02-ديسمبر-2018

الترا فلسطين | فريق التحرير

تقدّمت عائلة الشهيد عريف جرادات من سعير في الخليل، باستئناف تُطالبُ فيه بإعادة فتح التحقيق في قتل نجلها المصاب بمتلازمة داون، بعد أن أغلق جيش الاحتلال ملف التحقيق دون محاسبة الجندي القاتل، رغم وجود تناقضات في إفادات الجنود الذين تواجدوا لحظة ارتكاب الجريمة.

واستُشهد جرادات في شهر حزيران/يونيو 2016، بعد شهرين من إصابته برصاص قوات الاحتلال خلال مواجهات في سعير. تقول عائلته، إن كان يلعب مع أصدقائه عند اندلاع المواجهات، ولم يهرب من المنطقة كما فعل الجميع لأنه لم يستطع استيعاب الموقف، فتم إطلاق الرصاص عليه.

ووفق تقرير "واللا"، فإن جيش الاحتلال فتح تحقيقًا في الواقعة بعد 9 شهور من إطلاق الرصاص على عريف، ثم في تشرين أول/أكتوبر الماضي طلبت العائلة، معرفة أين وصل التحقيق، فتم إبلاغها بإغلاقه لعدم كفاية الأدلة، ما دفعها لإقامة دعوى قضائية ضد هذا القرار، والمطالبة بفتح التحقيق من جديد.

أحد الجنود قال في إفادته خلال التحقيق بأنه "لم يُشاهد ما حدث، لكن إطلاق الرصاص تم من خلال ضابط الصف بعد أن استدارت الفرقة لمغادرة الموقع، وأنه لم يكن هناك أي خطر حقيقي ومباشر على حياتنا". فيما أفاد قائد الفرقة أن الواقعة استغرقت ثلاث ثواني، وأن إطلاق النار تم بعد ملاحظة شخص يتقدم من مسافة 20 مترًا حاملاً زجاجة حارقة.

وفي الاستئناف المقدّم لإعادة فتح التحقيق، أشار محامي عائلة جرادات لوجود تناقضات في إفادات الجنود، "فأغلبهم قالوا إنهم لم يُشاهدوا ما حدث، بينما شاهد التفاصيل قائد الفرقة وأطلق النار ضابط الصف، وهذان يقف أحدهما في بداية صف الجنود والآخر في نهاية الصف، فكيف شاهدا ما حدث بينما لم يُشاهده بقية الجنود بينهما؟".

وبيّن الاستئناف أن الجنود قالوا إنهم سمعوا صوت رصاصتين، فيما قال ضابط الصف إنه أطلق رصاصة واحدة، مؤكدًا أنه لا يوجد ما يبرر إطلاق الرصاص على عريف بدل اعتقاله، وأن الجندي القاتل "انتهك تعليمات إطلاق النار". ورأى المحامي الذي تقدّم بالاستئناف أن رفض الجندي القاتل الخضوع لاختبار كشف الكذب، والتناقضات بين إفادات الجنود، كافية لإثبات ذنب الجندي الذي أطلق النار، مطالبًا بفتح التحقيق من جديد.

ووفق "واللا"، فإن جيش الاحتلال يفحص الآن إمكانية فتح ملف التحقيق مرة أخرى.

ونقل التقرير عن شقيق الشهيد عريف بأن جيش الاحتلال اعتقل أحد أشقائه بسبب نشر صورة الشهيد، ووجّه له تهمة التحريض، مبينًا أن والده توفي بعد 40 يومًا من استشهاد عريف بسبب حزنه على ما حدث.