11-أكتوبر-2017

انطلق فلسطينيون من القدس، وأراضي 48، في حملة دعائية لصالح الاحتلال الإسرائيلي، ضد نشطاء حركة مقاطعة إسرائيل (BDS)، في خطوة اهتمّت بها صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، ولقيت هجومًا شديد اللهجة من قبل نشطاء وصحافيين فلسطينيين اعتبروا ما حدث خيانة وطنية تجاوزت حدود التطبيع.

ووصفت "يديعوت" الفريق بأنه "منتخب الأحلام الإسرائيلي"، وقالت إنه سيواجه نشطاء المقاطعة باللغتين العربية والإنجليزية، "من أجل إثبات تكافؤ الفرص للأقليات في إسرائيل"، مضيفة، "هؤلاء الشبان وصلوا من أماكن مختلفة في البلاد، لكن العامل المشترك لديهم هو: الولاء والمحبة لدولة اسرائيل والاستعداد لتمثيلها في العالم" على حد تعبيرها.

إسرائيل جنّدت فلسطينيين من القدس وأراضي 48، للتحرك دوليًا ضد حركة (BDS)، والترويج لكذبة حصول الأقليات فيها على حقوقهم

وأعضاء الفريق، وفق "يديعوت" هم، الشابة ديما تايه (25 عامًا)، وهي من قرية قلنسوة في المثلث، وتعيش اليوم في كفر مندا، وكاظم خلايلة (24 عامًا) من قرية إكسال، وباسم عيد (59 عامًا) من بيت حنينا في القدس، وجوناثان خوري (25 عامًا)، وهو يعيش في حيفا، وابن ضابط سابق في جيش لبنان الجنوبي.

اقرأ/ي أيضًا: إسرائيل نعمة: هكذا يراها الطغاة

ومن المقرر أن يغادر الوفد يوم السبت المقبل 14 تشرين الأول/أكتوبر، في رحلة إعلامية سينضم لهم خلالها رام أسعد (25 عامًا)، وهو من عسفيا، ومحمد كعبية. وسيقضي الوفد 14 يومًا في الولايات المتحدة، سيلتقي خلالها بالطلبة في 12 جامعة، وفي لقاءين مفتوحين، وسيحل ضيفًا على الطلاب الجامعيين المؤيدين لإسرائيل.

وتحدث خلايلة عن تعرضه لانتقادات من قبل أقاربه بسبب مواقفه المؤيدة للاحتلال الإسرائيلي، إذ قال للصحيفة إن هناك مقاطعة من قبل أفراد عائلته له، شملت طرده من بيت ابن عمه، وإقصائه من المجموعة الخاصة بالعائلة على تطبيق "واتساب"، إضافة لامتناع أحد أعمامه عن دعوته إلى عرس ابنه، غير أن ذلك لم يكن إلا جزءًا من هجوم آخذ في التوسع يشنه نشطاء الآن على الفريق، يتخلله دعوات إلى نشر صورهم وفضحهم على أوسع نطاق.

المحامي جهاد أبو ريا من حيفا، أشار إلى جملة من انتهاكات الاحتلال بحق الفلسطينيين في أراضي 48، قال إن الفريق المذكور لن يتحدث عنها، ومنها منع ما تسميها إسرائيل "الأقلية العربية" من الإقامة في 70% من البلدات المحتلة، إضافة إلى هدم أكثر من ألف مسجد وكنيسة ومقام، ومصادرة أملاك الأوقاف الإسلامية، هذا عدا عن المذابح وجرائم التطهير العرقي المرتكبة في القرى الفلسطينية تحضيرًا لإقامة "دولة إسرائيل".

أما الناشط أحمد عبد الحليم من كفر مندا، حيث تسكن ديما تايه، فقال: "صدقوني، عندما تعترف إسرائيل بنكبتنا وبالغبن التاريخي الذي حل بالشعب الفلسطيني في أعقاب احتلالها الغاشم، عندها فقط يمكننا أن لا نتقيأ إذا ما سمعنا خبرا كهذا يلمع وجه إسرائيل البشع. لا بارك الله بجهودكم".

وتبذل إسرائيل جهودًا منظمة ومدعومة من مستويات عليا فيها، من أجل التصدي لنشاطات حركة المقاطعة "BDS" على المستوى الدولي، وتحديدًا الدول الأوروبية، بعد أن أدت نشاطاتها لإفشال مشاركة وفود إسرائيلية في فعاليات دولية، وتسببت بإلغاء زيارات فنانين إلى الأراضي المحتلة، بينما كان الخطر الأكبر في إلغاء صفقات موقعة بين شركات إسرائيلية وأخرى أوروبية، وانسحاب شركات أجنبية من المستوطنات المقامة في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وكانت صحيفة "هآرتس" كشفت أواخر شهر أيلول/سبتمبر الماضي؛ عن إبلاغ شركات أجنبية عاملة في المستوطنات، الأمم المتحدة، بأنها تنوي عدم تجديد عقودها مع الشركات الإسرائيلية، داخل المستوطنات وخارجها، خوفًا من إدراجها على القائمة السوداء التي تعدها الأمم المتحدة للشركات العاملة في المستوطنات، خلافًا لقوانينها.


اقرأ/ي أيضًا: 

القائمة السوداء تهدد إسرائيل بمقاطعة كبرى

رفضًا لرعاية السفارة الإسرائيليّة.. انسحابات فنيّة من "بوب كولتور"

لاعب أمريكي يرفض زيارة إسرائيل