06-مارس-2018

لا يتورّع موقع "فيسبوك" عن حظر وإغلاق أيّ حسابات فلسطينية يدّعي أنّها "تحرّض على العنف"، لكنّه لا يفعل أيّ شيء حيال التحريض الإسرائيلي على الفلسطينيين، ليل نهار.

1 من أصل 9 منشورات الإسرائيلية عن العرب، تحتوي على شتيمة أو دعوة لممارسة العنف

ففي الوقت الذي وثّق مركز "صدى سوشال" أكثر من 100 انتهاك فيسبوكيّ بحقّ المحتوى الفلسطيني، خلال شهر شباط/ فبراير الماضي، شملت 48 صفحة وحسابًا شخصيًا، بالإضافة إلى 52 حظر نشر وحذف منشورات. "تزدهر" صفحات ومجموعات إسرائيليّة يمينيّة تمارس العنف والتحريض ضد الفلسطينيّين على مدار العام، حيث تشير نتائج "مؤشّر العنصريّة والتحريض في شبكات التواصل الاجتماعيّ الإسرائيليّة"، الذي أجراه "حملة-المركز العربيّ لتطوير الإعلام الاجتماعيّ"، إلى أنّ الخطاب الإسرائيلي العنيف ضد الفلسطينيّين موجود على فيسبوك بنسبة 82%.

ورصد المركز العربيّ ارتفاع عدد الصفحات والمجموعات اليمينيّة المحرّضة، مثل صفحة مغنّي الهيب الهوب الإسرائيليّ اليمينيّ "هتسل"، ومجموعات على شاكلة "يزأرون من أجل اليمين"، "الإعلام اليساريّ المتطرف"، "استعادة القومية اليهودية"، "نكافح من أجل أرض إسرائيل"، "أكاذيب اليساريين"، هذا بالإضافة إلى التحريض على صفحات المواقع الإخباريّة.

   نصف مليون دعوة لممارسة العنف، وتعميم عنصريّ وشتائم ضد الفلسطينيّين نُشرت خلال 2017

وتضيف نتائج المؤشّر، الذي اعتمد في رصده للعنف والتحريض على عيّنة بحث تشمل قائمة لـ 100 كلمة دلاليّة وتعبيرات وأسماء شخصيات، أنّ نصف مليون دعوة لممارسة العنف وتعميم عنصريّ وشتائم ضد الفلسطينيّين نُشرت خلال سنة 2017، بمعدل منشور تحريضيّ كل 71 ثانية، وأنّ 50,000 متصفّح كتبوا منشورًا عنيفًا واحدًا ضد الفلسطينيّين، وأنّ 1 من أصل 9 منشورات عن العرب تحتوي على شتيمة أو دعوة لممارسة العنف ضد الفلسطينيين.

اقرأ/ي أيضًا: احتجاجات فلسطينية في "فيسبوك" ضد سياسته.. هل من بديل؟

مدينة القدس كانت في محور الخطاب الإسرائيلي العنيف ضد الفلسطينيّين في 2017، وكانت أحداث المسجد الأقصى ووضع البوابات الإلكترونيّة الأولى في هذا المضمار وكان نصيبها 50 ألف شتيمة وتحريض ضد العرب خلال شهر تموز وحده.

واعتبر مدير مركز "حملة، نديم ناشف، أنّ هذه المعطيات "خطيرة"، لأنّها تظهر رضوخ فيسبوك للضغط الإسرائيليّ ومشاركته في القمع وإسكات الأصوات الفلسطينيّة من جهة، وسكوتها الصارخ عن هذا السيل الجارف من التحريض والعنف الممارس ضد الفلسطينيّين، وهي بذلك تشارك الحكومة الإسرائيليّة ازدواجية المعايير في موضوع "التحريض". ورأى الناشف أن فيسبوك يتسامح بشكل شبه مطلق مع التحريض العلنيّ ضدّ العرب

  فيسبوك يتسامح بشكل شبه مطلق مع التحريض العلنيّ ضدّ العرب  

الجدير بالذكر أنّ الإحصائيات تم جمعها من دراسة الكراهية، بالتعاون مع صندوق بيرل كتسنلسون وشركة فيجو لمراقبة الاعلام الاجتماعي.

وتأسس "حملة-المركز العربيّ لتطوير الإعلام الاجتماعيّ" عام 2013، بهدف تمكين المجتمع المدني الفلسطيني والعربي من المناصرة الرقمية، من خلال بناء القدرات المهنية والدفاع عن الحقوق الرقمية وبناء الحملات الإعلامية المؤثرة.


اقرأ/ي أيضًا:

فيسبوك يدخل الحرب إلى جانب الاحتلال الإسرائيلي

أمن الشباب الفلسطيني الرقمي.. فراغ مؤسساتي مقلق

عائلات تعتاش على المسابقات الترويجية في "فيسبوك"