07-نوفمبر-2019

الترا فلسطين | فريق التحرير

في عام 1996، بلغ معدل الإنجاب لدى المرأة الفلسطينية في النقب أكثر من 10 أطفال، وكانت بذلك صاحبة الرقم الأكبر في الإنجاب داخل الخط الأخضر. ولكن خلال العشرين عامًا التالية وحتى عام 2015، انخفضت نسبة الإنجاب إلى 5.5 أطفال لكل أم، وفق معطيات معهد "مايرس بروكديل"، فيما بلغ معدل الإنجاب لدى اليهوديات المتشددات دينيًا "الحريدية" سبعة أطفال، وهي نسبةٌ مستقرةٌ منذ عقد الثمانينات من القرن الماضي.

انخفاض معدل المواليد بين الفلسطينيين في النقب، لكن "إسرائيل" مازالت تخاف هذا النمو السكاني

ومازالت "إسرائيل" ترى حتى الآن أن نسبة النمو السكاني في أوساط الفلسطينيين البدو في النقب مرتفةٌ لدرجةٍ تؤهلهم لمضاعفة عدد أفرادهم كل 14 سنة، ما يعني أن 250 ألف فلسطيني يعيشون حاليًا في النقب سيكون عددهم بعد عقدين نصف مليون شخص. بذلك سيُشكل البدو نصف سكان النقب، وفقًا لتقديرات نشرتها صحيفة "ذا ماكر" الاقتصادية العبرية.

اقرأ/ي أيضًا: الشاباك قلق من فلسطنة بدو النقب

وكان التلفزيون الإسرائيلي الرسمي كشف منتصف عام 2017 عن نقاشٍ مغلقٍ أداره رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو حول معدل الولادة لدى بدو النقب، مبينًا أن المعطيات أصابت نتنياهو بحالة من الذهول، فعلّق قائلاً: "هذا تهديدٌ وجودي يفرض بلورة خطة قومية". في تلك الجلسة طُرِحَت معلومةٌ تفيد أن نسبة النمو السكاني لفلسطينيي النقب وصلت إلى 5% سنويًا، وهي أعلى بكثير من الفئات الأخرى داخل إسرائيل، باستثناء "الحريديم".

ولا يقتصر تشخيص "إسرائيل" للفلسطينيين في النقب "كتهديد وجودي" لها على نموهم السكاني، بل بلغ الأمر حد اعتبارهم تهديدًا أمنيًا. الصحافية الاقتصادية ميراف أروزلوف كتبت عن ذلك: "متأخرًا استيقظت دولة إسرائيل لتشخيص المشكلة في النقب. والذي لفت انتباهها هو التحول الجذري في علاقة المجتمع البدوي بجنسيتهم الإسرائيلية، لقد كانوا أقلية تمتثل للقانون، والآن تحولوا إلى فئة سكانية معادية أكثر".

وأضافت، "لوصف التحول في وعي المجتمع البدوي في النقب، استخدم مسؤولون في الدولة الإسرائيلية وصف التحول من غولاني إلى داعش".

"إسرائيل" صارت ترى في فلسطينيي النقب "تهديدًا أمنيًا" أيضًا والشاباك حذر المستوى السياسي

وتحت عنوان "التواصل مع المجتمع الفلسطيني"، كتبت صحيفة "ذا ماركر" أن "التحول في المجتمع البدوي بدأ في عام 1967  بسبب القرب من جنوب جبل الخليل، حيث بدأ الرجال البدو بالتزوج من نساءٍ من الخليل، والشبان البدو بدأوا بالدارسة في جامعات فلسطينية".

إثر ذلك، لجأ قادة اليمين مثل وزير جلب المهاجرين يؤاف غالانت وجمعية "رغفيم" المتطرفة إلى إقامة سلسلة مستوطنات يهودية جديدة أغلبيتها على أنقاض تجمعاتٍ بدويةٍ تم إخلاؤها عنوة، وكل ذلك أجل عزل البدو وقطع صلتهم بالخليل، بحجة "خضوعهم لتأثير غريب" على حد تعبير الصحيفة.

ويتعلق "الخطر" البدوي الذي يراه الإسرائيليون ليس بالناحية الأمنية وحسب، بل"بمستقبل إسرائيل" أيضًا، وفق اعتقاد رئيس بلدية الاحتلال في بئر السبع روبيك دنيلوفيتش. فهذا يرى أن خطة تطوير بئر السبع لمدينة كبرى من ناحية عدد السكان وتحويلها لعاصمة السايبر في "إسرائيل" لم تحقق نجاحًا طالما يعيش نصف سكانها في منازل الصفيح بدون كهرباء أو مياه متدفقة عبر الأنابيب، وبنسبة وفاة في صفوف الأطفال تصل إلى 11 رضيعًا من كل ألف، مقابل نسبة 2.7 لدى اليهود.

وكانت صحيفة "هآرتس" العبرية نشرت في شهر تموز/يوليو الماضي معطياتٍ أفصحت عنها الأجهزة الأمنية والاستخبارية الإسرائيلية، جاء فيها أن تزايدًا يحدث في عدد أبناء النقب الفلسطينيين الذين يُعتقلون بسبب "أنشطة معادية لإسرائيل".

وعلق جهاز المخابرات الإسرائيلية "الشاباك" على هذه المعطيات بالقول إنه يتابع "مخاطر" ضلوع شبان من النقب في "أنشطة إرهابية"، مدعيًا أن ذلك يحدث استجابة لنداءاتٍ قادمةٍ من شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الفلسطينية.

وزعم "الشاباك"، أن هناك توجهات تتعزز تدريجيًا منذ عدة سنواتٍ في صفوف الشبان في النقب، وهي "الضلوع في النشاط الإرهابي على خلفية قومية". وأبلغ "الشاباك"، المستوى السياسي الإسرائيلي، أن انخراط الشبان البدو في هذه الأنشطة "ليس أمرًا استثنائيًا"، بل في ارتفاعٍ مستمرٍ يستوجب "علاجًا فعالاً وخاصًا"، محذرًا من أنه في حال لم يتم ذلك، فإن الخطر سيتعاظم.


اقرأ/ي أيضًا: 

العراقيب نموذج في رفض المشروع الصهيوني

امرأة من النقب: عن سلوى التي احترق عالمها

خواطر فلسطينية صبيحة ذكرى المحرقة