يُحضر أطفال مخيّم الشاطئ بغزة، خبزًا قديمًا للمُسنّة خديجة، تُعلّقه لتجفيفه، وتبيعه لأصحاب مزارع المواشي، لتوفّر بذلك مصاريف منزلها الذي تعيش فيه لوحدها منذ 20 عامًا.

تجمع "أم بشرى حجو" الخبز العتيق الذي يتخلّص منه سكان المخيّم في أكياس كبيرة، وتعلّقه على حبال في غرفتها لتجفيفه، ثم تكسّر إلى قطع صغيرة، وتقوم بتعبئته في أكياس لبيعه لرعاة الأغنام أو الأبقار أو أصحاب المزارع الكبيرة، وتأخذ في المقابل عائدًا ماليًا يعود بمصاريف منزلها.

بعد ذلك، صار أطفال المخيم يأتونها بأكياس الخبز التي لا يحتاجها أهاليهم، وتكافئهم باللعب ي أرجوحة قرب باب منزلها الصغير.

تقول لـ "الترا فلسطين": ليس لي زوج أو بنات في منزلي، ورغم كبر سني إلّا أنّ لديّ القدرة على أداء متطلبات المنزل، إلى جانب العمل في الخبز.

أم بُشرى حجو، من مواليد قرية الجورة، تقول إنّ عمرها يتراوح بين 88 إلى 90 عامًا، تستذكر عملها في الفلاحة بينما كانت طفلة في قريتها قبل النكبة، حيث كانت تُصدّر المحاصيل الزراعية إلى المجدل والفلوجة ويافا والقدس.

قبل النكبة بعامين تزوجت خديجة، وانتقلت للعيش مع زوجها في مخيم الشاطئ غرب غزة، وقضت 50 عامًا وهي تخيط الملابس لتساند أسرتها.