24-يونيو-2019

يُسْقِطُ الفلسطينيون دُعاة خيار "حل الدولة الواحدة"، الكثير من العقبات الموضوعية، بعد أن بات "حل الدولتين" مستحيلاً ولم يبق متاحًا سوى "حل الدولة الواحدة" من وجهة نظرهم، وهم بذلك يتجاهلون بُعْدًا هامًا في طبيعة إسرائيل وتكوين الإسرائيلي الذهني، ليس فقط المستوطن المتطرف دينيًا وقوميًا، وإنما أيضًا الإسرائيلي اليساري، فالاثنان يرفضان وجود الفلسطيني بينهم، حتى ذلك الذي ضحى بدمه في صفوف جيش الاحتلال.

جندي بدوي أحبط هجومين على "كرم أبو سالم" وأُصيب بجروح، لكنهم رفضوا أن يسكن بينهم

المُقدم في جيش الاحتلال وحيد الهزيل، بدويٌ من النقب، أصيب أثناء تصديه لهجومٍ متعدد المراحل استهدف "كيبوتس كرم أبو سالم"، ولقاء "شجاعته" منحه رئيس الأركان وسامًا لانه أحبط عملية "كادت أن توقع عددًا كبيرًا من القتلى بين الجنود والمستوطنين في المستوطنة، وبعد تلك الواقعة رجع لعمله الذي يمارسه منذ سنوات في حراسة المنطقة المحاذية لـ"كرم أبو سالم" وأحبط هجومًا آخر، عندما اشتبك مع "مجموعة جهادية" قالت صحيفة "معاريف" في تقريرها إنها حاولت التسلل من شبه جزيرة سيناء.

اقرأ/ي أيضًا: مجندة الاحتلال المحجبة

وحيد قضى سنواتٍ عديدةٍ من عُمره وهو يحرس "كرم أبو سالم"، وهي مستوطنةٌ "تعاونية" على الحدود بين غزة وإسرائيل ومصر، الغالبية العظمى من سكانها من مصوتي ما يعرف في إسرائيل بـ"معسكر السلام". قبل أيام طلب المقدم وحيد الانضمام إلى سكان "كرم أبو سالم"، ولكن جاءه الرفض هاتفيًا بشكل مباشر، حتى دون تطبيق الإجراء المتبع في مثل هذه الحالة، وهو مثول مقدم الطلب أمام لجنة القبول المكونة من ممثلي المستوطنة.

هذه اللجنة تحرص خلال دراستها الطلب أن تتوفر في المتقدم بطلب الإقامة عددٌ من الشروط المتفق عليها بين السكان، من بينها تأدية الخدمة العسكرية والأصول العرقية، إذ أن معظم الكيبوتسات لم تزل تمتنع عن قبول عضوية حتى اليهود من أصول شرقية أو عربية.

يُعلق المقدم البدوي على ما حدث معه قائلاً: "كدت أفقد حياتي مرتين في الدفاع عن الكيبوتس والمنطقة بأكملها، وعندما رفضوا استقبالي شعرت بأن هذا كان أكبر خيانة للبلاد. وبعد خدمة 23 عامًا كنت فخورًا بها، أصبحت الآن في شك أنني سأفعلها مرة أخرى".

إسرائيليون في مناطق علمانية يرفضون أن يُقدم له الخدمة صيدليٌ لأن اسمه محمد أو لكونه عربي

القناة 13 بثت قبل يومين تحقيقًا حول الاعتداءت التي يتعرض لها الصيادلة الفلسطينيون من حملة الجنسية الإسرائيلية الذين يعملون في صيدلياتٍ إسرائيلية. بيّن التحقيق، أن بعض المرضى في مناطق يهمين عليها الطابع العلماني يرفضون أن يقدم له الخدمة صيدليٌ لأن اسمه محمد، أو لكونه عربي.

وفي وقت سابق، أجرت الإذاعة العبرية العامة مقابلة مع شابةٍ من إحدى القرى العربية أدت الخدمة العسكرية في صفوف جيش الاحتلال، وخطيبها جنديٌ في "حرس الحدود" ويعمل في القدس. الاثنان بحثا على مدار شهورٍ طويلةٍ عن شقةٍ للسكن في القدس دون جدوى، إذ في كل مرةٍ يرفض مالك الشقة أن يؤجرهم بعد أن يعرف أنهما عرب، بحجة أن سكان العمارات والأحياء يخافون من جيرة العرب حتى لو كان جنديًا أو شرطيًا.

كما نشرت مصادر إسرائيليةٌ -سابقًا- أن جنودًا يهود رفضوا تشارك نفس قاعة المبيت مع جنودٍ عرب، وفي إحدى الحالات نكل جنودٌ يهودٌ بجنديٍ درزيٍ وأصابوه بجروح.


اقرأ/ي أيضًا: 

الشباب الدرزي: لن أخدم محتلي

الخدمة المدنية: سلاح إسرائيل الناعم

الإرهابي جلعاد اكتشف أصوله فتحوّل لـ"رجل سلام"