07-يوليو-2020

موسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسي لحركة حماس

الترا فلسطين | فريق التحرير

بعد أقلّ من أسبوع على "مؤتمر المصالحة" المشترك بين قياديين كبيرين في حركتي حماس وفتح،  تحدّث رئيس مكتب العلاقات الدولية في حركة حماس موسى أبو مرزوق في مقابلة تلفزيونية عن آفاق هذه المصالحة والسيناريوهات التي رافقت الحوارات، وعن تداعيات خطّة الضم الإسرائيلية في الضفة الغربية.

      تحدّث عضو المكتب السياسي لحركة حماس عن آفاق المصالحة والسيناريوهات التي رافقت الحوارات، وعن تداعيات خطّة الضم الإسرائيلية     

وقال أبو مرزوق، عن المؤتمر الأخير الذي جمع عضو اللجنة المركزية في حركة فتح جبريل الرجوب مع نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري، إنّه جاء نتيجة حوارات مستمرة بين الرجوب وقيادات في حماس، وجرى رفع مجرياتها للجنة التنفيذية، وبناءً عليه حدد الرئيس محمود عباس ثلاثة مسارات للمضي في هذه الحوارات.

اقرأ/ي أيضًا: يديعوت: الرجوب يُخاطر بامتطاء النمر

وبيّن أبو مرزوق أثناء مقابلة مع برنامج "وماذا بعد" على قناة "الفلوجة" أن المسار الأول جاء في سياق أمني، والمسؤول عنه ماجد فرج مدير جهاز المخابرات العامة، ولم يتم التوافق معه في أي من النقاط التي عرضها للعمل في الضفة، باعتبار أنه لا يريد مقاومة ولا مشاركة سياسية. 

أمّا المسار الثاني، وفقًا للقيادي في حماس، فيعنى بالمصالحة والمسؤول عنه القيادي في فتح عزام الأحمد، وفي هذا الشأن لم يحدث أي لقاءات ولم يتم التحرّك على أي صعيد. 

وفيما يخص المسار الثالث والمسؤول عنه اللواء جبريل الرجوب، قال أبو مرزوق إنه مخصص لمقاومة خطة الضم الإسرائيلية في الضفة الغربية، حيث تواصل معنا الرجوب وقال "نريد العمل معًا"، وبالفعل تقدمنا خطوات وتم عقد مؤتمرين؛ الأول في غزة، والثاني في رام الله والذي كان حديثًا أمام التلفزة، واقتصر على فعاليّات مشتركة لمجابهة الضمّ.  

        أبو مرزوق: التجارب السابقة في ملف المصالحة تعني أنّ هناك صعوبة وهناك رفض وعدم قدرة، وأنّ السلطة وفتح تريد مصالحة تفكك حماس من وراءها برامجها وأدواتها      

وأشار إلى أنّ الاتّفاق على برنامج مقاومة شعبية مع فتح لا يعني التخلي عن المقاومة المسلحة التي وصفها بأنها منهج حركته وعمودها الفقري.

وأضاف، أنّ تجارب حركته السابقة في ملف المصالحة تعني أنّ هناك صعوبة وهناك رفض وعدم قدرة، وأنّ السلطة وفتح تريد مصالحة تفكك حماس من وراءها برامجها وأدواتها.

لماذا ظهر العاروري دون غيره في المؤتمر؟ وهل أرادت حماس أن توصل رسالة ما؟ أجاب أبو مرزوق على السؤال بالقول إن العاروري هو نائب رئيس المكتب السياسي في حماس، وهو المسؤول المباشر عن الضفة الغربية، لذلك ظهر في المؤتمر المشترك، ولا نتوقّف كثيرًا عند المواقف والتحليلات الإسرائيلية التي تحدثت عن رسائل من وراء هذا الظهور، وما قاله أو يقوله العاروري يعبّر عن موقف الحركة وبرنامجها. 

ماذا عن مشروع الضم؟

هذا ليس أمرًا جديدًا في عقلية مهندسي المشروع الصهيوني، قال أبو مرزوق، فالضم من طبيعتهم، وهم لن يكتفوا بضم 30% من مساحة الضفة وفق الخطة المطروحة حاليًا، وسيسعون لالتهام المزيد في ظل تفكك وتنازع عربي، وهرولة نحو التطبيع. 

ويرى عضو المكتب السياسي في حماس، أنّ التغيّر الأساسي عقب تنفيذ الضم لن يكون في التحكم الأمني بالدرجة الأولى، فالضم ينهي السلطة عمليًا، ويفكك مكونات الدولة المنتظرة، لتصبح إقامتها مستحيلة، وسينزع من السلطة سلطتها القانونية والأمنية، بالتالي ستصبح لا سلطة؛ بعد أن يقسموها وينزعوا منها السلطات التي تسمح لها بأن تكون كيان. فالأمن والاقتصاد والتنقل والسفر والانتزاع عن العمق العربي، سيجعل السلطة في بطن الحوت. 

        سيسعون لالتهام المزيد في ظل تفكك وتنازع عربي، وهرولة نحو التطبيع      

وأضاف، أن هناك تأثيرات أخرى تتعلق بالإدارة والملكية والبناء والتحرك، وتقطيع الأوصال بين المناطق، الأمر الذي ينهي الحل السياسي للسلطة الفلسطينية التي ستتواجد داخل 7 مناطق فلسطينية منعزلة عن بعضها. 

وتابع، "كما أنّ الضم يحرم الفلسطينيين من كل شيء، ابتداءً من الحركة والتنقل، ويقتل الاقتصاد والزراعة الفلسطينية، فـ80% من الأراضي الزراعية الفلسطينية في الأغوار (..) القانون الإسرائيلي سيطبّق على الفلسطينيين الواقعين في مناطق الضم؛ ولن يتم التعامل معهم كمواطن إسرائيلي، ولا مواطن فلسطيني تابع للسلطة الفلسطينية".

هل من فكاك؟

ويرى أبو مرزوق، أن هناك ارتباطًا شديدًا يصعب نزعه بين مسؤولين في السلطة وموظفيها مع الكيان الإسرائيلي، نجم عنه مصالح مشتركة واقتصاد متشابك، وهذا الوضع يجعل انفكاك السلطة عن الاحتلال الإسرائيلي أمرًا غاية في الصعوبة، وبالتالي استطاع الاحتلال تحويلها لسلطة وظيفية، وأحد مكونات إدارة الفلسطينيين في الضفة الغربية، هي السلطة الفلسطينية.

وأضاف، أن الاحتلال حريص على أن يوظّف السلطة في هذا الاتجاه، كما أن المسؤولين المستفيدين سيحرصون على بقاء هذا الوضع لأنه كل مصالحهم مرتبطة بهذا الكيان. 

وعقّب أبو مرزوق على تسريبات مفادها أنّ السلطة تعتزم تسليم سلاحها لجيش الاحتلال ليتحمّل مسؤوليته في الضفة الغربية، وأنّ على نتنياهو أن يجمع القمامة من الشوارع الفلسطينية، بالقول إن قيادات فتح ومنظمة التحرير لا يستطيعون فعليًا التحرّك إلّا بإذن الاحتلال، والحديث عن تسليم السلاح لا يعني إلا تمكين الاحتلال من فرض مزيد من سطوته علينا، والاحتلال سيوظف فلسطينيين لجمع القمامة، و"السلطات المدنية" الإسرائيلية عادت لتعمل في الضفة بكفاءة أضعاف ما كانت تعمل سابقًا، وهم بإمكانهم إدارة "الشؤون المدنية" بنفس موظفي السلطة الحاليين، كما فعلت السلطة حين تسلمت مسؤولياتها من الاحتلال بعد اتفاق أوسلو. 

ماذا بعد؟

قال أبو مرزوق، إنه لا بدّ من إعادة الاعتبار لبرنامج المقاومة، وتحقيق وحدة وطنية حقيقية، تضمن مشاركة الكل في القرار السياسي، وصولًا إلى خطة وطنية جامعة لمواجهة الاحتلال. 

     أي حديث عن العودة للمفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي في هذه الظروف، يعني تحويل الفلسطيني إلى خادم في مزرعة الإسرائيلي     

وأضاف أن أي حديث عن العودة للمفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي في هذه الظروف، يعني تحويل الفلسطيني إلى خادم في مزرعة الإسرائيلي، ومن الخطورة الحديث عن العودة للتفاوض في ظل عدم امتلاك أي أوراق قوة، وهذا لا يكون سلامًا بل استسلامًا،  ولا بد من امتلاك أوراق ضغط ونديّة في التفاوض لانتزاع الحقّ. 

هل تحرجكم العلاقة مع إيران؟

سألت مقدّمة البرنامج آلاء هاشم، القيادي في حركة حماس عن ماهيّة الدعم الذي تقدمه إيران لحماس، وعمّا إذا ما كان هذا الدعم يسبب حرجًا شعبيًا للحركة؟ فردّ بالقول إن القضية الفلسطينية قضية جامعة، "وننتظر من الجميع أن يقف معنا ويساعدنا، والإيرانيون يقدمون المساعدة للمقاومة".

وأضاف، "صحيح أن الأوضاع الداخلية عربيًا تضعنا في موقف فيه حرج بسبب علاقاتنا، لكن نحن لا نريد أن ننصرف عن قضيّتنا، ولا نستغني عن أي مساعدة مقدّمة، فمن يريد أن يقدم شيئًا لا نستطيع الاشتراط عليه، وأن نطبّق عليه قوانينا، وليس هناك أي نظام آخر يكسر الإرادة الدولية في دعم المقاومة، سوى إيران".


اقرأ/ي أيضًا: 

تقدير موقف | التطبيع العربي مع إسرائيل: مظاهره، ودوافعه