19-مايو-2020

حتى اليوم، ما زالت أزمة الفلسطينيين العالقين في الخارج تراوح مكانها، باستثناء عودة 208 أشخاص، يوم أمس الإثنين، من أبناء الضفة الغربية وقطاع غزة، عبر الأردن.

يطالب العالقون في الخارج، وزارة الخارجية، بدور حقيقي فاعل في إجلائهم إلى البلاد، كما فعلت بقية الدول، وعدم الاكتفاء بتقديم الوعود لهم

وتقول وزارة الخارجية في تقريرها اليومي، إن هذه الدفعة هي الدفعة الثامنة من العالقين في الأردن، إلا أن آلاف الفلسطينيين ما زالوا عالقين في دول عدة في ظل تعطل حركة الطيران وإغلاق المطارات عالميًا.

اقرأ/ي أيضًا: "رجعونا ع بيوتنا".. نداء آلاف الفلسطينيين العالقين في الخارج

ويطالب العالقون في الخارج، وزارة الخارجية، بدور حقيقي فاعل في إجلائهم إلى البلاد، كما فعلت بقية الدول، وعدم الاكتفاء بتقديم الوعود لهم.

تغريد درويش، أمٌ لطفلتين، سافرت معهما إلى بريطانيا يوم 20 شباط/فبراير الماضي، في إجازة لزيارة زوجها الذي يدرس الماجستير هناك، وذلك بعد إجراءات تنسيق معقدة يمر بها الفلسطينيون من غزة قبل السفر.

تؤكد درويش لـ الترا فلسطين، أنها تمر بظروف صعبة للغاية من الناحية النفسية، لأنها محجورة في المنزل منذ بداية شهر آذار، ولا يُسمح لهم بالخروج إلا للتسوق الضروري مرة في الأسبوع، دون أخذ الأطفال.

تروي دروش، "نحن في المنزل منذ ثلاثة أشهر وهذا وضع صعب للغاية، وجربنا العودة إلى غزة وحجزت تذكرة للعودة أنا والبنات، ولكن بعد الوصول للمطار رفضوا السماح لنا بركوب الطائرة بسبب عدم وجود فيزا لدينا لدخول الدنمارك في الطريق إلى القاهرة، وخسرنا ثمن الرحلة".

وأضافت، أنها حجزت مجددًا في نصف شهر نيسان ولكن التغت الرحلة بسبب عدم فتح مطار القاهرة.

وتابعت، "كان من الضروري العودة إلى غزة لأنني موظفة في مؤسسة نسوية، وأخذت إجازة سنوية لمدة 41 يومًا من الإجازات المتراكمة، ولكن أنا تجاوزت كل المدة، فأخذت إجازة بدون راتب لنهاية العام".

وأوضحت درويش، أنها تواصلت مع السفارة باستمرار لمعرفة إن كان هناك تنسيق للعودة إلى غزة بسبب استمرار وصول طائرات من القاهرة لإجلاء الرعايا المصريين وعودة البريطانيين من القاهرة، ولكن دون جدوى.

أرسلت السفارات الفلسطينية في بعض الحالات مساعدات مادية للعالقين لمرة واحدة

وأشارت إلى أن السفارة أرسلت لهم مساعدة مادية لمرة واحدة، ولكن ما يحتاجون إليه هو التنسيق للعودة إلى غزة.

وقالت درويش، إنها تواصلت مع وزارة الخارجية، وجاء الرد أنها تحاول التنسيق مع الأردنيين ومع المصريين ولكنهم يرفضون، "وفي حال وافقوا سيكون عليكم الحجر في الأردن أو مصر مدة 14 يومًا، إضافة لحجر آخر بعد الوصول لغزة مدة 21 يوم"، هذا بالرغم من أنهم محجورون منذ ثلاثة أشهر.

وتابعت، "رد وزارة الخارجية كان أننا دولة لا تملك السيادة ولا تستطيع الضغط على الأردنيين والمصريين، وتحاول وهي كلمة مطاطية لا تعرف متى تنتهي، وننتظر فتح المطار وهو ما أصبح هوسًا بالنسبة إلينا".

تخشى درويش الآن من أن يكون العالقون "رقمًا من أرقام الوفيات بفايروس كورونا، ويكون دور وزارة الخارجية فقط إعلان وفاتهم"، مضيفة، "لا نريد أن نموت خارج بيوتنا وبلادنا، وفقط نريد التنسيق لنا للعودة".

الظروف الصعبة التي تمر بها درويش، يمر بها الشاب محمد إبراهيم من جنين الموجود في دبي.

يقول ابراهيم لـ الترا فلسطين، إنه سافر للعمل في دبي ولكن خسر عمله بسبب ظروف كورونا، وهو عاطل عن العمل منذ ثلاثة أشهر، لذا يمر بظروف مادية صعبة للغاية، إذ لا يستطيع الاستمرار بدفع أجرة السكنات وتغطية المصاريف اليومية.

كثير من العالقين يواجهون مشاكل مادية حقيقية في الخارج ولذلك يطالبون بالتعديل بإعادتهم للبلاد

يؤكد إبراهيم، أن هناك الكثير من العالقين في الإمارات من طلبة ونساء ورجال ولا تتوفر معهم حتى تكاليف السفر.

وأضاف، أنهم تواصلوا مع السفارة فأبلغتهم أنها تضغط على السلطات الأردنية، والأخيرة ما زالت تعدهم حتى الآن، "ولكن تعبنا من كل هذه الوعود".

ويطالب إبراهيم بلجان تتولى مسؤوليتهم، ومنحهم تواريخ محددة للإجلاء، وخطة إجلاء واضحة، "فلا نريد وعود فضفاضة".

وبالأمس، نشرت الشقيقتان هيا وهنادي شاهين من دير البلح وتدرسان في أندونيسيا، مقطع فيديو ترويان فيه كيف تعرضت هنادي لمحاولة قتل، أدت لإصابتها بجروح وصدمة نفسية، وتم نقلها إلى المستشفى للعلاج.

واتهمت هيا، السفارة الفلسطينية، بالتقصير في متابعة هذا الملف بعد إبلاغها بما حدث، مؤكدة أنها وشقيقتها تريدان العودة إلى قطاع غزة "لأن الوضع هنا متعب جدا، ومش عارفين شو رح يصير فينا بكرا".



 

 

دلالات: