19-أغسطس-2021

عقد الشابان عمران الشوبكي ورغد شطاوي من نابلس، قرانهما على قمة جبل صبيح (تصوير: منتصر حمايل)

عقد الشابان عمران الشوبكي ورغد شطاوي من نابلس، قرانهما على قمة جبل صبيح في بيتا جنوب نابلس، والذي يشهد منذ أكثر من 108 أيام مقاومة شعبية رفضًا لإقامة بؤرة استيطانية.

 بينما كان العريسان يعقدان قرانهما، كانت قنابل الغاز التي يطلقها جنود الاحتلال تنهمر قرب المكان 

وبدلًا من الغناء والأهازيج والورود، كانت رائحة الغاز المسيل للدموع وأصوات جرافات الاحتلال وهي تقوم بأعمال تجريف على تلة كرم النمر المقابلة لجبل صبيح.

يقول الشاب منتصر حمايل من بلدة بيتا إن جيش الاحتلال كان متواجدًا لحظة عقد القران، وواصلت جرافاته حفر طرق وإغلاق أخرى، لجعل وصول الناس إلى الجبل أمرًا شاقًا.

ويضيف أنه ورغم ذلك أصر عمران (من مخيم عسكر) ورغد (من مخيم عين بيت الماء) على إقامة عقد قرانهما على الجبل. وأشار إلى أنّ والد الشهيد محمد سعيد حمايل رحّب بهما حين استأذنوه، قائلًا لهم: "نحن نخرّج من هنا شهداء، وأنا فرحت بشهادة ابني، وأنتم كذلك لكم الحق بأن تفرحوا بالعريس، نزفّ شهداء من الجبل، ونزفّ العرسان أيضًا".

أجواء الفرح كانت ممزوجة برائحة الإطارات المحترقة، وأصوات جرافات الاحتلال، كما يبيّن حمايل الذي أشار إلى أنّ الطاولة التي كتب عليها المأذون الشرعيّ عقد القران، كانت عبارةً عن لوح خشبيّ أُسند على إطارات كوشوك، أما خواتم الخطوبة فوضعت فوق قنابل الغاز المسيل للدموع التي كان يُطلقها جنود الاحتلال على الشبان، كما لم ينس "حُرّاس الجبل" تقديم درع تذكاريّ للعرسان. 

تصوير منتصر حمايل

يقول محمد الشوبكي شقيق العريس عمران الذي كان مشغولًا مع عروسه، إن فكرة إتمام عقد القران على جبل صبيح جاءت بمباركة الأهل جميعًا، لتعزيز صمود أهل بيتا، ولإيصال رسالة للعالم بأن هذا المكان الذي ينطلق منه الجرحى والشهداء، هو أيضًا مكان للفرح، مضيفًا أنّ الأجواء كانت وطنية بحتة، وبمشاركة حرّاس الجبل ورئيس البلدية، "ومثلما تُجرى عقود القران في المسجد الأقصى بالقدس، نفعل ذلك أيضًا قرب قمة الجبل المهدد بالاستيطان، فكل الأرض الفلسطينية مقدّسة بالنسبة لنا".

تصوير منتصر حمايل

اقرأ/ي أيضًا:

مزادات الفرح في فلسطين

البلصة من أركان الزواج الفلسطيني.. ماذا تعرفون عنها؟

فرح نابلسي بين "الهدية" و"الحاضر".. حكاية الفلسطيني المتعب