الضفة.

قدمت التقارير التي بثتها فضائيات إسرائيلية للإسرائيليين، مؤخرًا، تغييرًا جذريًا في صورة الفلسطيني، خاصة في مناطق "ج" وشرق القدس

هذه التقارير، وجدت طريقها إلى المشاهد الفلسطيني أيضًا، عبر ترجمتها أو مشاركتها على مواقع التواصل، فالجزء الأكبر منها باللغة العربية ولا يحتاج لترجمة.

اقرأ/ي أيضًا: المدينة الفلسطينية على الشاشات الإسرائيلية: آخر انبساط

والتقارير المذكورة، من إعداد مراسلي الشؤون الفلسطينية، وهم في ذات اللحظة ضُباط احتياط في استخبارات الاحتلال، حيث تعلموا اللغة العربية حتى أتقنوها، ودرسوا مكونات المجتمع الفلسطيني وصوره النمطية، وما يرونه نقاط ضعفه وقوته وحساسياته واهتماماته.

والصورة الجديدة للفلسطيني، بثتها القنوات الرئيسية الثلاثة (كان، 12، 13) خلال الوجبة الإخبارية في النشرة الثامنة المسائية لكل قناة، وهي، أن الفلسطيني "ليس خطرًا أمنيًا، وإنما عمليات كي الوعي خلال الانتفاضة الثانية وجباية الأثمان الباهظة حولته لشخص يبحث عن رزق عياله والرفاهية".

أما الفلسطيني، فيرى في هذه التقارير أشخاصًا يهاجمون السلطة الفلسطينية في الضفة وسلطة حماس في غزة، ويتهمون فتح بالتنسيق الأمني والسياسي مع "إسرائيل"، وذلك في سياق تبريرهم للتعاون مع مؤسسات الاحتلال في القدس أو مناطق "ج".

مراسل الشؤون الفلسطينية للقناة 12 أوهاد بن خيمو، أعد تقريرًا مطولاً حول ما وصفها "العلاقات الطيبة" بين فلسطينيين من القدس وبلدية الاحتلال في المدينة. يستهل تقريره بمشهد مساعدات غذائية يدعي شخص من سلوان أنه يوزعها على المحتاجين في ظل جائحة كورونا، بالتنسيق مع بلدية الاحتلال.

أظهرت التقارير الإسرائيلية فلسطينيين يهاجمون فتح وحماس ويتهمونهما بالتنسيق مع إسرائيل كمبرر لتعاونهم مع مؤسسات إسرائيلية

يُبرر الشخص المذكور هذا التنسيق مع البلدية، بأن فتح في الضفة تُنسق مع سلطات الاحتلال، كما تفعل حركة حماس خلال إدخال الأموال القطرية إلى قطاع غزة.

اقرأ/ي أيضًا: إسرائيل تحول الضفة إلى جنة في إعلامها.. لماذا؟

في الجزء الثاني من التقرير، يحين أوان الثناء على شخص رئيس بلدية الاحتلال في القدس، ثم تحل المفاجأة على لسان شخص يزعم أنه مختار العيساوية، حيث يكيل المديح لسلطات الاحتلال، متجاهلاً كل التقارير التي تنشرها مؤسسات حقوقية (أغلبها إسرائيلية) بوتيرة دائمة حول الاعتقالات اليومية للأطفال في العيساوية.

خيمو ذاته، دأب خلال السنوات الماضية على تصوير أهل القدس كتهديد أمني، لاسيما الأطفال، وقد أجرى في أكثر من تقرير، سابقًا، مقابلات مع أطفال من ذوي الشهداء، وانتزع منهم أقوالاً تُظهرهم بصورة من يتطلعون لتنفيذ عمليات عندما يكبرون، مستخدمًا "فن الاستدراج" الذي يتدرب عليه ضباط استخبارات الاحتلال، وهو وضع المتلقي في حالة نفسية بعد حديث طويل، يفقد فيها حاسة الحذر، ثم استغلال عنصر الصدمة لدفعه للإدلاء بأقوال ومعلومات مُحدّدة.

أما مراسل الشؤون العربية في القناة 13 تسفيكا يحزكيلي، القادم من جهاز المخابرات "الشاباك"، فأعدَّ تقريرًا تَحلَّل فيه من كل أخلاقيات مهنة الصحافة، منتهكًا خصوصية من أجرى معهم المقابلات، فهو لم يصطحب معه مصورًا كالعادة، وإنما استخدم كاميرا خفية مثبتة في نظارته.

يحزكيلي، استدرج هو الآخر، المتحدثين الذين اختارهم لتقريره، من أجل شتم السلطة وقادتها واتهامهم بالفساد، والترحيب بالضم، دون علم بعضهم بأن يجري تصوريهم. أظهر يحزكيلي وجوه بعض المتحدثين وغطى وجوه بعضهم، وقد حظي تقريره بعدد هائل من المشاهدات على مواقع التوصل الاجتماعي الفلسطينية، كون معظم المتحدثين فيه تكلموا باللغة العربية.

مراسل القناة 13 أعد تقريرًا استخدم فيه كاميرا سرية في تصوير المقابلات

بدوره، أعدَّ مراسل القناة 13 للشؤون الفلسطينية سيمان توف، تقريرًا مطولاً تجول فيه بين مطاعم بيرزيت ونابلس، "لرصد التغييرات التي طرأت على المطبخ الفلسطيني قبل أيام معدودة من موعد الضم" حسب قوله.

في التقرير، مشهدٌ يتكرر لتعزيز الانطباع بغياب الحواجز النفسية من طرف الفلسطينيين تجاه الإسرائيليين، وذلك من خلال إظهار الحفاوة التي يرحب بها أصحاب المطاعم بالمراسل ومرافقته، وهي طباخة فلسطينية من داخل الخط الأخضر، نالت شارتها من برنامج مسابقات إسرائيلي تعرضت خلاله لتعليقات عنصرية من الحكام والمشاهدين، ومع ذلك أصرت على مواصلة المشاركة في ذلك البرنامج.

أما التلفزيون الإسرائيلي الرسمي "قناة كان"، فاستعرض، بدوره، الفعالية الاحتجاجية التي نظمتها السلطة الفلسطينية في أريحا قبل أيام، عبر تقرير أعده مراسلها للشؤون الفلسطينية غال برغر، ادعى فيه أن السلطة تعجز عن حشد الجماهير للاحتجاج، وأن الجزء الأكبر من الحضور هم رجال شرطة يرتدون زيًا مدنيًا، تم إحضارهم من أرجاء الضفة الغربية قبل يوم من المهرجان، حيث باتوا ليلتهم في الكلية العسكرية التابعة للسلطة.


اقرأ/ي أيضًا: 

كاتبة إسرائيلية ترد على سفير الإمارات: الضم أهم

جيش الاحتلال يستعد لانتفاضة ثالثة من 4 مراحل