02-يناير-2018

على مساحةٍ تقدّر بمئة وأربعين ألف دونم، تتربع قلقيلية، السلة الغذائية للضفة الغربية، الناضحةِ تربتها بأنواعٍ مختلفة ومميزة من المزروعات، وأكثر ما يميزها محصول الجوافة، إلا أن هناك مؤشرات تلوح بمنافسة قوية بينه وبين  اﻷفوكادو، الذي يقاتل بشراسة ليحصلَ على الصدارة.

خلال السنوات الأخيرة، زاد لجوء المزارعين لاختيار محصول اﻷفوكادو وتفضيله على الجوافة؛ بل إنَّ هناك من خلعوا أشجار الجوافة ليُحِّلوا محلها أشجار اﻷفوكادو. وبحسب مديرية الزراعة في قلقيلية، فإنَّ مساحة اﻷراضي المزروعة بالجوافة في قلقيلية تبلغ  3100 دونم، فيما تصل المساحة المزروعة بالأفوكادو إلى 2400 دونم، وهذه المساحة لمحصول اﻷفوكادو ليست قليلة، كونه محصول جديد لم يكن موجوداً منذ سنوات طويلة كالجوافة.

مزارعو قلقيلية يستبدلون الجوافة بزراعة الأفوكادو التي تحتاج لجهد أقل في الزراعة والقطف، رغم أنها تحتاج ماءً كثيراً

"اﻷفوكادو ما بتغلّب"، يقول المزارع نعيم اﻷشقر الذي استبدل أرضه الجوافة بأرض أفوكادو، ويتابع، "أعمال الفِلاحة التي تحتاجها اﻷفوكادو قليلة جداً. صحيح أنه يحتاج لماء كثير، ولكنّه لا يحتاج عناية حثيثة، فهو محصول لا يحتاج تقليماً على العكس كلياً من الجوافة التي تحتاج عناية حثّة ويُمنع تركها دون اهتمام".

اقرأ/ي أيضاً: كيف اجتمعت مصر وإسرائيل ضد بطيخ جنين

ويقارن الأشقر بين قطف الأفوكادو وقطف الجوافة مبيناً أن الجوافة تحتاج لمعاونة في القطف لإتمامه الأمر بأسرع وقت، "فبعد نضوج المحصول قد لا يصمد ساعات على الشجرة، ولذلك أصبح الكثير من المزارعين يقطفونها خضراء للحفاظ على سلامة المحصول". أما اﻷفوكادو فيقوم مزارع واحد بقطفه وعلى عدة أيام، "فالمحصول بعد نضوجه يمكن أن يبقى شهراً أو شهرين على الشجرة".

ويواصل الأشقر توضيح أسباب تركه لزراعة الجوافة قائلاً: "الجوافة لا تدوم إلا أربع أو خمس سنوات، وما بعد ذلك يصير إنتاجها أقل، وثمارها أضعف، وتحتاج ماء أكثر وعناية مضاعفة وتقليم، وبالتالي تحتاج تكلفة أكثر".  ويضيف،"ليس كل ما نزرعه من جوافة ينجح، فالجوافة بنيتها ضعيفة وتمرض سريعاً". 

المزارع رائد جبارة، يرى أيضاً أن ما يميز اﻷفوكادو هو صمود محصولها فترة أطول، واستمرار موسم تسويقها أشهراً، ويؤكد أن كلا الفاكهتين مردودهما المادي جيد وعليهما طلب في السوق، فيما يرى المزارع الأشقر أن الطلب ارتفع على اﻷفوكادو بعد فتح باب تصديرها للأردن.

أما المزارع عقاب عدوان فله نظرة مختلفة عن اﻷشقر وجبارة، فهو  يملك أرض جوافة و يجهزها  ليزرعها  إلى جانب الجوافة بمحصول اﻷفوكادو، يقول: "سأقلم الجوافة لتصبح أقصر ولكني لن أخلعها، فاﻷفوكادو تحتاج ماءً كثيراً، وتستغرق خمس سنوات لتنمو" متسائلاً عن كيفية توفيره مصاريف الأفوكادو لخمس سنين، ولذلك فإنه سيواصل زراعة الجوافة حتى يوفر من خلالها ثمن الماء لري الأفوكادو.

تم فتح باب تصدير الأفوكادو إلى الأردن، ما أدى لزيادة الطلب عليها وبالتالي إقبال المزارعين على زراعتها

هذا التحول في الزراعة، يُرجعه المزارع محمد نصر إلى غياب التنظيم عن قطاع الزراعة، مبيناً أن المزارعين بعد عشر سنوات سيخلعون الأفوكادو ويتحولون إلى زراعة الجوافة، إذ ستكون أسعار الجوافة قد ارتفعت بسبب تراجع الإنتاج، وهذا ما حصل في محصول الحمضيات.

وتلقب قلقيلية بـ"استوائية فلسطين"، إذ تُزرع فيها محاصيل استوائية لا يمكن زراعتها في محافظات أخرى في فلسطين، وفق ما أفادنا به أيمن العالم مسؤول ملف البستنة في مديرية الزراعة بالمحافظة، مشيراً إلى أن قلقيلية تتميز عن غيرها من المحافظات بتوفر ظروف جوية مناسبة من حرارة ورطوبة، إضافة إلى وفرة المياه.

ويشير العالم إلى أن المحصولين يحققان عائداً اقتصادياً جيداً، إذ يحقق الأفوكادو 20 ألف شيكل، فيما يصل عائد الجوافة إلى 17 ألف شيكل، مضيفاً أن هناك طلباً كبيراً على الأفوكادو في السوق، وقد تم فتح أبواب تصدير الأفوكادو للأردن في الآونة الأخيرة، ما يجعل الطلب عليها مرتفعاً.


اقرأ/ي أيضاً: 

حسبة رام الله.. هل هي مكب لخضار وفواكه إسرائيل؟

ورق العنب والحمص والتبولة.. طعام إسرائيلي

في مدونة "الشيف المتنكر" القصة تزين الطبق