20-مايو-2020

Issam Rimawi

الترا فلسطين | فريق التحرير 

تعاطت وسائل الإعلام العبرية الصادرة الأربعاء، بشكل متباين مع إعلان الرئيس محمود عباس التحلل من الاتفاقيات مع "إسرائيل" وإنهاء التنسيق الأمني معها. 

 

هآرتس: عباس لم يغلق الأبواب تمامًا

صحيفة "هآرتس" نقلت عن مسؤولين فلسطينيين رفيعي المستوى، قولهم إن التنسيق الأمني مع "إسرائيل" سيتواصل. أحد المصادر الذين لم تسمّهم الصحيفة قال إنه وعلى الرغم من إعلان الرئيس عباس قطع التنسيق الأمني، إلّا أن كل خطوة تتخذها السلطة الفلسطينية تتطلب تنسيقًا، وحتى لو طلبت السلطة الدعم من دولة ثالثة، فإنها مجبرة لفعل ذلك عبر "إسرائيل". والرئيس عباس أكد التزام السلطة بمكافحة "الإرهاب" وهذا يتطلّب مواصلة التنسيق الأمني.

وأضافت الصحيفة أن مسؤولًا فلسطينيًا شارك في الاجتماع الذي عُقد في رام الله أمس، قال إن عباس لم يغلق الأبواب بالكامل، والأجهزة الأمنية الفلسطينية ستخفّض مستوى الاتصالات مع نظيراتها الإسرائيلية لكن حتى الآن ليس بالإمكان الاعتقاد أن التنسيق سيتم إيقافه تمامًا. 

وأشارت إلى أنّ عباس يتأمّل تفوّق "جو بايدن" في الانتخابات الأمريكية التي ستجري في تشرين ثاني/ نوفمبر المقبل، علّها تمنحه القدرة على إصلاح الأضرار التي تسبب بها ترامب لـ "عملية السلام". 

 

يديعوت ومعاريف: خبر ولا تحليل

أما صحيفة "يديعوت أحرنوت" فلم تتطرق في نسختها الورقية لقرار الرئيس عباس، واكتفت بتغطية خبرية دون تحليل على موقعها الإلكتروني، وعرضت القرار كما ورد في الكلمة التي تم بثّها على الهواء مباشرة، وكذلك فعلت صحيفة "معاريف".

 

يسرائيل هيوم: عباس يغازل غانتس

ونشرت صحيفة "يسرائيل هيوم" تقريرًا قلل من أهمية قرار أبو مازن بالتحلل من الاتفاقيّات، وقالت إن الهدف من التصريحات هو التلميح لبيني غانتس، أنّ الأفضل له بعد توليه منصب رئاسة الحكومة الشروع بمفاوضات مع الفلسطينيين.

وأضافت نقلًا عن مصادر أمنية فلسطينية، أنّ التعليمات التي وصلت من مكتب الرئيس عباس طلبت تقليص التنسيق الأمني مع "إسرائيل" لحدّه الأدنى، وهذه التعليمات وصلتهم بالأصل في مرّات سابقة.

 

تصريحات صعبة، لكنّها تقال كثيرًا في رام الله

من جهته، قال مراسل التلفزيون الإسرائيلي للشؤون الفلسطينية "غال برغر"، إن تعليمات وصلت لقادة الأجهزة الأمنية وإلى ماجد فرج رئيس جهاز المخابرات، ووزير الشؤون المدنية حسين الشيخ، تقضي بوقف العلاقات مع "إسرائيل" بشكل فوري.

وقال برغر إنها تصريحات صعبة، لكنّها تُقال كثيرًا في رام الله ولن يتم تنفيذها. لافتًا إلى أنه ومنذ عام 2014 تهدد السلطة الفلسطينية بوقف التنسيق الأمني مع "إسرائيل" ولكن هذا لا يحدث على أرض الواقع. 

 

محلل إسرائيلي: ليس بهذه السهولة 

أمّا "يوسي كوبر فاسر" رئيس وحدة الأبحاث في جهاز الاستخبارت التابع لجيش الاحتلال "أمان" فقال إن إيقاف التنسيق الأمني سيكون له تداعيات على "محاربة الإرهاب" حدّ قوله. مضيفًا أنّ العلاقات الأمنية بين أجهزة السلطة والأجهزة الأمنية الإسرائيلية ليس من الممكن وقفها بشكل فوري لأنها علاقات واسعة. 

ورأى المحلل الإسرائيلي أن أبو مازن يهدف من تهديده إلى إجبار "إسرائيل" على التراجع عن قرار ضم غور الأردن ومستوطنات بالضفة للسيادة الإسرائيلية. 

 

الأمر مختلف هذه المرة!

وقالت معلقة الشؤون الفلسطينية في الإذاعة العبرية العامة، نوريت يوحنان، إنّ من المبكر تقييم قرار أبو مازن، ورأت أن الساعات والأيام المقبلة ستجيب على سؤال: هل سيتوقف التنسيق الأمني أم لا؟ لكنّها أشارت إلى أن قرار عباس هذه المرة يختلف سابقاته. 

وفي أول تعقيب لوزير إسرائيلي  على خطاب أبو مازن، دعا عمير بيرتس وزير الاقتصاد، الإسرائيليين عبر الإذاعة العبرية العامة لضرورة الإصغاء باهتمام لما تقوله السلطة الفلسطينية.