09-مايو-2021

المفكِّر العربي عزمي بشارة

الترا فلسطين | فريق التحرير

وصف المفكِّر العربي عزمي بشارة، اليوم الأحد، ما يحدث في القدس بأنه مشروع استيطاني من أجل تحويلها إلى حيٍّ عربيٍّ في مدينة يهودية، وتحويل الفلسطينيين إلى أقليّة معزولة من خلال الاستيلاء على أكبر عدد من البيوت العربية وإحلال المستوطنين مكان الفلسطينيين، واصفًا ذلك بأنه مسعى منهجي ومنظم.

 بشارة: تسعى "إسرائيل"  لتحويل القدس من مدينة تصلح لتكون عاصمة لفلسطين، إلى حيٍّ عربي داخل مدينة إسرائيلية 

وأشار بشارة إلى المساعي الاستيطانية لتحويل القدس من مدينة تصلح لتكون عاصمة لفلسطين، إلى حيٍّ عربي داخل مدينة إسرائيلية، معتبرًا أن الدور الذي يقوم به المحتجون في القدس يعري التواطؤ الإقليمي الذي تقوده بعض الدول العربية. ووضح المدير العام للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات أن خروج الفلسطينيين إلى الشوارع يستجلب تعاطف الشارع العربي، ويحاصر مشروع التطبيع مع "إسرائيل"، بالنظر إلى القيمة الرمزية للقدس، وللقضية الفلسطينية كآخر قضية استعمارية مفتوحة.

وأشار بشارة إلى أهمية استمرار النضال ضد المساعي الاستيطانية، مع التأكيد على عدم التعويل على المحاكم الإسرائيلية، لأن القانون الإسرائيلي صمم من الأساس لمصادرة الأرض العربية.

وعدّ بشارة، في مقابلة مع "تلفزيون سوريا"، أن مشكلة "إسرائيل" لم تعد الأنظمة، ولكن الرأي العام العربي الذي لن يطبِّع، ولن يعترف بشرعيتها لكونها مشروعًا استعماريًا استيطانيًا، خاصة وأنها لم تقم بما يسمح بشرعنتها أمام الرأي العام، ولم تقبل حتى بأي شكل من أشكال العدالة النسبية.

وأشار المفكر العربي إلى أن الشعوب العربية لديها أولويات أخرى مختلفة عن الأنظمة، ولا تسعى لإرضاء الإدارة الأمريكية، وبالتالي فإن الرأي العام العربي متضامن مع فلسطين، مشيرًا إلى أن الناس لا تتضامن مع الضحايا فقط، ولكن مع ضحية فاعلة تقاوم وتدافع عن حقوقها.

 بشارة: الناس لا تتضامن مع الضحايا فقط، ولكن مع ضحية فاعلة تقاوم وتدافع عن حقوقها 

وعقّب بشارة على الإشاعات التي دأبت بعض الأنظمة العربية على نشرها من أجل تبرير تطبيع علاقاتها مع "إسرائيل"، مشيرًا إلى أنها ادّعاءات معيبة لا تستحق الرد، وتسعى إلى لوم الضحية من أجل تبرير التقارب مع "إسرائيل".

كما أكد أن الشعب الفلسطيني بقي متمسِّكًا بأرضه، ولم يخرج من أرضه إلا بمجازر بشعة. وقاوم وثار لسنوات، مشيرًا إلى تاريخ الكفاح المسلح واستمرار المقاومة في القدس ومناطق أخرى.

وتابع بشارة قائلًا إنه ينظر بأمل كبير لهذا الشباب المقدسي الذي وقف ضد سلب البيوت من أهلها، فما يجري في الشيخ جراح وسلوان هو تصوير رمزي للنكبة. مشيرًا إلى أن أغلب هؤلاء الشباب ولدوا بعد توقيع اتفاقية أوسلو بكثير، ويمثلون جيلًا فلسطينيًا، أكثر تمسُّكًا بالقضية الفلسطينية وبالدفاع عن الأرض.

    ما يجري في الشيخ جراح وسلوان هو تصوير رمزي للنكبة   

واعتبر بشارة أن الفلسطينيين في الضفة الغربية جاهزون للانتفاض، لكن هناك سؤال المواجهة مع السلطة، التي تسيطر من الناحية الشرطية على المناطق الفلسطينية. واعتبر أن المسألة تتعلّق أساسًا باستنتاجات السلطة حول نفسها، حيث تمر في حالة صعبة، وهو ما تبين خلال ما سمي بـ "صفقة القرن". حيث أبقت على التنسيق الأمني رغم تخلي "إسرائيل" عن كافة التزاماتها.

وأشار إلى أنه بعد الانتفاضة الثانية أصبح هناك عقيدة أمنية جديدة داخل السلطة الفلسطينية، واستنتاجات جديدة، حيث يرون أن الانتفاضة الثانية كانت خطأ، كما أنه ليس لديهم نزعة صدامية مع "إسرائيل"، مستدركًا أنه إذا أرادوا أن يحترموا أنفسهم كقيادة، وأرادوا بعث القضية الفلسطينية من جديد كقضية تحرر وطني، فيجب أن يشعلوا أكثر من ضوء أحمر ضد "إسرائيل".

 يرى بشارة أن من يؤمن أن أوسلو فشل فإنه ليس لديه بديل سوى النضال المستمر، وهو ما فهمه الشباب في القدس 

واختتم المفكِّر العربي حديثه بالقول إنه يجب أن يكون هناك خطة طويلة المدى من أجل الوقوف ضد المشروع الاستيطاني في القدس، وعدم الارتكان إلى الحاكم الإسرئيلي، مؤكدًا أن النضال يأتي بالتأكيد بنتائجه، وقد أوقف بالفعل الاستيطان طوال الانتفاضة الثانية، وأزال البوابات الحديدية في القدس، ولكنّه يحتاج إلى نفس طويل، ومؤسسات تترجمه لإنجازات سياسية، معتبرًا أنه حين تتحرك الشعوب فإن الأمور تتغيّر.


اقرأ/ي أيضًا:

القدس كما تبدو من بيروت

القدس من خلال 6 روايات

تصعيد في العدوان الإسرائيلي على القدس والاحتجاجات مستمرة