16-نوفمبر-2019

لم تستطع الطفلة نور (13 عامًا) أن تحبس دموعها عندما شرعت بإلقاء كلمةٍ تضامنيةٍ مع أسرى سابقين مقطوعةٌ رواتبهم من قبل السلطة الفلسطينية منذ عام 2007.

نور، ابنة الأسير السابق وأحد المقطوعة رواتبهم بلال البرغوثي، تخوض إضرابًا مفتوحًا عن الطعام منذ يومين إلى جانب تسعة أسرى آخرين.

9 أسرى يخوضون إضرابًا مفتوحًا عن الطعام بسبب قطع السلطة رواتبهم منذ 12 سنة

وكانت مسيرةٌ قد انطلقت اليوم من خيمة الاعتصام في ميدان ياسر عرفات وجابت شوارع مدينة رام الله، احتجاجًا على استمرار السلطة الفلسطينية بقطع رواتب نحو 30 أسيرًا من المحسوبين على حركة حماس منذ العام 2007.


.

يقول الأسير السابق سفيان جمجوم، إن المسيرة خرجت بمساندة العديد من الجهات "لإيصال رسالة إلى القيادة الفلسطينية، أن هناك أسرى يضربون عن الطعام منذ سبعة أيام، ويعتصون وسط رام الله منذ نحو شهر".

عقب المسيرة، تدهور الوضع الصحي لعدد من المضربين، ما استوجب تدخلاً طبيًا عاجلاً، لكنهم أصرّوا على مواصلة الإضراب حتى تحقيق مطالبهم.

ظهر الإعياء الشديد على الأسير السابق محمد الجعبري من الخليل، نتيجة إضرابه المتواصل عن الطعام منذ خمسة أيام. وهو يعاني الآن من خلل في الضغط ونقص في السكر وآلام في المفاصل، لكنه يتعهد بالاستمرار "حتى نيل حقوقه كاملة، ثم العودة لبيته" وفق قوله لنا.

يُعلق الأسير السابق عمر البرغوثي "أبو عاصف" قائلاً: "أستغرب أنه وسط رام الله، لم يأت سوى أشخاصٌ معدودين للتضامن مع الأسرى المقطوعة رواتبهم".

الأسرى المقطوعة رواتبهم يتعهدون بمواصلة الإضراب والاعتصام إلى حين حل قضيتهم

يقول جمجوم، إن الأسرى المضربين وصلوا لمرحلة صحية "صعبة جدًا، لأن الإضراب في الأجواء المفتوحة أصعب من أجواء الإضراب داخل السجون"، مؤكدًا أن الوضع النفسي سيءٌ بسبب إهمال الجهات الحكومية.

وأكد جمجوم أن الرسالة التي يحملها من في خيمة الاعتصام أنهم على عزيمة وإصرار بعدم ترك هذا المكان إلا بعد حل قضيتهم.

ويبلغ عدد الأسرى السابقين المقطوعة رواتبهم26 شخصًا، إضافة إلى أربعة أسرى داخل السجون، فيما يخوض الإضراب عن الطعام 9 أسرى سابقين.

وأضاف جمجوم، أن قطع الرواتب بدأ منذ عام 2007 بادعاء "مخالفة الأسرى للشرعية"، لكنه يرى أن هذا المصطلح "فضفاضٌ وسيفٌ مسلطٌ على رقابهم"، لأن الحقيقة أن السبب سياسيٌ للي ذراع حركة حماس، مؤكدًا أن هؤلاء الأسرى لا علاقة لهم لا بالقوة التنفيذية التي أنشأتها حماس في غزة، ولا بأية إجراءاتٍ عمليةٍ على الأرض خلال الانقسام.

وبيّن أنه أمضى في السجون 20 سنة، "ولو كنتُ من فصيل آخر لكنت أحمل رتبة عسكرية وراتبًا مرتفعًا وذلك وفق القانون، ولكن بما أني من فصيل معين اختاروا لنا خانة البطالة الدائمة، التي تعطي للأسير بضعة آلاف من الشواقل، ومع ذلك هذا الراتب القليل حرمنا منه" كما قال.

الهيئة المستقلة: قطع رواتب الأسرى السابقين إجراءٌ غير قانوني وتم دون وجه حق

وأشار إلى أن الأسير الذي أمضى عمره في السجون وفقد حقه في التعليم ولا يملك مشاريع اقتصادية، مضطرٌ الآن للعمل في الأعمال العادية، لأنه ممنوعٌ من العمل داخل الخط الأخضر، وممنوعٌ من العمل في الحكومة الفلسطينية، ولا يُسمح له بفتح مشاريع خاصة لأن هذا يحتاج لمسح أمني.

وإثر زيارته لخيمة الاعتصام، قال مدير الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان عمار دويك، إن قطع رواتب الأسرى السابقين إجراءٌ غير قانوني وتمَّ دون أي وجه حق، ما وضع المتضررين وعائلاتهم في ظروف اقتصادية غاية في السوء.

وأكد أن مطلبهم واضح وبسيط وهو إعادة مستحقاتهم وفق ما نص عليه القانون الفلسطيني.

وأضاف أن القيادة الفلسطينية "التي تقف موقفًا تاريخيًا ومشرفًا برفضها الضغوط الأمريكية لقطع مخصصات الأسرى وعائلات الشهداء، مطالَبةٌ بإنصاف هؤلاء الأسرى المحررين أسوة بزملائهم" وفق قوله.

يُذكر أن الأسرى بدأوا اعتصامهم وسط رام الله قبل قرابة الشهر، وقد منعتهم الأجهزة الأمنية -وفق قولهم- من إنشاء خيمة اعتصام والمبيت خلال الليل في موقع الاعتصام لأسابيع.