11-أغسطس-2020

منذ تفشي جائحة كورونا واتخاذ السلطة الفلسطينية من جهة وسلطات الاحتلال من جهة أخرى إجراءات تهدف للحد من انتشار الفايروس، من بينها الإغلاق المتقطع للحواجز الفاصلة بين الضفة والخط الأخضر، عكف العمال الفلسطينيون على إحداث فتحات في السياج العازل للوصول إلى مناطق عملهم داخل الخط الأخضر، وسط تجاهل من قبل الاحتلال.

تطور الأمر لتستثمر شركات سياحة وسفر رسمية هذه الفتحات في رحلات مدفوعة الأجر دون الحاجة لتصاريح عبور

تطور الأمر وزاد عدد الفتحات وبشكل خاص شمال الضفة الغربية، ومع حلول عيد الأضحى صارت هذه الفتحات ملاذًا لعشرات آلاف الفلسطينيين في العبور إلى الساحل الفلسطيني المحتل والتنزه هناك، وقد تطور الأمر لتستغل شركات سياحة وسفر رسمية هذه الفتحات في رحلات مدفوعة الأجر دون الحاجة لتصاريح عبور.

شاهد/ي أيضًا: فلسطينيون يزورون فردوسهم المفقود

وأصبحت هذه الفتحات محل متابعة يومية لكثير من الفلسطينيين على مواقع التواصل، حيث يُشاركون منشورات يتم تحديثها باستمرار تشرح حالة هذه الفتحات إن كانت مفتوحة أو مغلقة.

فخر الرنتيسي، شاب يدون عبر حسابه في "فيسبوك" أحوال الفتحات ونشاطها، يقول إن عدد الفتحات الآن كبير، بالرغم من إغلاق الاحتلال، الثلاثاء، لفتحتين في شويكة وفرعون. ففي منطقة طولكرم لوحدها توجد فتحتان في دير الغصون وفتحتان في فرعون، وفتحة في شويكة.

عدد الفتحات الآن كبير، وهي موزعة في طولكرم وقلقيلية وسلفيت وغرب رام الله والظاهرية

ويُبين الرنتيسي لـ الترا فلسطين، أن هناك فتحات أخرى في حبلة وعزون بمحافظة قلقيلية، وفتحتين في دير بلوط والزاوية بمحافظة سلفيت، وثلاث فتحات غرب محافظة رام الله والبيرة تتوزع على رنتيس والمدية وبيت لقيا، عدا عن وجود فتحات جنوب الضفة الغربية في الظاهرية.

اقرأ/ي أيضًا: في حب حيفا التي تجتاح القلب

لكن فتحة فرعون، وفق الرنتيسي، هي الأنشط وأخذت الشهرة الأعلى لعدة أسباب، أولها، سهولة الطريق الواصل إلى الحافلات في الداخل بعد المرور من الفتحة وقطع مسافة حوالي 300 متر فقط، وثانيها، وجود المواصلات على مدار الوقت وحتى ساعة متأخرة من الفتحة ولمدن الداخل وبالعكس.

كما أن فتحة فرعون تأخذ موقعًا متوسطًا قريبًا من مدينة يافا من ناحية، ومنطقة المثلث والجليل وحيفا وعكا من ناحية ثانية.

الفتحة الثانية الشهيرة هي المدية غرب رام الله، وهي آمنة ولا وجود هناك لجنود الاحتلال، لكن العبور منها فيه تعب ومشقة، حيث تمر مشيًا بعد الفتحة من منطقة جبلة وحرجية، وتمشي لمدة 20 دقيقة في شارع فرعي داخل هذه المحمية، حتى تصل لمنطقة الحافلات على الشارع قرب مستوطنة مودعين، وفق ما أفادنا به الرنتيسي.

فتحة بيت لقيا آمنة هي الأخرى، ولكنها غير نشطة لأنها أقرب تجاه الجنوب ولا توجد عليها مواصلاتٌ دائمة، أما فتحة دير بلوط فهي نشطة فقط للعمال، بسبب التواجد الدائم لشرطة الاحتلال هناك، لأنها تصل مباشرة داخل عمارات إحدى المستوطنات.

هنا يؤكد الرنتيسي، أن الاحتلال يغض الطرف عن الفتحات ولكنه يهدف أن تكون بعيدة عن المستوطنات في الداخل، لذلك عدد الفتحات شمال الضفة أكثر بسبب قربها من الشارع الرئيسي في الداخل، وأيضًا لأنها بعيدة عن المستوطنات، فمثلاً فتحة فرعون تدخلك مباشرة إلى مدينة الطبية التي تصنف بأنها "منطقة عربية" لا يسكنها إسرائيليون.

الاحتلال يغض الطرف عن الفتحات ولكنه يهدف أن تكون بعيدة عن المستوطنات في الداخل

وحول آخر أخبار الفتحات، فإنها جميعًا مازالت على حالها مفتوحة باستثناء إغلاق الاحتلال لفتحة فرعون وهي الأشهر من بينها، لما شهدته من "فوضى" بين عدد من المواطنين وإشعال للحرائق أثار انتباه جنود الاحتلال.

وأوضح الرنتيسي، أن ما جرى في فرعون هو أن أشخاصًا أحدثوا فتحة جديدة قرب حاجز عسكري (يفصل بين الضفة والخط الأخضر) في المنطقة تقود مباشرة إلى الحاجز، ما أثار استنفار الجيش الذي يرغب بمرور المواطنين دون الوصول للحاجز، وكأن الاحتلال يقول لك "امرق بدون ما أشوفك".

كما وقعت خلافات عند فتحة فرعون بين السائقين (في الداخل) على ترتيب العمل بينهم، وبسبب خلافات أخرى بين المواطنين في الضفة حول إنشاء موقف للسيارات وجمع أجرة. لكن الرنتيسي أشار إلى أن هذا الإغلاق يبدو مؤقتًا في ظل تجاهل الاحتلال لما يجري على الفتحات الأخرى وعدم إغلاقها.


اقرأ/ي أيضًا: 

موعد أول مع حيفا

صور | "أيام البلاد".. خير الزاد لعام وأكثر

دلالات: