25-يناير-2019

الترا فلسطين | فريق التحرير 

خصصت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية ملحقها الأسبوعيّ لعرض مقابلات مطوّلة أجرتها مع قادة وحدة "اليمام" الإسرائيلية الخاصة التابعة لـ "حرس الحدود"، والتي اغتالت صالح البرغوثي وأشرف نعالوة، واعتقلت عاصم البرغوثي، بحجّة تنفيذهم عمليات "عوفر" و"جفعات آساف"، ومستوطنة "بركان".

قائد وحدة "اليمام" الإسرائيليّة يبدأ حديثه في المقابلة بالإشارة إلى أنّ وحدته كانت على أقصى درجات الاستنفار على مدار شهرين ونصف من المطاردة الفاشلة لأشرف نعالوة منفّذ عمليّة مستوطنة "بركان" قرب سلفيت، والتي أسفرت عن مقتل إسرائيليين وإصابة ثالث بجروح خطيرة. لكن، وبعد عمليّة مستوطنة "عوفرا" شرق رام الله، انتقلت الوحدة الخاصّة للتواجد في معسكر "بيت ايل" شمال رام الله، للتعامل مع أي حالة طارئة. 

هكذا قتلنا صالح 

الوحدة الإسرائيلية المعروفة بأنها على مستوى عال من التدريب، يقول قائدها إنه جرى وضع خطة لاعتقال صالح البرغوثي قبل فترة وجيزة من اغتياله، حيث انطلقت الوحدة ووضعت خلية لاعتراض سيارة الأجرة التي كان يقودها، فيما كان طاقم آخر من الوحدة يتعقبونه من الخلف. 

عناصر من وحدة اليمام الإسرائيلية الخاصة

اختارت الوحدة لتنفيذ عمليتها وقت الازدحام، حيث تكوون الشوارع مكتظّة حين عودة الناس من أعمالهم إلى منازلهم، وكان يفصل بين طاقم اعتراض سيارة الشهيد صالح والوحدة التي تتعقبه من الخلف سيارة واحدة. 

لكن لماذا اختارت القوّة الإسرائيلية مهاجمة صالح وهو في الطريق قبل أن يصل لبيته؟ يقول الضابط الإسرائيلي إنه تقرر اعتقاله وهو يقود سيارته، لاستباق أي استعداد من قبله، حيث من الممكن أن يهاجم قوة الاحتلال التي ستذهب لاعتقاله. 

ويشير قائد القوة الإسرائيلية إلى أنه وبعد محاولة اعتراض سيارة صالح، حاول التراجع للخلف، فأطلق الجنود عليه النار، بذريعة أنّه شكّل خطرًا على حياتهم، حيث أصيب بجراح خطيرة جدًا نقل على إثرها لتقلي العلاج، ولكنّه فارق الحياة، وفق الرواية الإسرائيلية. 

حددنا مكان نعالوة! 

انسحبت الوحدة الإسرائيلية الخاصّة نحو معسكر "بيت ايل" بعد تنفيذ عمليّة (اعتقال/ اغتيال) صالح، وبدأ عناصرها بأخذ قسط من الراحة، لكنّ اتصالًا ورد من جهاز "الشاباك" لوحدة "اليمام" جاء فيه أنّه تم تحديد مكان تواجد أشرف نعالوة على بُعد أربعين دقيقة من مكان تواجد الوحدة الإسرائيلية وفقًا للضابط. 

وبدأت الوحدة بمحاصرة مكان تواجد أشرف نعالوة، حيث اعتلى القنّاصة المباني المجاورة لحماية وحدة الاقتحام التي اقتربت في البداية بشكل سريّ، ثم قامت وحدة أخرى بستلق المبنى، مشيرًا إلى أنّ المعلومات الاستخبارية التي وصلت، لم تكن قد حددت بدقة، الشقة التي يتواجد أشرف بداخلها، مبيّنًا أنّه تم في البداية اقتحام الشقة العليا وبعد الفحص تبيّن أن فيها عائلة لا تعلم شيئًا عن وجود أشرف، ثم تبيّن لاحقًا أنه متواجد في أسفل البنانية وحاول الخروج من إحدى النوافذ، فتم إطلاق النار عليه، وبعد ذلك أدخلت القوات كلبًا للاقتحام يدعى "رامبو" فدخل ولم يعد، وظنّت القوة أنه قُتل برصاص نعالوة، فتم إلقاء قنبلة يدوية على الشهيد أشرف تسببت بقتله. 

عملية "جفعات آساف" بددت "الانتصار"

وبعد أنّ نفذت القوة الإسرائيلية عملية اغتيال نعالوة، وعادت لمكان تواجدها في "بيت ايل" بددت عملية "جعفات آساف" شعور وحدة اليمام بالانتصار، وظلت في حالة استنفار دائم بانتظار معلومات استخبارية يقدّمها "الشاباك" لاعتقال المنفذ أو اغتياله.

ويشير قائد الوحدة إلى أنّ "الشاباك" لم يفلح إلا بعد انقضاء أسبوعين ونصف في تحديد هوية المنفذ، وأنّ دائرة الاشتباه كانت في أكثر من شخص، ولكن بعد ذلك تمّ التوصل إلى أنّ عاصم، شقيق صالح البرغوثي، هو من نفّذها. 

اعتقال بالصدفة! 

يُقرّ قائد الوحدة أنّ اعتقال منفذ عملية "جعفات آساف" تم عن طريق الصدفة؛ فوحدته نفّذت عملية اقتحام منزل لاعتقال شخص يشتبه بأنّه قدّم العون للمنفّذ "عاصم"،  ولكن بعد اقتحام المنزل وجمع الرجال في غرفة واحدة، لاحظ أحد الجنود أنّ من بين الرجال شخص طويل القامة ذو بشرة بيضاء، ولا يبدو عليه أنّه من أفراد الأسرة التي جرى اقتحام منزلها. 

يضيف الضابط: لدى سؤاله عن هويته أعطى اسمًا لشخص آخر، وبعد ذلك جاء قائد الوحدة والتقط له صورة وأرسلها لـ "الشاباك" الذي طلب التأكّد من علامة فارقة في جسد عاصم البرغوثي، وبالفعل ثبت بأنه "المطلوب"، وقال قائد الوحدة جئنا لاعتقال مساعد منفذ العملية فاعتقلنا المنفذ!